سبحان مغير الاحوال الذى لا يتغير ولا يعجزه شئ فى كل شئ هو القاهر فوق عباده يؤتى الملك من يشاء وينزعه ممن يشاء له الدوام على الدوام وبعد . فان الشيخ الترابى وبعد ان مل الانتظار والبقاء طويلا على قائمة انتظار قطار الانقاذ الذى لم يتحمل بقاء الاخرين معه على رحلاتها وايثاره الانفراد بكل مقاعدها وحتى تلك المشغوله وضع عليها بعضا من المتمكنين لكى يعكننوا على شاغلى المقاعد فيتركوها رضى او مكرهين . لم يحتمل الساسه الانقلابيين تلك المضايقات فانقلبوا عليه وقذفوا به بعيدا دونما مراعاة لزماله او حتى عامل السن . ولم يستفد الشيخ من تجاربه الكثيره الغزيره مع الانقلابيين مصالحة مع مايو ثم عرابا وراعيا لانقلاب الانقاذ وفى الحالتين لم يستطع التأقلم او الرضى بالمقسوم فآثر الدخول من باب الملاطفه وابداء النوايا الحسنه وكيل المدح والثناء لقائد المسيره الظافره والدعاء له بطول البقاء والتوفيق وهذا كله لا يشبه الشيخ فى شئ الا ما تحيكه النفس الاماره من سوء وصولا للكرسى مرة اخرى وتنفيس ما بالنفس من احقاد تقوضا للنظام من الداخل كما يدعيى دائما . احتفل حزب الامه الفدرالى المتوالى بالامس بتدشين مؤتمره العام الثالث وتشرفوا بحضور المشير البشير الرئيس المكتسح دوما وعددا مقدرا من احزاب الزينه والتشريفات والتى لم تقصر فى التهليل والتصفيق مع عدم جواز اقران المكاء والتصفيق بالتهليل والتكبير . وفى تلك الليلة الليلاء سمعنا وشاهدنا عجبا فكانت خطبة الترابى العاطفيه والتى استحسن فيها فكرة الوحده الاوربيه وبهذه العباره الواضحه ( يوما ما نريد ان نجتمع كما اجتمعت اوروبا , نريد ان نمتد شرقا وغربا وراء الحدود ) على طريقة زوال امريكا وسنقود العالم اجمع . وفى اطار التتقرب والتقارب تبرع الشيخ بالدعاء للرئيس المشير البشير بطول البقاء عل راس الدوله وان يكون ذلك لبقاء الدوله ودوام السلام ( اسأل الله ان يكون ذلك غدا , انا والرئيس وسائر الاحزاب لا ننشق ولا نحترب ولا نتمزق , واسأل الله قبل ان يتوفانى ان اطمئن على هذا الوطن ) انتهى دعاء الشيخ . وزيادة فى الادهاش والابهار لم يفت على الشيخ الاستدلال بما يحدث فى سوريا ومصر واليمن والعراق بانها ( ليست سوى غضب من الله على الامه الاسلاميه والتى تحمل رسالة الامه الواحده ) وهذا تحذير لكل الامه بان يتعظوا والا سوف يصيبهم ما اصاب القوم من غضب اذا فكروا او حاولوا تغييرالنظام المتأسلم صاحب الوصايه . وثانى العجائب كان خطاب الحبيب احمد بابكر نهار رئيس الامه الفدرالى وصاحب الليله وعريسها المخدوم حيث قال بانهم مستعدون للانتخابات واعلن عن ترشيح 800 من كوادر الحزب فى كل الدوائر وبهذا تفوق على الرقم المعلن من قبل الاتحادى الاصل وعلى الاصل نبحث للرد . وهل هنالك هذا العدد من الدوائر فى النسبه المتنازل عنها من قبل المؤتمر الحاكم وماذا تبقى لبقية المتوالين اذا استبعدنا الشعبى من الحصه المتبرع بها ؟ واذا دار محور سؤالكم عن ما اعجبنى فهو ما تكرم به السيد الرئيس من تقليل لدور المعارضه وعدم تاثيرها وقلة العدد والعتاد وانعدام القواعد , وهذا يعنى بان امر المعارضه اصبح مقلقا لدرجة ايصال الرئيس لمرحلة الهذيان (شفاه الله وعافاه حتى نتمكن من محاكمته وانزال العداله بزبانيته فى يوم قريب انشاء الله ) وهذا يدلل على ان ما تقوم به المعارضه من توحيد للكلمه والمصير والوقوف صفا ضد الانتخابات ومقاطعتها اتت اكلها ويا ليتها حصنت بمقاطعة الحوار لكانت اكثر تاثيرا وايلاما ولسمعنا عجبا ورقيصا بدون ايقاعات . اسقاط النظام والحوار معه خطان متوازيان . من لا يحمل هم الوطن – فهو هم على الوطن . اللهم يا حنان ويا منان ألطف بشعب السودان – آمين . [email protected]