البشير يرفد ذنوبه بضمان فوزه ويزداد نظامه عزلة عن الشعب الإنتخابات (الإخوانية) فاشلة بكل المقاييس مهما تدثر النظام بإعلامه المضلل والقنوات الفضائية المأجورة ليعكس صورة الواقع المرير الذي يحكي عن إخفاق النظام وإصراره قيام الإنتخابات وفرض سياسة الأمر الواقع ..كذلك فإن الواقع يستبين معه إدعاء مفوضية إنتخابات النظام عن الحضور القياسي للناخبين والصور الوهمية التي يتم بثها بعد فبركتها تدلل علي السقوط الأخلاقي للنظام واذياله التي تتكالب علي الفتات بلا حياء وتظاهر نظاماً ظالماً يتفشي سرطان الفساد في جسده وهم لعمري أقوام ماتت ضمائرهم وقلوبهم وأثروا إصباغ إنتخابات الإفك والعدوان بشرعية زائفة وقدموا هذا النشاط الآسن علي مصلحة الوطن والبلاد. ومن غرائب وطرائف هذه الإنتخابات أن أحد المرشحين للرئاسة وعند حضوره للتصويت في المركز الذي يقع في دائرة إختصاصه فوجيء بأن إسمه تم إسقاطه من كشف الناخبين ولن يضيره ذلك لأن صوته لن يقدم أو يؤخر في الأمر شيئاً وتقبل الأمر بأريحية كاملة دون تذمر أو إحتجاج .. وفي مدينة بورتسودان ثائرة ثائرة المواطنين عندما علموا أن قوات الشرطة بالمدينة ستدلي بأصواتهم في المركز الذي بالحي ورفضوا ذلك الأمر لأنهم يعلمون علم اليقين أن قوات الشرطة (المكلفة أصلاً بتأمين العملية الإنتخابية) (مؤتمر وطني) وتم توجيه قوة من شرطة الطواري لإغلاق المركز وتمكين رجال الشرطة من التصويت تحت تهديد السلاح ..وقد سألت شرطي برتية المساعد عما إذا كان قد أدلي بصوته أم لا؟؟ فأجاب بالإيجاب وإن ذلك تم بالتعليمات والتهديد بالحساب الإداري إذا تخلفوا عن التصويت !! ومن خواطري عن (أكذوبة الإنتخابات الإخوانية) أن أكثر ما آثار إستغرابي ودهشتي وحفيظتي إصرار الأستاذة /فاطمة عبدالمحمود علي الترشح لمنصب رئيس الجمهورية وهي من أكثر الناس بغضاً للنظام وهي مناضلة وطنية كانت تجد القبول لصدق مبادئها وصلابة مواقفها فما الذي حولها فجأة إلي شخص (داجن) وحريص علي فعل شيءٍ هو أصلاً غير مجبرٍ عليه إلا لشيءٍ في نفسها أو إتفاقاً لا نعلم عنه شيئاً ؟؟ وموقف آخر غاية في الغرابة ايضاً هو موقف الفريق أول عبدالرحمن محمد حسن سوار الذهب من ترشح البشير بالمخالفة للدستور وإرادة الشعب وإجماعه وقبوله أن يكون علي رأس اللجنة المكلفة بترشيحه ..هذا الفريق الذي سطر تاريخه الوطني بأحرف من نور أبان الإنتفاضة الشعبية ضد الحكم المايوي في ثمانينيات القرن الماضي وفضل الإنحياز لإرادة الشعب السوداني يقبل بدون تردد أن يعين رئيساً علي لجنة إنتخاب رأس النظام الفاسد الظالم الذي إتخذ من كتاب الله وآياته سلعة لتداولها والإتجار فيها .. وليت شعري بماذا سيدافع هذا الفريق عنة نفسه يوم وقوفه بين يدي الساعة ؟؟ وسؤاله عن السبب الذي دعاه لتقديم الدعم المعنوي لنظام يستحل دماء المسلمين وينتهك أعراضهم ويشردهم في فجاج الأرض ؟؟ وقد تداولت القنوات الفضائية في سخرية واضحة مظاهر الإنتخابات في السودان وتفوق عدد الموظفين في المراكز الإنتخابية علي أعداد الناخبين وذهاب البعض في سبات عميقٍ وخلو المراكز الإنتخابية من الصفوف من الجنسين كما يحدث في كل إنتخابات العالم وعجز إعلام العمالة والخيانة الذي ضرب بعرض الحائط كل القيم والمصداقية وإنحاز لنظام الكذب والخذلان عن نقل أي خبر حقيقي بالصورة والصوت عن حتي مركزين فقط في ولايات البلاد الثمانية عشر والتي تبلغ آلاف المراكز وتغلبت إرادة الشعب وفضحت كل أكاذيب النظام وأضاليله وأذيالهم من أحزاب العمالة والإرتزاق . والآن في كذبة مفضوحة تعلن المفوضية (بتعليمات من النظام طبعاً) عن مد فترة التصويت ليومٍ رابع في محاولة يائسة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه والإجتهاد بلا طائل لرفع نسبة التصويت لخداع أنفسهم قبل أن يخدعوا (مهازل) المراقبين من الدول العربية والأفريقية التي حضرت لمؤازرة النظام و(فضيحة) إنتخاباته ولكن هيهات ..هيهات فقد قال الشعب كلمته وأصبح هذا النظام أثراً بعد عين بعد أن خانوا الله ورسوله وخانوا أماناتهم وظنوا أنهم يخدعون الله ورسوله ولا يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون. الرئيس البشير ضمن فوزه في إنتخابات يسابق فيها وحده ومعيته (زمرة) من الشخوص التي لا يعلم الشعب عنهم شيئاً والله وحده يعلم عن أسباب خوضهم لهذه الإنتخابات المهزلة والمحسومة سلفاً ؟؟ والبشير لا يدري أنه بضمان فوزه لن يفعل شيئاً سوي رفد إعماله بالذنوب ويزيد من عدد المظلومين في نظامه وربما كانت هذه الفترة الرئاسية الجديدة هي خاتمة المطاف لعهده المأفون والتعجيل بمثوله أمام محكمة الجنايات الدولية ..وعلي البشير وزمرته التي ضلت سواء السبيل أن يعلموا أن الله غالب علي أمره ولكنهم لا يعلمون . عمر موسي عمر- المحامي [email protected]