إني قد ضبطت لك العراق بشمالي ويميني فارغة ,فارع لي ذلك . هذه العبارة قالها زياد بن أبيه لمعاوية يعرض له أن يستنيبه على بلاد الحجاز أيضا , جاءوا إلى عبد الله بن عمر فشكوا إليه ذلك وخافوا أن يلي عليهم زياد فيعسفهم كما عسف أهل العراق فقام ابن عمر فاستقبل القبلة فدعا عليه فمات زياد بالطاعون . مناسبة القصة أن كثيرين خائفين من أن يليهم البشير لأربع سنوات أخرى ليكمل الثلاثون فيعسفهم وأركان حزبه وربما يعرض لهم باني حكمت لكم السودان ثلاثون سنة فارعو لي ذلك (أي ولوني الحكم مدى الحياة ) . البشير الآن عمليا هو المرشح الأوحد حيث لم يجد حزبه من يقدمه ولم يأنس احدهم في نفسه الكفاءة . راجت وعقب انفصال الجنوب كذبة صنعها الحزب الحاكم وجملها وأخرجها وصدقها ,فقدت من شهرتها مثل فلم (التايتونك) .مفادها أن السودان كله شعبا واحزابا مشاركة ومعارضة وفعاليات مجمعون على شخص البشير كضامن لاستقرار السودان . هل السودان مستقر طيلة حكم البشير المديد ؟ في بداية حوار الوثبة – الكبوة –السقطة زادوا من الطرق على هذه الفرية كاستباق لأعلى سقوفات الحوار الوطني حال قيام حكومة انتقالية كي يضمن لهم الغلبة والسيطرة . هذه الفرية ترتكز على قاعدة وهمية ثلاثية الأبعاد وتتمثل في : 1/ البشير يمثل القوات المسلحة . 2 / اكتسابه لخبرات تؤهله لإدارة شؤون البلاد 3/ البشير شخص قومي . ولكن الأولى والثانية منقصة في حد ذاتها والثالثة هلامية . المطلوب هو رئيس يمثل برنامج الوطن في وحدته واستقراره وصيانة دستوره , ليس بالضرورة أن يكون عسكريا ومرضي عنه من قبل العسكر , للقوات المسلحة قانونها العسكري الذي يحكمها وفق الدستور . أما اكتسابه للخبرة فهذا أمر محير . حكم الدول وفق الدستور والقوانين والتشريعات وحكومة تنفيذية تعمل بمؤسسية لايحتاج لرئيس معمر في الحكم . أما كونه قومي فهي فضفاضة رقم أننا لانشكك في قومية أي سوداني إلا أن يحدث منه ماينفي ذلك , ولكن البشير توجهت له سهام كثيرة من مناطق وجهات وقطاعات حيث نالهم لسانه بانتقادات لاذعة وتهكم مسيء , أصابهم في معنوياتهم ودورهم القومي . لتسويق ترشيح البشير والإجماع المزعوم تم تكوين هيئة وطنية لدعم ترشيح البشير وقد فصلت لتكون شملة كبرى لايخرج عنها احد . تضم هيئة ترشيحه : حزب المؤتمر الوطني – الأحزاب المشاركة – بعض الأحزاب المعارضة – الحركات الموقع على السلام ( نقيض حاملو السلاح ) في النيل الأزرق وجنوب كردفان – الطرق الصوفية – المرأة – الشباب -الطلاب– الزعامات الاهلية ( هنا تخفيف وتلطيف لمصطلح القبائل وزعمائها ) حيث أصبحت للحكومة فوبيا من هذا المارد الذي رعت الحكومة خروجه من الجرة عندما كانت تبايع القبائل بالجملة والقطاعي. ويقول بعض أعضاء هيئة ترشيحه انه يحقق الآتي : 1/ هو احد ممسكات الوحدة الوطنية . 2/ ليستكمل مشروعات التنمية التي بدأها 3/ تكملة اتفاقيات السلام والمشورة الشعبية 4/ صيانة الدستور ( حيث الانتخابات في موعدها كاستحقاق دستوري ) برجاء النظر للوحدة الوطنية في ظل هذا الاحتقان السياسي والعمليات العسكرية وغياب المؤسسية والدستور . أما مشروعات التنمية فقد تحدثت عنها فئران الكباري وحوادث الطرق وانهيار المشروعات العملاقة . أما صيانة الدستور فقد حدث عكسها تماما حيث ذبح الدستور بترشيحه وتعديلاته الأخيرة التي جعلت منه الحاكم بأمره . هل أعضاء هذه الهيئة صادقون مع أنفسهم ومن يمثلونهم ؟ ربما .... [email protected]