*تزوجنا بعد علاقة حميمة بدأت في الجامعة وعشنا أجمل سنوات عمرناسوياً أثناء عملي بكرفان قبل أن أستقر بالخرطوم‘ أكبر أولادي على أبواب التخرج في الجامعة وأصغرهم إمتحن هذا العام الشهادة الثانوية. *أكتب إليك عن التحول الغريب الذي بدأ يطغى على علاقتي بأم الأولاد حتى أصبحت شبه مقطوعة‘ إنها تختلق الأعذار لتتجنب العلاقة الزوجية حتى أصبحنا نعيش كالغرباء رغم السقف الواحد الذي يجمعنا. *هكذا بدأ م.م رسالته الإلكترونية وهو يشتكي حالة الجفاف العاطفي التي سادت في الأونة الإخيرة الأمر الذي يهدد حياته الأسرية معها رغم أنه مازال يحبها ويحب أولاده ولا يقصر معها ولا مع أولاده. *رسالة م. م أثارت السؤال القديم المتجدد عن أسباب ضعف العلاقة الزوجية حتى لدى بعض الذين تزوجوا بعد حب سابق‘ مثل صاحبنا هذا الذي ما زال يحب زوجته لكنه إفتقد الحميمية التي كانت تظلل حياتهم في السنوات الأولى لزواجهما. *شاهدت قبل يومين في إحدى وسائط التواصل الإجتماعي شريك فيديو بث في برنامج تلفزيوني بإحدى القنوات الفضائية تناول هذا السؤال المهم الذي يشغل بال الكثير من الأزواج في كل أنحاء العالم أستمعت فيه إلى رأي إخصائي نفسي يدافع عن الإنجذاب الجسدي‘ ويقول أنه شرط لازم لإستمرار السعادة الزوجية. *مع إحترامي لرأي الإخصائي النفسي إلا أنني أري أن الإنجذاب الجسدي وحده لايكفي‘ بدليل حالة صاحبنا م.م لأن الزواج مؤسسة إجتماعيةتحتاج إلى أساس متين يرتكز على دعامات إقتصادية وإجتماعية ونفسية لضمان تماسكه ونجاح دوره في الحياة. *في العلاقات الإنسانية لايمكن تعميم الأحكام لكن تبقى أهم دعائم الإستقرار الأسري التفاهم والإحترام المتبادل والصبر على الشدائد والأخطاء الواردة من الزوجين لضمان نجاح الحياة الزوجية وتحمل منغصاتها‘ وانتهز هذه الفرصة لأدعو الزوجات أن يهتممن أكثر بالازواج‘ وأن يبدأ الإهتمام بأنفسهن مهما تقدم بهن العمر. [email protected]