بسم الله الرحمن الرحيم تمكنت الحركة اﻻسﻻمية السودانية من السلطة عام 89 عبر إنقﻻب عسكري سمته ثو رة اﻻنقاذ الوطني. اﻹنقﻻب يخالف مبدأها الفكري ومنهجها اﻹصﻻحي وواقعها السياسي .فقد كانت الجبهة اﻹسﻻمية القومية ثالث حزب من حيث ثقلها البرلماني حيث فاق نوابها الخمسون نائبا .وهذا يجعلها تتقلب بين زعامة المعارضة أو شريكة في السلطة وهذا وضع معقول لحزب سياسي ناشئ .فقد تكونت الجبهة اﻹسﻻمية القومية بعد سقوط نظام نميري انفتح بها الاسﻻميين على القوميين والوطنيين من المسلمين والمسيحيين والﻻدينيين السودانيين .وكان قد سبقوا اﻹنفتاح على الجماعات اﻹسﻻمية من سلفيين وطرق صوفية عقب سقوط حكم الفريق ابراهيم عبود في أكتوبر1965 مؤسسين جبهة الميثاق اﻹسﻻمي. بعد نجاح إنقﻻب اﻹنقاذ تم تأسيس حزب المؤتمر الوطني بإعتباره الجناح السياسي الذي يعبر عن مشروع الحركة اﻹسﻻمية في الحكم أو ماعرف بالمشروع الحضاري. المؤتمر الوطني وصف بأنه الكيان الجامع ﻷهل السودان فلم يسنثني أحدا. المؤمنون بالمشروع الحضاري وجاهدوا فيه واستشهدوا من أجله والسلفيون الحالمون بالخﻻفة الراشدة .والمتشيعون المنتظرون اﻹمامة الغائبة واليساريون والقوميون سواقط الدكتاتوريات السابقة واﻹنتهازيون الذين رأووا في السلطة سانحة لتحقيق أحﻻمهم العريضة .فلم يبق تيار فكري أوجهة وقبيلة إﻻ وكان للمؤتمر الوطني منها نصيب .لتأتي المفاصلة ليتفرق اﻹسﻻميون أشتاتا بين المؤتمرين وأحزاب أخرى وخرج بعضهم مغاضبا يحمل السﻻح . ولكن حزب المؤتمر الشعبي مثل أمل للذين يحملون الفكرة ومنقذ للذين يشفقون على المشروع اﻹسﻻمي . رغم أنه حافظ على إنفتاحه وتوسعت جماهيريته وكسب تعاطفا مع مواقفه يكفيك فقط المواﻻة طوعا وإعﻻن إنتماءك لتصبح عضوا في الشعبي دون حجابا أو رقيب . لذلك ساءلت نفسي ماالجديد في المنظومة الخالفة التي يبشر بها قادة المؤتمر الشعبي؟ فهي فكرة مجترة منذ تأسيس جبهة الميثاق اﻹسﻻمي وإعﻻن الجبهة اﻹسﻻمية القومية ولم يفلت المؤتمر الوطني شئ من اﻹنفتاح والتعبئة ليدعه للشعبي الذي كسر كل حواجز العضوية وشروط اﻹلتزام العام والخاص. فالمنظومة الخالفة يقول الداعين لها هي وحدة لكل اﻻسﻻميين والطرق الصوفية والجماعات اﻹسﻻمية واﻷحزاب الوطنية الصغيرة التي ليس لديها عصبية علمانية تجاه الدين ولكن ستأسس بإجتماع أفراد من المؤتمرين والأحزاب وأعﻻم المجتمع ولكن لم يوضحوا طريقة إدارتها. ولكن الواضح أنها إستنساخ لفكرة الجبهة اﻹسﻻمية القومية . و هناك إشكالية لم يتطرق لها القوم في حديثهم. فاﻹسﻻميين أسسوا تنظيما سريا استقوهوا من الحزب الشيوعي وتدرجوا في إخراجه للعلن فإحتفظوا بالتنظيم الخاص بعيدا عن جبهة الميثاق ثم دمجوه في الجبهة اﻹسﻻمية وإحتفظوا بالعمل المعلوماتي واﻷمني وقطاع الطﻻب والفئات بيد اﻷميين العام ليأتي المؤتمر الوطني ويكوش على كل شئ عدا العمل اﻷمني و العسكري . ثم يعلن المؤتمر الشعبي توبته عن كل عمل سري وعسكري وإنتهاج الشفافية والوضوح في العمل السياسي . فعند قيام المنظومة الخالفة لمن يؤول تنظيم اﻻسﻻميين العسكري. ؟ فإن إتبعوا نهج المؤتمر الشعبي نظريا يجب أن يحل .وتبرأ القوات المسلحة وجهاز اﻷمن والشرطة من كل عمل حزبي. وإن إستمرت طريقة الوطني فهذه ردة فكرية للقرن الماضي .وهذا يعد منقصة من القوم. والمنطق يقول يجب أن يسبق الحوار الحديث عن المنظومة الخالفة وتأسيسها .ﻷن إتفاق الإسﻻميين مع اﻷحزاب والقوى الوطنية على تجاوز اﻷزمة السياسية ووقف الحرب واﻹتفاق على مرحلة إنتقالية ثم بعدها كل حزب يأخذ فرصه للمراجعة ومخاطبة الجماهير. أما أن يهرب قادة المؤتمر الشعبي بالقفذ فوق الحوار والحديث عن مشروع جديد في ظل صمت الحزب الحاكم الشريك اﻷكبر فيه وعدم تعليقه على تصريحات الشعبي يعزز من عدم الثقة بين اﻻسﻻميين والقوى السياسية .ويعطي إحساس بطبخة ما وهذا ماعبر عنه اﻹمام الصادق المهدي معلقا على خروجه من مبادرة الحوار (أنه يقود العجلة وﻻيقبل أن يكون رديفا للترابي). فإما يسكت الشعبي عن الحديث عن المنظومة الخالفة أويدير حوارا شفافا بين اﻹسﻻميين. يراجعون فيه فكرهم ويصلحون من انحرافات حكمهم ويجيبون على كل أسئلة خصومهم . واﻹ ستبقى ازمة الثقة قائمة والحرب مستمرة. أو يكون الترابي قد اتفق مع البشير على وحدة الشعبي والوطني وهنا سنصبر حتى ينتهي الحوار. م.إسماعيل فرج الله 9مايو2015م [email protected]