استقبلت الاوساط الشعبية السودانية المجزرة التي ارتكبتها جماعة داعش التكفيرية بحق عدد كبير من ابناء الطائفة القبطية المصرية باحد شواطئ المدن الليبية بحالة من الاستنكار والاستياء داخل وخارج البلاد. بينما بادر القيادي المعارض حاليا واخر رئيس وزراء سوداني منتخب السيد الصادق المهدي بتوجية نداء في هذا الصدد بعنوان هذا بيان للناس .. تقدم فيه نيابة عن الشعب السوداني بالتعازي للحكومة والشعب المصري واسر الضحايا المغدورين بخالص العزاء في مصابهم الاليم واكد دعمهم المطلق للقيادة المصرية للتصدي للجناة علي حد قوله ومضي السيد الصادق المهدي رئيس الوزراء السابق وزعيم اكبر الطوائف الدينية في السودان في توضيح موقفه في هذا الصدد موجها حديثه الي من اسماهم الذين ادانوا تصرف القيادة المصرية باسم السيادة الليبية وقال في الرد عليهم: ان الأممالمتحدة اليوم متفقة على واجب حماية المدنيين الأبرياء فإن عجزت الحكومة الوطنية عن تحقيق ذلك فالواجب أن يقوم بها غيرها، وعلى مجلس الأمن أن يجيز ذلك واشار السيد الصادق المهدي في هذا الصدد الي موقف الحكومة الليبية التي قال انها وافقت علي الامر واعطته شرعية وطنية. وهاجم المهدي المنظمات التكفيرية وطريقة تفكيرها ومعتقداتها وتعاملها مع غير المسلمين وقال ان التنظيمات التي تعتبر أن مذهبها هو الإسلام وتكفر الآخرين، وتعتقد أن الخلاف في المذهب وفي الملة هو مبرر القتل واستباحة الدماء، تنظيمات تعلن الحرب على كل مخالف لها في المذهب وفي الملة، هؤلاء يشوهون الإسلام ويشكلون خطراً تكفيرياً عدوانياً على كافة مخالفيهم في المذهب والملة، فالتصدي لعدوانهم واجب إسلامي وواجب إنساني. وقال الزعيم السوداني والشخصية الاسلامية المعروفة ايضا انه قد اتي الوقت لكي يجمع المسلمون كافة، وإخوتهم في الإنسانية، على أن أعداء الدين والإنسانية هم التكفيريون الذين يكفرون كل مخالف لمذهبهم ولملتهم، ويعتقدون أن الاختلاف في المذهب وفي الملة مبرر القتل والقتال، بينما مبرر القتال في الإسلام هو العدوان كما قال تعالى: (وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) وقال تعالى: (لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ). ومضي السيد الصادق المهدي في بيانه الذي وقعه باسمه وموقعه كزعيم لطائفة الانصار السودانية وحزب الامة القومي واخر رئيس وزراء منتخب بهجوم شديد اللهجة علي الجماعات التكفيرية ومن اسماهم بالحكام والدعاة الحركيون الذين يكفرون كل من ليس على عقيدتهم الفاسدة، ويستبيحون دماءهم وأموالهم، هؤلاء هم منابع الداعشية وإن لم يقتلوا أحداً: "القاتل من أفتى بالقتل. واختتم السيد الصادق المهدي بيانه بالتاكيد علي دعم موقف السلطات المصرية المدعوم من الشرعية الليبية قائلا في عبارات قوية موجها انتقادة الي بعض الجهات دون ان يسميها .. ان كل من يحتج بالسيادة الوطنية الليبية لمنع التصدي للقتلة، ومن يدعمه من حكومات ودعاة في ذلك الاحتجاج، إنما يمنح ترخيصاً للقتلة ليواصلوا آثامهم ويستحق أن يدان ويساءل على هذا الترخيص الآثم. وكانت بعض تنظيمات المعارضة السودانية قد اصدرت بيانات مماثلة دعمت فيها موقف الحكومة المصرية في الدفاع عن مواطنيها والرد علي الهجمات الارهابية وتهديد ارواح الابرياء والمدنيين بينما ذهب الرئيس السوداني الحالي عمر حسن البشير اتجاه اخر واتهم الموساد ودوائر امريكية بدعم من اسماهم بالمتشددين الذين قال ان تصرفاتهم لاتشبه الاسلام والمسلمين. [email protected]