*في تدشين حملته الأولى بولاية القضارف قطع رئيس الجمهورية بالمضي فى منهج حكومة الإنقاذ (المشروع الحضاري) وعدم قبول حزبه لأي برامج او مناهج حكم اخرى، وزاد (لاعلمانية ولا تجارب ممتازة) نافياً فشل أو سقوط المشروع الحضاري (مستشهداً) بكثرة المساجد والمصلين فيها وقائمي الليل والتهجد ، (وأردف) شريعة نظيفة مافيها خمارات ولا بارات والدايرين يشوفوا ليهم محل تاني غير السودان) وعن حملة مقاطعة الاتخابات التي تتبناها المعارضة قال: (منو البسمع كلامهم وين جماهيرهم ! نحسبها كم).. حتى على مستوى الخطاب الانتخابي فإن هذا الخطاب يعيدنا الى أجواء ظننا أن السيد الرئيس قد عفانا منها عندما تحدث في خطاب القضارف الشهير بأن ما كانوا يطبقونه كان شريعة مدغمسة.. فماهي ضمانات ألا تكون الشريعة القادمة مدغمسة كذلك؟ وما هي الأسباب التي جعلت التجربة مدغمسة؟ * لا علمانية ..قد نفهمها .. ولكن لماذا يتم إقصاء التجارب الممتازة ؟ وهل كثرة المساجد دليل على الدين؟ أم أن الأصح أن المساجد قد أُفرغت من محتواها الديني؟ وصارت العبادة مظهراً وقشوراً بلا لباب !! وهل على اهل السودان ان يشوفوا ليهم محل تاني غير السودان؟ والخمر نفسها حد وليس تغريباً.. هذا الخطاب قد أتى في الوقت الذي مهرت فيه الجبهة الثورية وحزب الأمة القومى وقوى الإجماع ومنظمات المجتمع المدني بتوقيعاتها على إعلان برلين أو التسوية السياسية ، ونخشى أن نكتشف جميعاً أن الذي تم في برلين ما هو إلا هرولة نحو الحزب الحاكم قد لا يرضى بها النظام ويبدأ استثمارها على طريقته وطريقته لا تخفى على السيد/ الإمام إن لم يكن طرفاً فيها.. * وغرابة الإعلان الذي لن يستطيع التنزل للشعب هو توقيع الدكتور / بابكر أحمد الحسن عن منظمات المجتمع المدنى والتى من المفترض أنها رقيب على الأطراف حكومة ومعارضة فما الذي جعلها تكون طرفاً في هذا الإعلان؟ وما الدافع الذي جعلها تتقاعس أمام الهجمة الشرسة على مراكز الاستنارة وتغلق أمام ناظريها بحجة أنها تجاوزت الترخيص الممنوح لها .. فبدلا من أن تواجه النظام في قضيتها الأساسية أعطته الذريعة ليقول إن المنظمات تمارس عملاً سياسياً !! * والرئيس يعود بوعوده ليسوق الناس الى الجنة، والمعارضة تسوق الناس الى اديس، وكل يعمل على زيادة حصته للمحاصصة ، بانتظار حوار أصبح بيد الحكومة أن تحدده وكما عودتنا فإنها ستنهي انتخاباتها، وترتب بيتها الداخلي وتاتى للحوار كأمر واقع.. وقد نسمع التساؤل الإرهابي أها يا جماعة انتو عايزين الجنة ام أديس بعد برلين!! فمع مطلوبات الإعلان الجديد سنتوقف بنداً بنداً فإننا محتاجون للإجابة القاطعة قبل أن نجد بلادنا قد تقطعت أوصالها.. وسلام ياااااااوطن .. سلام يا .. أجرى مولانا الميرغني مهاتفة مع الأستاذ معز حضرة الناطق باسم هيئة الدفاع مستفسراً عن الأوضاع الصحية لفاروق أبو عيسى وامين مكي مدني!! بس كدا يامولانا كويسين وآخر حلاوة.. ثم ماذا بعد؟!! وسلام يا.... الجريدة الاثنين 2 مارس2015