بسم الله الرحمن الرحيم ولكي يكون مؤتمر مروي أفضل من مؤتمر الفولة يجب التوقف عند النقاط التي أسارة حفيظة الأطراف وأدت إلى فشل المؤتمر وأهمها ولاية غرب كردفان كانت تعج بالمشاكل الأمنية وخاصة القتال الذي وقع بين المسيرية المسيرية بتاريخ 28/5/2014م وكانت التحديات الماثلة أمام الولاية تتمثل في احتمالات تجديد القتال بين المسيرية المسيرية وهذا ما حصل في 27/6/2014م وهناك مثل مستخدم في الحضر والبدو يقول الإنسان الذي لا يستطيع تنظيف بيته لا يستطيع تنظيف بيت غيره فالأوضاع الأمنية ما كانت تسمح باستضافة مؤتمر من ولاية أخرى أي ولاية شرق دار فور بين الرزيقات والمعاليا لحل مشكلة مشابه تلك ، إضافة إلي الصراعات بدرة داخل أروقة المؤتمر الوطني وخاصة المتعلقة بترشيح الولاة وهذا الصراع لم يقتصر على ولاية غرب كردفان وإنما كان في كافة ولايات السودان وبرز بصورة علنية في المؤتمر العام للمؤتمر الوطني شيء طبيعي إن مثل هذه التحديات تقود من حيث المبدأ إلى تغليب المنطق الحزبي على حساب الصراع القبلي لأن التطورات والمستجدات المتسارعه رجحت كفة الانتخابات الداخلية للمؤتمر الوطني على حساب المصالحات بين القبائل وهذه النتيجة كانت مربوطة بحسابات الربح والخسارة وهذا أهم عنصر أدى إلى فشل مؤتمر الفولة بين الرزيقات والمعاليا بل أنسحب الفشل أيضا على مؤتمر النهود بين المسيرية المسيرية الذي انعقد في 15/11/2014م . لهذا السبب قلت إن مؤتمر مروي لن يكون أفضل حالا من مؤتمر الفولة . وعليه اقترح إذا استعصى أمر الحل وساد التعنت والتعصب وطرح حلول تعجزيه على منطق السلام ينبغي وضع قوات محايدة بين الطرفين وإبعاد أبناء القبليتين من القوات المحايدة لكي تضبط التفلتات الأمنية من الجانبين حتى لا يبدر القتال من هذا أو ذلك . فإذا كان المؤتمر المقصود منه الصلح والتصالح ورتق النسيج الاجتماعي بين الرزيقات والمعاليا لابد من وضع تحسب لبعض التحديات والمتغيرات التي قد تتطور وتكون خارج حسبان المؤتمر ويجب أن يفطن لها المؤتمرون وهي . 1- يجب أن يحمل المؤتمر النظام مسئوليته الأخلاقية والدستورية والقانونية لإيقاف القتال بشكل نهائي ليس بين المعاليا والرزيقات وإنما بين المسيرية المسيرية وكذلك بين المسيرية والرزيقات حتى تنعم الولايات الغربية بالسلام والاستقرار . 2- ينبغي التركيز على الأسباب التي أدت للقتال بين الطرفين مع بحث جذور المشكلة وأسباب تطورها من حين لأخر مع التركيز على العادات والتقاليد والأعراف المتبعة لحل مثل هذه القضايا لإنهاء المشكلة بشكل نهائي . 3- يجب الابتعاد عن إقحام المؤتمر بقضايا سياسية تبعد المؤتمر عن هدفه الرئيسي . 4- ينبغي دراسة أوراق الطرفين وفحصها بصورة جيدة مع الأخذ في الاعتبار قرارات المؤتمرات السابقة والأسباب التي أدت لعدم تنفيذ هذه القرارات مما أدت إلى تطور الصراع فأي إهمال لقرارات المؤتمرات السابقة وعدم دراستها بصورة جيد لن يستطيع المؤتمر أن يساهم في المعالجة الحقيقية . 5- يجب معرفة المتسبب الرئيسي في اندلاع القتال وتطبيق القانون عليه دون مجاملة ليكون عظا للآخرين . 6- ينبغي تهيئة المناخ الصالح لتطبيق القانون وفق القرارات التي يخرج بها المؤتمر مع المعرفة الضرورية لرأي الطرفين المتقاتلين ومدى انسجامهم مع تطبيق قرارات مؤتمر مروي . وإلا سوف يتجدد القتال مرة أخرى . هذه النقاط ليس المقصود بها تعجيز مستضيفي المؤتمر وإنما المقصود وضع النقاط على الحروف أي عدم الاكتفاء بالحلول السياسية وإنما ينبغي متابعة تنفيذ القرارات ، إذا طبقت بصورة صحيحة سوف يسود السلام الحقيقي بدلا من السلام السياسي ، فالسلام السياسي نتائجه محفوفة بالمخاطر مستقبلا أو بالأصح عمر هذا السلام قصير هذا المؤتمر الذي انعقد في مروي يوم الاثنين 16/2/2015م بين الرزيقات والمعاليا يعتبر أول بادرة من الولايات الشمالية نود لها النجاح حتى تخرج بقرارات صارمة تحقيق السلام الشامل وليس قرارات سياسية مناط بها الدعاية الانتخابية ، وإذا تحول المؤتمر إلى أهداف سياسية تصب في رصيد انتخابي للمؤتمر الوطني سوف تكون كارثة في المراحل القادمة وعلى المجتمع ، ويجب الانتباه لذلك ، كما سبق للمؤتمرات السياسية التي اتخذت منحى التعبئة السياسية ضد الحركات المسلحة وخاصة الجبهة الثورية ، وأمريكا والصهيونية العالمية أو كل ما يدلف له مسئول في نظام الإنقاذ ، وكثيراً ما يتخذ هؤلاء مثل هذه المؤتمرات فرص للدعاية الاستهلاكية وتوجهه الأنظار لأهداف خاصة تخص المؤتمر الوطني مما يفرغ المؤتمر من الأهداف التي انعقد من أجلها وهي تتمثل في الصلح الدائم الذي يحقق الاستقرار والتعايش السلمي ، فإذا أتخذ هذا المؤتمر منحى مخالف لما بدر ذكره بالتالي لن يختلف كثيراً عن ما سبق بل أن هذا المؤتمر سوف يتجاوز القضايا الأساسية التي ينبغي مناقشتها وهي الأرض وتعويضات شركات البترول والعمالة والتنمية الحقيقية التي تسهم بشكل جاد في السلام ،فإن أي تجاوز لما ذكر سيحول مؤتمر مروي إلى دعاية انتخابية والدليل على ذلك الانتخابات على الأبواب رغم اعتراضات بعض القوى السياسية على يقام الانتخابات بالشكل الذي يريده المؤتمر الوطني وفق التعديلات الجديدة لبعض مواد الدستور التي تتماشى مع رغبات أهل نظام الإنقاذ . إن المؤتمر الحالي يجب أن يمهد الطريق للسلام والاستقرار الاجتماعي ونزع فتيل أزمات السودان بصورة تجعل السلام هو الخيار الذي لا مناص منه وكذلك تمهيد الطريق لمؤتمر المسيرية الرزيقان المقرر انعقاده في 30/3/2015م بعد لقاء وفد المسيرية بالرزيقات في عاصمة ولاية شرق دار فور يوم 30/1/2015م المهم العبر ليس في المؤتمرات وإنما العبرة في تنفيذ قرارات المؤتمرة وإنهاء ذلك القتال لكي تلتفت كل الشرائح الاجتماعية لبناء وتطوير المستقبل المشرق وهذا لن يتأتى إلا بنبذ ثقافة الحروب والتوجه للتعليم والتفكير الجدي في تفجير الطاقات الكامنة في الشباب لزيادة الإنتاج والإنتاجية وفق مقتضيات المرحلة وما تحتويه من ذخيرة فكرية تسهم في تطوير الخدمات الضرورية التي تحتاجها المنطقة مثل التعليم والصحة والكهرباء ، والطرق المسفلتة وغيرها من احتياجات التطور العلمي ، بدلا من التوجه لتطور وسائل الحروب القبلية. . حسين الحاج بكار [email protected]