منذ إنقلاب 30 يونيو 1989 م الذي اطلق عليه حسن الترابي عراب هذا الإنقلاب وصاحب فكرته زوراً وبهتاناً "ثورة الإنقاذ الوطني" التي لاعلاقة لها بكلمتي الإنقاذ والوطن من جهة، ومنذ هذه الليلة المشؤمة واصحاب هذا الإنقلاب يكذبون علي الشعب السوداني ويسرقونه ويقتلونه ليل نهار دون أن يرف لهم جفن أو يتحرك إحساسهم بشفقة علي حال هذا المواطن الذي ذاق علي أيديهم كل انواع العذاب والإهانة حتي اصبح الشباب يهاجر الي اسرائيل او اي دولة اخري حتي ينجو ببدنه ونفسه من عصاباتهم . ولو حاولنا ان نحصر او نسرد جرائم هذه العصابة فإننا وبلا شك نحتاج الي مجلدات لكتابة هذه الأكاذيب والافتراءات. وسأتناول في هذا المقال كذبة من كذبات الكيزان اللصوص ألا وهي إتهام وزارة البني التحتية والطرق والجسور لل "الجقور" بالتسبب في تصدع كبري المنشية ، اذ كيف لعاقل ان يقول أن الفئران تلهتم الاسمنت والحجارة ؟ ولكنا ماذا نقول ونحن في زمن إخفاء الحقائق واللعب علي الذقون . وبالطبع تناولت هذا الحدث اقلام كثيرة شعراً ونثراً ورسوماً كاريكتارية لأن هذا الحديث الأجوف لم يحترم عقول هذا الشعب الذي صبر علي اذاهم وتجويعهم وتشريدهم له لمايزيد عن ربع قرن من الزمان . ولا أدر كيف ارخي وزير البني التحتية العنان لأفكاره دون رقيب او حسيب او حياء منه ليتهم الجقور زوراً وبهتاناً بأنها السبب في تصدع هذا الكبري الآيل للسقوط ربما اليوم قبل الغد. فبدل أن تأتينا الوزارة بالشركة المنفذة وعقوداتها وفترة ضمان الكُبري ومحاسبتها علي هذا التقصير حتي يشعر المواطن أن هنالك جهة تراعي وتتفقد المرافق والبني التحتية ، إلا ان المسؤلين في بلادي كعادتهم دائماً فقد قفلوا أذنيهم واحدة بدولار والأخري بيورو ولاهم لهم سوي البحث عن مشاريع تدر عليهم ملايين اخري من الدولارات لملئ خزائنهم وبطونهم التي لاتمتلئ بل تقول هل من مزيد.! كما ان الاعلام في السودان اثبت انه اعلام موجه ويعمل وفق اجندة ونظرة المؤتمر الوطني ، فبدل ان يسعي للبحث عن الحقائق المتعلقة بهذا الكبري ووضعها امام المواطن بكل تفاصيلها اضحي يتناولها بطرفٍ خفي دون المساس بجوهرها . خاتمة : عذراً وطني فقد تكالبت عليك المحن من كل حدبٍ وصوب حتي أصبحنا نستقبلها في كل يوم ، وماتت الدهشة فينا، وإنا لمقصرون تجاه هذا العبث الفوضوي ، و لكن حتماً سيأتي يوم ينتفض فيه هذا الشعب الصامد وينهض الوطن رمزاً يشار اليه في مصاف الدول المتقدمة .. والله من وراء القصد [email protected]