ستكون المرة الاولي التي تلتقي فيها الحكومة مع القوي الموقعة علي نداء برلين وجهآ لوجه و على طاولة واحدة ، اللقاء يجمع الحكومة وحزب الامة والجبهة الثورية بتفويض من قوي المعارضة السياسية التى شاركت فى اتفاق برلين، الاجتماع محدد له 29 – 30 مارس في اديس ابابا ، تحت رعاية آلية الاتحاد الافريقي رفيعة المستوي وبدعوه منها ، الآلية اكدت ارسال الدعوات للاطراف المعنية ، الاجتماع يهدف الي التحضير للحوار،الآلية اوضحت في رسالة الدعوة ان اللقاء يتم بناء علي التفويض الوارد في قرار مجلس السلم والامن الافريقي في اجتماعه رقم (456) ، و الذى يهدف الي جمع السودانيين للعمل معا لمناقشة المسائل الاجرائية اللازمة من اجل بدء حوار وطني حقيقي ، النقاشات في الاجتماع حسب الدعوة ستتم بناءا علي الوثائق المرجعية التي حددت خارطة طريق للحوار الوطني التي تبنتها الجمعية العمومية للاحزاب السياسية واتفاق اديس للحوار الوطني والعملية الدستورية بتاريخ 5 سبتمبر والصادر عن الاجتماع رقم (456) لمجلس السلم والامن التابع للاتحاد الافريقي ، ان دخول اطراف برلين في التحضير للحوار دون شروط مسبقة يمثل بداية معقولة ، حيث ان اجراءات تهيئة المناخ التي طلبتها قوي المعارضة من البديهيات ولايمكن اعتبارها شروط لبدء الحوار ، في كل الاحوال التحضير للحوار سيبدأ دون اشتراطات حتي الآن او عقبات (معرقلة) الشروط من الطرفين يمكن بحثها في هذا الاجتماع وهو معني بالاتفاق علي الاجراءات المطلوبة من الطرفين للاتفاق علي خارطة طريق تفضي الي تسوية شاملة للنزاع وتضع حدا للحرب في كافة الجبهات ، هذا اللقاء في تقديرات المراقبين يتجاوز شكلا ومضمونا ماجري في نيفاشا ، التي كانت اتفاق جيد لكنه بين طرفين فقط هما الحكومة والحركة الشعبية لتحرير السودان ، هذا الاجتماع يفترض ان يجمع الحركات المسلحة وقطاع الشمال ومعظم القوي السياسية المعارضة ، وبالتالي فيتوقع ان تكون مخرجات الحوار تستوعب كل المواقف والاجندة ويفترض توفر آليات لضمان الاتفاق عبر الآلية الرفيعة وهو ربما يشجع الاطراف علي ابداء المرونة الكافية للدخول في تسوية شاملة بتوقيتات معلومة ومشهودة ، بديهي ان اي حوار سيشهد رفع سقوفات التوقعات بين الاطراف وقطعا سيحتوي علي شروط متبادلة بين الطرفين ، الجديد في حوار اديس ابابا هو وجود وسيط مرجعي يساعد علي تجاوز العقبات ويحدد مواعيد جولات التفاوض وكيفية استئنافها ، اما موضوع التفويض فليس مفهوم الاسباب والدواعي ، وان ارتضت القوي مبدأ التفويض في مرحلة المؤتمر التحضيري فكان الواجب ان تحضر ايضا هذه الاجتماعات كمراقبين ، القضية من الاهمية بمكان بحيث تتطلب حشد كل الجهود من اجل الوصول الي تحضيرات تضمن جدية الحوار وفعاليته ، دول الترويكا ( الولاياتالمتحدةالامريكية ، المملكة المتحدة و النرويج ) اعلنت مساندتها للحوار معتبرة ان الحوار هو افضل وسيلة لتحقيق وجود نظام سياسى يمثل الجميع ، لمعالجة المسائل الاساسية المتعلقة بالحوكمة و التمثيل السياسى للجميع و المشاركة فى الموارد ، الى جانب الهوية و المسائل الاجتماعية ، الترويكا رحبت بتعهدات الحكومة السودانية و المعارضة السودانية حول استعدادها للمشاركة فى اجتماع ما قبل الحوار دون شروط مسبقة ، بهدف تحديد اطار و اهداف الحوار الوطنى و جدوله الزمنى ، يرى مراقبون انها فرصة مواتية للحكومة لابداء حسن النية باطلاق سراح قادة المعارضة المعتقلين ، فى سبيل تهيئة مناخ افضل للتحضير للحوار ، تستطيع الحكومة ان تاصدر قرارآ بوقف اطلاق النار فى الفترة المحددة لترتيبات و اجراءات بدء الحوار ، الحركات المسلحة عليها نفس الواجبات فى تلطيف الاجواء بالامتناع عن اى اعمال عسكرية و ربما تعلن وقف اطلاق النار ايضآ ، هذا لن يقلل من شأنكم يا اهل الحكم و المعارضة ،،