لست هنا بصدد التحدث عن اللغط الكثير الذى صاحب زيارة الرئيس السودانى والوفد المرافق له الى دولة الأمارات العربية المتحدة فى الايام السابقة . . ولن أقارن بينها - كما فعل الكثيرون – وبين زيارة الرئيس الأسبق الراحل النميرى . ولا اريد الخوض فى تداعيتها ، وما إن كانت هناك ثمة فائدة يرجوها المواطن الغلبان ، ام لا . وليس فى نيتى ان اكتب عن التصريح الذى هاجم فيه عمر البشير التنظيم الدولى للاخوان ، فى ميكافيلية يحتار فيها ميكافيلى ذات نفسه . ولا اريد ان أكتب اكثر مما كُتب حول التفافتة وزير الدفاع ، التى اشبعتها مواقع التواصل الاسفيرية تندراً وسخرية ، واستهجنها كل من رآها . ولكن سأتساءل فى براءة : فعند نزوله ارض المطار ألم يُلفت نظر الرئيس ، فخامة ذلك المطار ومن ثم احس بوخذ الضمير عندما فكر بمقارنته بمطاراتنا فى السودان ؟ أم انه لم يفكر فى ذلك من اساسه ؟ . عندما انطلقت السيارة من ارض المطار الى داخل المدينة ، الم تذهل الشوارع الفسيحة ذات الثلاثة مسارات ذهابا ومثلها ايابا وبجانبيها صُفت اشجار النخيل وهى تتمايل فى شموخ ، وتحكى عن ارادة فولاذية لحكام احبوا وطنهم وشعبهم فأحالوا الأرض البلقع الى حديقة غناء ؟ تُرى فى ماذا كان يفكر رئيسنا والسيارة تشق طريقها وسط كل هذا الجمال ؟ أيكون قد فكر فى مقارنتها بشوارع ( الموت ) ذات القشور الاسفلتية عندنا ؟ ام انه تجاوز ذلك التفكير وهو يمر بعشرات الجسور الطائرة التى تزين المدينة - وعلى كثرتها و( متانتها ) وتشابكها بصورة هندسية تخلب الالباب - الا اننا لم نسمع او نقرأ يوما ان حاكما تغنى بها كنوع من الانجاز ! . هل رأى السيد الرئيس كيف تكون البنيات التحتية ؟ هل تمنى ان تصبح الخرطوم كأبى ظبى ، فى خضرتها ، فى عمرانها ، فى نظافتها ، فى رقيها ؟ .. هل تساءل الرئيس لماذا لم ينقطع التيار الكهربائى طوال فترة وجوده ؟ الم يتساءل عن اسباب ذلك الامان الذى يحسه كل من جاء الامارات ؟ لقد بُنيت الامارات بعزيمة الرجال ، صحيح ان تدفق البترول كان له الاثر الكبير فى التقدم الكبير الذى شهدته الامارات ، الا ان عزيمة وحكمة الشيخ زائد رحمه الله وحبه لشعبه ووطنه كان له الدور الاكبر فى ان تصبح الامارات من الدول التى يشار اليها بالبنان ، ذلك ان الفلوس وحدها لايمكنها تبنى دولة بكل هذه الفخامة . [email protected]