1- ***- ان ظاهرة اختفاء شخصيات سودانية كبيرة ومشهورة من الساحة السياسية عبر الازمان والعصور، لا تثير في احد العجب ويبدي حيالها الاستغراب علي اعتبار انها طبيعة الحياة التي تتبدل كل يوم ولا تقبل بقاء الشئ طويلآ. في تاريخ السودان القديم هناك عشرات الآلأف من الشخصيات البارزة التي لمعت في الساحة السياسية، بعضها اشتهرت بمواقف ايجابية سجلت بمداد من نور، ودخلت هذه الاسماء في قائمة الشرف. وما اختفت اسماءهم العظيمة من ذاكرة السودانيين. 2- ***- وشخصيات سياسة اخري كثيرة شغلت الساحة السياسية وماقدمت شي مفيد، وتمامآ كما دخلت الساحة السياسية خرجت منها بلا ادني شي يذكرنا بها، نسيناها تمامآ وخرجت من ذاكرة الملايين. شخصيات تلاشت واختفت سريعآ تمامآ كفقاعات الصابون. 3- ***- وهناك نوع ثالث من شخصيات سياسية لم يكن لها مثيل من قبل في تاريخ السودان الا في زمن حكم الانقاذ!! شخصيات كبيرة تلقت ضربات بالاحذية والمقاعد من قبل المواطنين، وشخصيات اخري اشتهرت بسرقة المال العام، وتمادت في غيها وقامت جهارآ نهارآ تحدي المسؤولين ، ان كان في مقدورهم القيام باعتقالهم، وياناس الحكومة (خلوها مستورة) والا!!..وهناك من باع الخطوط الجوية السودانية..والتلفزيون القومي..وهيئة الموانئ البحرية، مامسهم ضرر او مساءلة!! انهم نوع نادر من سلالة "الديناصور"، الذي يقال انه قد انقرض من العالم..لكنه حقيقة موجود في السودان، ولم يختفي بعد. 4- ***- خلال ال25 عامآ الماضية ، وتحديدآ -في زمن حكم الانقاذ-، اختفت شخصيات كثيرة من الساحة السياسية، اغلبها اصلآ ما كان عندها وجود يذكر عند السودانيين. اغلبها شخصيات هشة ضعيفة اختفت بسبب الصراعات الحزبية، او لانها كانت "حمائم" لم تقوي علي مقاومة الصقور، او بسبب الخباثات والمكايد والضرب تحت الحزام،...او اقصاء بالعنف بواسطة طائرات الانتينوف الاوكرانية.. او طائرات الهيركوليز الاميريكية. 5- ***- خلال ال25 عامآ الماضية، اختفت من الساحة السياسية والاعلامية والعسكرية شخصيات انقاذية كثيرة لا تحصي ولا تعد، رغم انهم يعدون بعشرات الآلأف الا ان السودانيين لا يتذكرون منهم الا: 1- الزبير محمد صالح، 1998... 2- ابراهيم شمس الدين، 2001، 3- جون قرنق، 2005، 4- خليل ابراهيم، 2011. 6- ***- ان اختفاء شخصيات انقاذية من الساحة السياسية امثال: صلاح كرار..صلاح قوش..الطيب "سيخة"..عوض الجاز..كمال حسن عمر..كمال عبيد.. الزبير بشير طه..عبدالباسط سبدرات..علي محمود.. علي الحاج.. غازي العتباني..امين حسن عمر.. محي الدين جميعابي.. ..محمد عثمان صالح...عبدالرحيم حمدي..اسامة عبدالله..ابراهيم محمود حامد.. ابراهيم سليمان..احمد محمد هارون..محمد الامين خليفة..... واخرين، هو اختفاء لا يثير الانتباه، علي اعتبار انهم شخصيات كانت هشة تتحرك ب"الروموت كنترول"!! 7- ***- اما ان يختفي علي عثمان محمد طه فجأة من الساحة السياسية بصورة مريبة وغامضة بلا حس او خبر منذ زمن طويل، ولا نلمس له اثر واضح..او سمعنا منه تصريح.. وان لا نقرأ عن اخباره في الصحف المحلية، فهذا شي يستحق الوقوف عنده ، بحكم ان علي عثمان ليس كالاخرين الذين اختفوا وما اعرناهم اهتمام. علي عثمان هو ابرز شخصية في نظام الانقاذ حتي وان اطاح به البشير ونقله من القصر الي المجلس الوطني. 8- علي عثمان ليس بالشخصية السهلة مثل الاخرين في نظام الانقاذ، فهو: ————- ***- مخطط ومنفذ انقلاب يوم الجمعة 30 يونيو 1988... ***- هو الذي اختار العميد عمر البشير ليكون رئيس(المجلس العسكري العالي لثورة الانقاذ)... ***- ظهر ولمع نجمه محليآ وعالميآ بعد نجاح "اتفاقية السلام" في عام 2005 ... ***- هو من ورط نظام الانقاذ بعد فشل محاولة اغتيال الرئيس المصري السابق حسني مبارك – 26 يونيو 1995-... ***- بسبب محاولة اغتيال الرئيس المصري، تم ادراج اسم السودان في قائمة (الدول الراعية للارهاب) عام 1995... ***- علي عثمان ونافع علي نافع، هما وراء ضياع حلايب والفشقة 1995... ***- علي عثمان هو من كان وراء انقلاب ديسمبر 1999، واطاحة حسن الترابي من كل مناصبه الحزبية والحكومية، واعتقاله... ***- كان الامين العام للحركة الاسلامية السودانية... ***- سافر الي نيويورك بدلآ عن عمر البشير، هناك القي في الاممالمتحدة خطاب السودان الموجه لكل رؤساء الدول... 9- ***- هل يعقل ان تختفي هذه الشخصية (الداهية) من الساحة السياسية بمنتهي السهولة، بلا ضجيج او ضوضاء؟!!.. هل يعتقل ان يختفي علي عثمان مثلما اختفي كمال (البكاي)..او يوسف عبدالفتاح (رامبو)؟!!.. 10- ***- لماذا – تحديدآ اثناء الانتخابات- اختفت اخباره؟!!.. ***- هل حقآ تخلص البشير من علي عثمان اخر "صقور" الحزب الحاكم بصورة نهائية ، بعد ان تخلص قبله من نافع (وقص ريشه وقلم اظافره)، واطاح ب"خلية اولاد نافع" من القوات المسلحة؟!! 11- هل 2015، هو عام (bay by) علي عثمان..وداعآ روضتي الغناء؟!! 12- اخيرآ: (حديث مرفوع) حَدِيثٌ : سَتُبْدِي لَكَ الأَيَّامُ مَا كُنْتَ جَاهِلا وَيَأْتِيكَ بِالأَخْبَارِ مَنْ لَمْ تُزَوِّدِ. بكري الصائغ [email protected]