استعراض لسيكولوجية الانسان المقهور – د/مصطفى حجازى ومن الطبيعى ان تتاخر الثورة السودانية ليس لقوة النظام ولكن للطبيعة السكولوجية والنفسية لانسان السودان فالمواطن السودانى يقع تحت مسمى ( الانسان المقهور )، وقادة الانقاذ على علم ودراسة بطبيعة الانسان المتخلف لذلك فرضت سياسة العنف الممنهجة تجاه كل ما يتعلق بحياة هذا المواطن يقول د/ مصطفى حجازى فى دراستة (التخلف الاجتماعى ) ( لايجد الانسان المقهور من مكانة لة فى علاقة التسلط العنفى هذة سوى الرضوخ والتبعية ، و الوقوع فى الدونية كقدر مفروض ) ومن الملاحظ من قادة الانقاذ شكل العنف اللفظى والبطش تجاة كل ما يعادى سياسات النظام ، فما كان فى المقابل لذلك ،الا شيوع تصرفات التزلف والاستزلام والمبالغة فى تعظيم السيد اتقاء لشرة أو طمعا فى رضاءة وهذا ما يحاول النظام غرسة وحشرة فى ذهنية الشعب وبشتى الطرق ( عن طريق اللفظ ) (الزارعنا غير الله اليجى يقلعنا) او عن طريق شيوع ظاهرة النكات التى تعظم شان النظام وتصورة على انة قوة جبارة خارقة يستحيل زحزحتها.... كأن يقال:- ( ان احد المواطنيين وجد مصباح علاء الدين فمسح علية فخرج لة جان من القمقم ... الجان :- شبيك لبيك المواطن:- بسم الله الرحمن الرحيم الجان :- ماتخاف اطلب اى حاجة وحتكون بين ايديك المواطن وبعد تفكير :- عايزك تعمل لى كبري من بورسودان لحدى جدة الجان :- ياخى انتة قايلنى ان جن صينى .. اطلب حاجة تانية المواطن :- عايزك تقلب الحكومة الجان :- شنو .؟ اقلب ..شنو ..اسمع قلتة لى الكبرى من وين لى وين.) هنا تكمن العلة التى يروج لها امن النظام يومياً والتى تحاول ان ترسخ فى المواطن استحالة ذهاب الذين على سدة الحكم لذلك ليس بمستغرب ان يستبيح النظام كل ارض الوطن كانها ملك خالص ((للمؤتمر الوطنى واتباعة)) ويبلغ مرحلة بعيدة فى التسلط حتى يتبادر لذهن المواطن البسيط انة يعيش فى وطن بلارحمة او تكافؤ اذا اراد المجابهة فى اى امر يتعلق بحياتة وقوتة او فكر فى التمرد والخروج عن بعض القوانين المفروضة علية من قبل الحكومة فان الرد من قبل النظام سيكون حاسماً والسخرية فى العنف اللفظى من ابسط قواعد اللعبة ضد المواطن المقهور ( العايز اطلع للشارع عشان يسقط الحومة يلحس كوعة )) الحديث لنافع (( بنقول لاولاد الفيس بوك ديل نحنا حنرسل ليكم مجاهدين حقيقين )) الحديث لريئس الجمهورية. ان عالم التخلف هو عالم التسلط واللا ديمقراطية ، يختل فية التوازن بين السيد والانسان المقهور ويصل هذا الاختلال حداً تتحول معة العلاقة الى فقدان الانسان لانسانيتة وانعدام الاعتراف بها وبقيمتها . وهذا واضحاً جلياً فى العلاقة بين النظام الحاكم وبقية الشعب فالعلاقة اصبحت علاقة سيد برقيقة والدليل على ذلك المن والاذى الذى ظل رجال الانقاذ يرددونة على امتداد 23عاماً من انجازات ظلت سابحة فى مخيلتهم فقط. فالعباد ليس اولؤية لدى الانقاذيون فعلى المواطن ان يتحمل كل نفقات ما من شانة ان يبقية على قيد الحياة من علاج وتعليم ومعيشة وليس هذا فقط بل يضاف الية نفقات من هم على سدة حكمة، فسياسة الانقاذ تتعامل حسب السيكلوجية النفسية للانسان المقهور فالبنسبة لهم فهم الاسياد وما دونهم فهم عبيد، عليهم ان يحملوا على ظهورهم صليب اخطاء اسيادهم ونفقات حياتهم وملذاتهم هم وابناءهم . فبدلاً من علاقة انا-أنت والتى تتضمن المساواة والاعتراف المتبادل بانسانية الاخر وحقة فى الوجود ذلك الاعتراف الذى يشكل شرط حصول انسان السودان على انسانيتة من خلال اعتراف الاخر ( الحكومة) بة كقيمة انسانية ، بدلاً من هذة العلاقة تقوم فى الوطن علاقة من نوع اخر علاقة من نوع انا – ذاك .. وذاك هو الشىء .. وهو الكائن الذى لااعترف بة ، بانسانيتة وقيمتها أو بحياتة وقدسيتها .. باعتبارة شيئاً وبالتالى يصبح كل ما يتعلق بة او ما يمت الية بصلة مباحاً ( غبن ، اعتداء، تسلط ،استغلال ،قتل ، الخ ...) وليس ببعيد ما احدثة ويحدثة النظام فى( اقليم دارفور ) باعتبار ان انسان هذة الجغرافيا ساقطا من نظر النظام وبالتالى فان انسانيتة تنتفى تلقائياً من قاموسهم والا فلماذا تستباح نساءهم واعراضهم وتحرق قراهم ويشرد اكثر من اثنان مليون انسان مقهور ، يعامل انسان الوطن الان على حسب العرق والاثنية ، فالذين من عرق اصحاب السلطة لهم حق الحياة ومادون ذلك فهؤلا هم الشىء الذى ( لامحل لة من الاعراب )، ولم يقتصر الامر على ذلك بل تمادى الاسياد حتى فى احقية التنمية فى الجغرافيا التى كانت تسمى وطن واصبحت التنمية خاضعة للعرق على حسب ماخطة عرابة اقتصاد الانقاذ حمدى والذى كان وزيراً لمالية الاسياد حقبة من الزمان . ذلك هو التسلط عين اليقين لقد تضخمت ذاتية رجال النظام بشكل مفرط حتى احتوى الاخر بقية الشعب وجعلهم تبعاً لهم واداة لخدمتهم . لايعترف نظام السودان الا بنفسة هم الاسياد ونحن العبيد السُخرة ، لاحياة الا لهم هم فقط ...ولا حق الا حقهم ، وهذا ما يجعل كل تصرف، كل نزوة كل استغلال وتسلط مبرراً لهم بامر ربانى ومصير قدرى يستحيل تخطية ، ويتضح هذا جليا ً فى ان اى رؤية او اى خارطة طريق تخرج البلاد من هذا النفق تاتى من غيرهم تعتبر خروج عن ناموس الكون وكفر يخرج عن ملة كل الكتب السماوية والديانات الوضعية ، فهم هم فقط لهم حق التفكير والتدبير ووضع القوانيين اليس هم الاسياد ، ومن مهام الاسياد حمل اعباء العبيد نفس النظرية التى اتت بالمستعمر الى افريقيا والتى تتحدث عن ( عبء الرجل الابيض ) . وبمقدار ما تتضخم ذات المتسلط تفُقد ذات التابع اهميتها حتى تتلاشى انسانيتها كلياً...وليس بمستغرب من خلال السرد اعلاة ان تتفشى حالات التفتت الاسرى والطلاق والمخدرات والخمر واللواط والجنس واغتصاب القاصرات وضنك العيش ،ففى الواقع ان اسيادنا قادة النظام لاينظرون الى بقية الشعب كبشر فلقد فقدوا ومنذزمن بعيد احساس التعاطف بمعاناتة والامة ومخاوفة وحاجاتة ،انعدام الاحساس بما يعانية انسان السودان المغلوب على امرة يتجسد فى مايلاقية جرء لقمة عيشة ، انظر احساس الدونية وتلاشى الانسانية داخل عنابر المستشفيات وابواب الصيدليات ، والوخزات التى تنخر داخل القلب عقب الصلوات فى المساجد عندما يقف سائل حاجة ويشكى قلة الفئران فى بيتة او حق علاج ابنة او مصاريف دراسة بنتة ومن خلفة دعوات المؤمنين بالقدر (اللهم اعوذ بك من العجز والكسل وغلبة الدين وقهر الرجال ).. وكأنما هنالك تؤاطو خفى بين القدر والنظام .. وبايمان قدرى يردد اخرون (( حيثما تكونوا يولى عليكم )) وهنا فقط تتجلى قسوة المتسلط ( نظام الانقاذ ) لذلك كان من الطبيعى تلك اللامبالاة تجاة معاناة المواطنيين والتى استثمرها النظام لصالحة معاناة فى ابسط مقومات الحياة وهى فى كيفية الحصول على دابة للرجوع الى البيت الماوى غالبا ماتكون على الارجل . يقول د/مصطفى حجازى (تحتاج علاقة القمع باستمرارالى تغذية نرجسية السيد الى مزيد من تضخم انا حتى لايتهددها بروز الحس الانسانى ، بروز التعاطف النابع من تكافؤ الذاتية والغيرة ، فكان استمرارالعنف والتعسف واستمرار التبخيس الذى يصيب انسان السودان المقهور اصلاً. وهذا الدور يلعبة قادة النظام الحالى بصورة كبيرة الا ان رجل الانقاذ المثير للجدل نافع على نافع قد برع فية لدرجة المبالغة فى تبخيس المعارضيين لسياسة النظام ، وخرج من تبخيس لانسان هذة البلاد على لسان مصطفى عثمان اسماعيل والذى كان وزيرا لخارجية النظام فى حقبة سابقة لهو اكبر دليل عل تعظيم الانا وتحقير الاخرين يصف المذكور اخيراً وفى مؤتمر صحفى بمدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية ( يصف السودانيين بانهم كانوا شحاديين قبل مجى الانقاذ ) وكأنما الانقاذ هى رسول اخر الزمان لجاهلية السودانيين،فبعد مجىء الانقاذ خرج السودان من ظلمات جهل المدنية والديمقراطية الى نور رسالة الفساد والمحسوبية . أن اكبر نموزج للتسلط هو ان يعامل الوطن والمواطنيين كاقطعية وعبيد لايتم التفاهم والحوار الا بلغة السياط وخنق كل مناهضة او انتفاضة أو حتى مجرد التفكير بالتعبير عن ابسط الحقوق ،فالحق هو حق السادة والحياة هى حياتهم فقط ، بلغ التسلط والاستخفاف بالوطن لدرجة بترة لنصفين دون رجفة جف ومع كل اشرقة شمس يتفنن النظام فى تنوع سناريو ادخال الرهبة والخوف والعنف الى عقول وبيوت المواطنيين يدخلون فى وعيهم بانهم ليس بشر من لحم ودم انما هم اشياء . ان النظرة من قبل المسؤلين تجاة ابناء هذا الشعب ( الفئة المستغلة )تتمحور فى فى انهم كائنات هزيلة مستضعفة وجبانة ولابد ان تبقى على هذة الحالة لا بالاقناع والمنطق ولكن بالقوة والقسر ، وهذا بالضبط ما نجح فية النظام الجاثم على صدر الوطن 23 عاماً فبقدر ما يبخس الانسان المقهور ( مواطن هذا البلد )ويفرض علية الشقاء والانحطاط فان المحصلة كانت وللاسف اتكالية واستكانة واستضعاف، فكانت اى محاولة لضخ حماسة الجماهير ضد مناهضة النظام تقابل من الجماهير انفسهم ببرود فظيع وتعليقات من شاكلة ( اذا ذهب هولا ترى من ياتى من بعدهم ...؟) او ( جناً بتعرفو احسن من جن ما بنعرفوا ) وكانما حواء اسودانية اصبحت عقيم من اخراج رجال اخرون لهم حس وطنى بخلاف هؤلا المتسلطين . ويالة من اسف ان يختزل الارث الديمقراطى فى الاشخاص وغاب عن اغلب المقهورين التفكير فى ان من يحكم البلاد هو البرنامج الذى يتفق علية المصوتون ،وليس من يحكم البلاد رجال او اشخاص، فاذا اختل تنفيذ البرنامج سقطت حكومة من تم ترشيحة باسم البرنامج . ومع كل اشراقة شمس تنو وتتطور فى ذهنية المتسلط الاسياد (المؤتمر الوطنى ) اسطورة تفوقة وبالمقابل تترعرع خرافة وعدم انانية بقية هذا الشعب ، ينظر سادتنا ( الاسياد ) الى مقهورى هذا الوطن نظرة وازدراء واحتقار ، فالمتتبع لرجال وسدنة هذا النظام فى اى برنامج اعلامى يلاحظ يقيناًما يعترى المسؤل من عزة نفس واحساس بتعالٍ ، ولم يكتفى اصحاب الحظوة بهذا فقط بل تمادوا كثر فاكثر وجلسوا على عرش القدر فى انتهاك واضح حتى لمشروعهم السماوى الذى يتباهون بة واصبحوا هم من يساومون فى توزيع ارزاق العباد... فى بعد اخر فى ما يسمى بسياسة تشكيل طبقات المجتمع بان تفقر بعض الاشخاص غير المواليين للنظام، وتغنى اخرين مؤيدين من خلال منحهم كل التسهيلات الممكنة ، وفى هذا يقول دكتور مصطفى حجازى ( بقدر ما تتضخم أنا السيد ) وينهار الرابط الانسانى بينة وبين المسيود ، يصبح الاول اسير ذاتة ، وينحدر الثانى الى ادنى سلم الانسانية ).... ولهذا ليس مستغرباً ان تتاخر الثورة السودانية بعض الوقت . وكما اسلفنا فان الثورة السودانية تاخرت ليس لقوة فى النظام ولكن للطبيعة النفسية للمواطن السودانى الذى يدرج تحت مصطلح الانسان المقهور ، وتكمن حقيقة واحدة تظل شاخصة وهى ان للانظمة والدول ( عمر ) مثلها مثل الانسان تماما تمر بعدة مراحل الى ان تهرم وتموت ، وايضاً بنفس الكيفية التى تحدد مراحل عمر الانظمة والدول فان للشعوب المضهدة مراحل خلال دورة حياتها تحت رحمة المتسلط وعلى حسب ما اوردة د/ مصطفى حجازى ( كل الخصائص النفسية للانسان المتخلف تنبع من الواقع المحورى التسلط ، والاستكانة ، وما يتبعهما من انعدام جذرى للشعور بلامن ) والامن هنا ليس المقصود بة الامن من الحروب وما شابة ذلك انما المقصود بة الامن فى حرية التعبير والامن فى الرزق والامن فى الصثحة والتعليم . فمن خلال المنهج التاريخى نجد ان واقع الانسان المتخلف قابل لان ينتظم فى ثلاثة مراحل هى مرحلة القهر والرضوخ ومرحلة الاضطهاد واخيرا مرحلة التمرد والثورة ، فاذا اقر رجال النظام الان فى البلاد بان الشعوب سوف تركن وتزعن على المرحلة الاولى والثانية ، فمن باب اولى ان يعيدوا قراءة التاريخ مرة اخرى . نحاول ان نعيد تحليل حقبة الانقاذ منذ 30يونيو1989م والى الان فى محاولة بسيط لربط المراحل الثلاثة بواقع السودان اليوم بالرغم بان انسان السودان عاش مراحل الاضطهاد منذ تكوينة 1821م الا ان حقبة الانقاذ من اكثر الحقب ماساؤية وجبروت وتسلط وذلة للشعب السودان ، فمرحلة القهر هى المرحلة الاولى والتى ابتداءت منذ العام 1989م فالشاهد يمكن ربطة فى مخيلة القارى مع ما يقولة د/ مصطفى حجازى عن هذة المرحلة (هذة المرحلة التى تمتد زمناً طويلاً نسبياً ، يُشكل زمن الرضوخ والاستكانة ، اوالفترة المظلمة فى تاريخ المجتمع ، عصر الانحطاط وتكون قوى التسلط فى أوج سطوتها وحالة الرضوخ فى اشد درجاتها .) كل من عايش اوسمع عن الانقاذ خلال العشرة الاولى مع عمرها يدرك ان الحروف موجوعة نيابة عن الوطن فالشاهد انة خلال هذة الفترة تدنت قيمة الانسان السودانى ما دون الصفر واصبح السودان قاتم السواد وبلغ الانحاط ما بلغ بالوطن فى كل مستوياتة السياسية والاقتصادية وحدث ولاحرج عن المستوى الاجتماعى ، وكأنما قوى الغيب قد بهتت سمع ونظر ولمس وشم وذوق وبقية الحواس غير المراية للوطن فكانت هستيريا التكبير والتهليل وسبح الوطن مع تيار الجهل والانحطاط ، فكانت عملية انهيار كاملة لقيمة انسان السودان المقهور اصلاً ( فاخذو مثل النعاج الى مشارف وتخوم الهلاك ) وكانت طغيان وانوية المتسلط تاخذ أبرز اشكالها وضوحا وصراحة . يواصل د/مصطفى حجازى ( تكون الجماهير فى تلك المرحلة فى حالة قصور واضح فى درجة التعبئة التى تؤهلها للرد الفعل والمقاومة ، فيبدو وكأن الاستكانة والمهانة هى الطبيعة الازلية لهذة الجماهير ،وهذا ما تحاول قوى الاستكبار والتسلط غرسة فى نفسيتها ، وفى حملة تيئسية منظمة تقطع السبيل امام اى انتفاضة او امل فى الانتفاضة ). وكانما د/مصطفى حجازى شاهد عيان عن ما فعلتة الانقاذفى السودان ، ولكنها الحقيقة الخافية عن الكثيرين ان كل انظمة التسلط متشابهة حتى فى شكل شعاراتها وفى كل الكون فان الجببارة المتسلطين لهم بصمة واحدة ولسان متطابق النبرات مختلف اللغات وايضا لهم نهاية واحدة فقط باختلاف السناريو وكتابة كلمة (( تمت )) نهاية ماساة حكمهم لم يشهد د/ مصطفى حجازى حكم تسلط الانقاذيون ولكنها دراسة التاريخ ونفسية الديكاتور والشمولية ، لم تنجح الثورة السودانية الى الان فقط للبعد النفسى الغريب الذى اتخذتة السلطة فاستكان الشعب ليس حبا فى الانقاذولكن لضعف ولان نفسية المقهور تستكين فترة للمتسلط ، فاعلام النظام شن هجوما عنيفا على قيادة المعارضة والمثقفين واصحاب الراى وراس المال الوطنى وسعى فى فكفة كل الكتل المناهضة لة حينا بالمال واحيانا بالاغراء باتلسلطة واخرى بالفضيحة سقط من سقط فى احضانهم مع ابتسامة ساخرة مرسومة على شفة المتسلط ، وهرول اخرون تجاة النظام الذى فتح زراعية عريضة كنما يعلمهم كيف تكون رسم الخطوات لصبي يتعلم وضع رجلة على الارض ويخرج صوت المتسلط وقحاً تاتى ... تاتى ... تاتى (.............) مشى .. وضع اى اسم داخل القوس من من هرول الى السلطة بنفسية المثقف المقهور ، وهكذا رسم النظام وبادق التفاصيل حملتة التيسئة المنظمة ضد اى فعل مناهض لة وداعى لثورة ضدة . حملة شعواء ومنظمة تسوقها النظم المتسلط ضد اى محاولة لزحزحتها عن السلطة او امل فى اى انتفاضة سكون الموت الخيم هذا لاتقطعة سوى بعض فقاعات تمرد ضد قوانين هذا المتسلط ، لاتلبث ان تغيب مخلفة وراءها مزيدا من القناعات فى استحالة الخلاص من خلال المجابهة ويحكى تاريخ تسلط الانقاذ ماحك من غدر تجاة ضباط حركة الخلاص الوطنى فيما سمى ( شهداء رمضان ، الضباط الذين تم اعدامهم ليلة عيد الفطر المبارك ) او ما كان من تؤاطؤ وتحالف الهنديين مع النظام وتكوين ما يسمى بالمؤتمر الوطنى والذى كان اول امين عام لة زين العابدين الهندى وتوالت بعدها ضربات المقهورين فى ميشاكوس ونيفاشا وقبلها فى تفلحون والتراضى الوطنى واتفاق الدوحة واتفاق القاهرة وكان الفتح فتح الانقاذيين وكان المعارضون يدخلون فى عباءة الانقاذ افواجا لذلك سبح الانقاذيون بحمد مشروعهم واستكبرو استكبرا ، وتسرب الى عقول المقهورين خرافة و قناعة استحالة مواجهة النظام وعشعشة الفكرة فى العقول . ولماذا تاخرت الثورة فى السودان....؟ لماذا لم يخرج الشعب لاسقاط النظام ....؟ يعيش السودانيون ليلاً طويلاً امتد اكثر من 23 عاماً يجتروا خلالة مأساة المعاناة الوجودية وتبخيس الذات فعملية التبخيس التى غرسها فى نفسية هذة الجماهير بالعنف ، والمطاردة فى الرزق ، واللفظ السوقى الذى يصف بة قادة الانقاذ بقية الشعب، ولدت عدوانية وقهر ذاتى على شكل مشاعر اثم ودونية ، فلاول مرة فى تاريخ الانسان السودانى على مر العصور يذدرى الانسان السودانى نفسة ويخجل من ذاتة ويود لوتهرب من مواجهتها ، يكيل النعوت السيئة لنفسة متهما ايها بالتقصير والتخاذل وهذا بالضبط ما كان يرنو الية نظام الخرطوم هنا فقكط اكتملت الدائرة واصبح مواطن هذة البلاد ودون ان يدرى حليفاً للنظام الانقاذ المتسلط فى حربة ضدة وضد وجودة وضد الاخرين امثالة ، فالسودانيون اصبحو اليوم يحتقرون بعضهم البعض ويستخفون ويستهترون على بعضعهم البعض اى بمعنى ان هنالك علاقة ازدراء ضمنى بين المواطن المقهور والمقهورين من نفس فصيلتة ، لانهم يعكسون ماساتة ، وليس اوضح من ما يحدث فى دول المهجر وللاسف بعد ان كانت سمعة السودانيين ناصعة البياضع تلوثة ،و تكثر فى هذة الحالة الميول الانتحارية النابعة من تفاقم مشاعر الاثم ومن تراكم العدوانية المرثدة الى الذت ، تتخذ هذة الميول طابعاًصريحاً او رمزيا وما تتناولة بعض (صحف) الخرطوم الصفراء من انتحار الفتيات والقتل باسم الشرف وانتحار القصر تحت مسميات عديدة كانتحار طفل لموت لاعب كرة مشهور .. و [email protected]