ناحت الأسافير وضجت الصحف وولولت الأقلام، حين ظهرت على الفضاء الإسفيري صورة ذلك المطرب قمئ الوجه، مبتذل الكلمات، المدعو (علي كبك)، واحتدم النقاش حول حقيقة هذا الشخص لدرجة صيرته (شخصية الأسبوع) بلا منازع، وتفرغ البعض للبحث عن أصله وفصله وحقيقته، لكشف ما إذا كان شخصية حقيقية من لحم ودم، أم أنه مجرد لعبة صنعها عابث ونظم لها كلاماً ركيكاً وأطلقها في الفضاء الافتراضي ليشغل بها الناس، وقد نجح بامتياز في إصابة ما هدف إليه، حتى إنك إذا وجدت اثنين يتجادلان بحماس حول أمر ما، فلا يداخلك أدنى شك في أن ثالثهما هو (علي كبك)، وقد عجبت أيما عجب لهذا الجدل الحماسي وليس على حقيقة أو أكذوبة هذا ال(علي كبك)، ومصدر عجبي أن ما يلفت الانتباه ويثير الجدل، هو كل أمر أو فعل أو حدث جديد ومثير ولافت (إيجاباً أو سلباً)، وشخصية علي كبك بغنائه الركيك لا هي جديدة ولا غنائه جديد أو مثير، حتى لو كان شخصية حقيقية دعك من أن يكون شخصاً وهمياً مصنوعاً، فالناس في بلدي ولا أدري ما دهاهم، يعرفون قبل علي كبك هذا بزمان عدداً من أمثاله، منهم على سبيل المثال (عبدو ألتي)، و(حمادة بت)، وآخرين لا نعلمهم يعلمهم العالمون ببواطن قيعان المدن، فلماذا إذن يثير علي كبك كل ما أثاره من ضجة وجدل رغم أنه ليس عراب ولا رائد هذا الضرب من الغناء الركيك الذي سبقه عليه رجال آخرون، هذا هو السؤال المحير والذي يحتاج بالفعل للبحث له عن إجابة... أما ألبومه الوهمي بمناسبة عيد الأم والذي قيل تتصدره أغنية (يا حاجة يا أصلية)، فهو أيضاً غير جديد ولا مثير، فقد سبقه عليه آخرون كما أسلفنا، فالكثيرون منا يعرفون وبعضهم يحفظون العشرات بل المئات من شاكلة هذه الأغنيات الركيكة، التي تُؤدى أحياناً في جلسات المزارع الخاصة والحفلات الدكاكينية، وأحياناً على رؤوس الأشهاد في حفلات الأعراس والمناسبات، فليس مثلاً أغنيات مثل (ياخي ما معقول كل ما أضرب ليك الرقم مشغول، إنت شاغلو براك ولا شاغلك زول، كان حقو ترجع لي إنشاء الله بي مس كول)، أو (الشحم دا، واللحم دا، عملوا لي شنو، لي الجبجبة)، أو(سمينة زي بطة في كل لفة منشحطة، ولو باعوا العوالي بسلم نفسي للشرطة)، إلى آخر هذا الهراء أو بالأحرى الخراء، فليست هذه أقل خطراً من خطرفات كبك... ذاك كان علي كبك، فهل ننتظر عماد كموش وعثمان باتا؟!... هي لي الجقلبة،،، والضعف دا،،، سوء تغذية،،، والسمك دا،،، في الموردة،،، والبلطي دا،،، تلقا تلقا،،، في المنطقة،،، التغيير