الرئيسية
السياسية
الاقتصادية
الدولية
الرياضية
الاجتماعية
الثقافية
الدينية
الصحية
بالفيديو
قائمة الصحف
الانتباهة
الأحداث
الأهرام اليوم
الراكوبة
الرأي العام
السودان الإسلامي
السودان اليوم
السوداني
الصحافة
الصدى
الصيحة
المجهر السياسي
المركز السوداني للخدمات الصحفية
المشهد السوداني
النيلين
الوطن
آخر لحظة
باج نيوز
حريات
رماة الحدق
سودان تربيون
سودان سفاري
سودان موشن
سودانيات
سودانيزاونلاين
سودانيل
شبكة الشروق
قوون
كوش نيوز
كورة سودانية
وكالة السودان للأنباء
موضوع
كاتب
منطقة
السودان الافتراضي ... كلنا بيادق .. وعبد الوهاب وردي
إبراهيم شقلاوي يكتب: يرفعون المصاحف على أسنّة الرماح
د.ابراهيم الصديق على يكتب:اللقاء: انتقالات جديدة..
لجنة المسابقات بارقو توقف 5 لاعبين من التضامن وتحسم مباراة الدوم والأمل
المريخ (B) يواجه الإخلاص في أولي مبارياته بالدوري المحلي بمدينة بربر
الهلال لم يحقق فوزًا على الأندية الجزائرية على أرضه منذ عام 1982….
شاهد بالفيديو.. لدى لقاء جمعهما بالجنود.. "مناوي" يلقب ياسر العطا بزعيم "البلابسة" والأخير يرد على اللقب بهتاف: (بل بس)
شاهد بالصورة والفيديو.. ضابطة الدعم السريع "شيراز" تعبر عن إنبهارها بمقابلة المذيعة تسابيح خاطر بالفاشر وتخاطبها (منورة بلدنا) والأخيرة ترد عليها: (بلدنا نحنا ذاتنا معاكم)
لماذا نزحوا إلى شمال السودان
جمهور مواقع التواصل بالسودان يسخر من المذيعة تسابيح خاطر بعد زيارتها للفاشر ويلقبها بأنجلينا جولي المليشيا.. تعرف على أشهر التعليقات الساخرة
شاهد بالصور.. المذيعة المغضوب عليها داخل مواقع التواصل السودانية "تسابيح خاطر" تصل الفاشر
جمهور مواقع التواصل بالسودان يسخر من المذيعة تسابيح خاطر بعد زيارتها للفاشر ويلقبها بأنجلينا جولي المليشيا.. تعرف على أشهر التعليقات الساخرة
أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان
مناوي .. سلام على الفاشر وأهلها وعلى شهدائها الذين كتبوا بالدم معنى البطولة
وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول
المالية توقع عقد خدمة إيصالي مع مصرف التنمية الصناعية
أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان
اللواء الركن"م" أسامة محمد أحمد عبد السلام يكتب: الإنسانية كلمة يخلو منها قاموس المليشيا
وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير
شاهد بالصورة والفيديو.. "البرهان" يظهر متأثراً ويحبس دموعه لحظة مواساته سيدة بأحد معسكرات النازحين بالشمالية والجمهور: (لقطة تجسّد هيبة القائد وحنوّ الأب، وصلابة الجندي ودمعة الوطن التي تأبى السقوط)
بالصورة.. رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس: (قلبي مكسور على أهل السودان والعند هو السبب وأتمنى السلام والإستقرار لأنه بلد قريب إلى قلبي)
إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة
السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء
الترتيب الجديد لأفضل 10 هدافين للدوري السعودي
«حافظ القرآن كله وعايشين ببركته».. كيف تحدث محمد رمضان عن والده قبل رحيله؟
محمد رمضان يودع والده لمثواه الأخير وسط أجواء من الحزن والانكسار
وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"
أول جائزة سلام من الفيفا.. من المرشح الأوفر حظا؟
مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة
برشلونة ينجو من فخ كلوب بروج.. والسيتي يقسو على دورتموند
"واتساب" يطلق تطبيقه المنتظر لساعات "أبل"
بنك السودان .. فك حظر تصدير الذهب
بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات
ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟
غبَاء (الذكاء الاصطناعي)
مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم
رونالدو يفاجئ جمهوره: سأعتزل كرة القدم "قريبا"
صفعة البرهان
حرب الأكاذيب في الفاشر: حين فضح التحقيق أكاذيب الكيزان
دائرة مرور ولاية الخرطوم تدشن برنامج الدفع الإلكتروني للمعاملات المرورية بمركز ترخيص شهداء معركة الكرامة
عقد ملياري لرصف طرق داخلية بولاية سودانية
السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم
5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب
حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)
حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!
الحُزن الذي يَشبه (أعِد) في الإملاء
السجن 15 عام لمستنفر مع التمرد بالكلاكلة
عملية دقيقة تقود السلطات في السودان للقبض على متّهمة خطيرة
وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة
الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات
تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب
(مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)
المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية
حسين خوجلي يكتب: التنقيب عن المدهشات في أزمنة الرتابة
دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان
والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة
شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر
السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق
ثورة ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻭﺍﻹﻧﻘﻼﺏ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ (ﻣﻔﺎﻫʌ
ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﺍﻵﻥ
نشر في
الراكوبة
يوم 30 - 04 - 2014
بقلم الفريق أول ركن / محمد بشير سليمان
ﻟﻘﺪ ﻋﺮﻑ ﻧﻮﺭﺩ ﻟﻴﻨﺠﺰ ﺍﻹﻧﻘﻼﺏ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺑﺄﻧﻪ : ( ﻋﻤﻞ ﻣﺘﻌﻤﺪ ﺍﻟﻘﺼﺪ ﻣﻨﻪ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻫﺪﺍﻑ ﻣﺤﺪﺩﺓ ﻣﻊ ﺇﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﺤﻒ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ) ﺃﻣﺎ
ﻭﺍﻳﻜﻴﻨﺞ ﻓﻘﺪ ﻋﺮﻓﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ : ( ﺍﻹﻧﻘﻼﺏ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻳﻌﻨﻲ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ﻣﻌﺘﻤﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﺣﺘﻜﺎﺭﻫﺎ ﻷﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺎﻹﺳﺘﻴﻼﺀ ﻋﻠﻰ
ﺳﻠﻄﺔ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ. ﻭﻳﺘﻢ ﺇﻧﺠﺎﺯ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺳﺘﻴﻼﺀ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻣﻔﺎﺟﺌﺔ ﻭﻏﻴﺮ ﻣﺘﻮﻗﻌﺔ ). ﺃﻣﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻓﻴﺮﻯ ﻧﻮﺭﻟﻨﺠﺰ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺛﻼﺛﺔ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﺘﻮﺍﻓﺮ ﻓﻴﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻔﻆ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﺣﺘﻰ ﻭﺇﻥ ﻣﻀﻰ ﻋﻠﻰ ﺇﺳﺘﻴﻼﺋﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻋﺸﺮﺓ ﺃﻭ ﻋﺸﺮﻭﻥ ﻋﺎﻣﺎً ﻭﺇﻥ ﺧﻠﻊ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﻮﻥ ﺑﺬﺍﺗﻬﻢ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ، ﻭﺗﺘﻤﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﻓﻰ ﺍﻵﺗﻰ :
- ﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﻮﻟﻰ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺇﻧﻘﻼﺏ ﻋﺴﻜﺮﻱ .
- ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻦ ﻗﺪ ﺳﺒﻖ ﺃﻥ ﺧﺪﻣﻮﺍ ﻭﻣﺎﺯﺍﻟﻮﺍ ﻣﺴﺘﻤﺮﻳﻦ ﺑﺎﻟﺨﺪﻣﺔ ﺑﺎﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ.
- ﺇﺫﺍ ﺍﻋﺘﻤﺪ ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﺣﺘﻔﺎﻅ ﺑﺎﻟﺴﻠﻄﺔ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻠﻌﺐ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﻮﻥ ﺃﺩﻭﺍﺭﺍً ﺛﺎﻧﻮﻳﺔ .
ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻫﻨﺎ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻭﺍﻗﻌﺎً، ﺣﻴﺚ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﻮﻥ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻫﻢ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﺗﺎﺛﻴﺮﺍً ﻭﺇﺩﺍﺭﺓ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ ﻭﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻯ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﻴﻦ ﻳﻘﻮﻣﻮﻥ ﺑﺎﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻱ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﻻَ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻜﺎﻣﻠﺖ ﻭﺗﻮﺣﺪﺕ ﺃﻫﺪﺍﻓﻬﻢ ﻓﻰ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﻴﻦ ﻓﻜﻮﻧﻮﺍ ( ﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﻭﻣﺼﺎﻟﺢ ) ﺃﺩﺕ ﻷﻥ ﻳﺼﻞ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻬﺎﻭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﻳﻘﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻵﻥ.
ﺃﻣﺎ ﻣﺸﺮﻭﻋﻴﺔ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻓﻘﺪ ﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻋﺒﺪ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻓﻰ ﻛﺘﺎﺑﻪ ( ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺟﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻓﻲ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﺪﻭﻟﻰ ) ﻣﺒﻴﻨﺎً ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﻋﺪﻡ ﻣﺸﺮﻭﻋﻴﺔ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺑﺤﺴﺒﺎﻥ ﺃﻥ ﺍﻹﻧﻘﻼﺏ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻣﺎﻫﻮ ﺇﻻ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻹﺳﺘﻴﻼﺀ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻀﺒﺎﻁ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻜﻢ، ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺪ ﺗﺸﺎﺭﻛﻬﻢ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﺤﺪﺩﺓ ﻓﻰ ﺍﻟﺘﺂﻣﺮ ﺍﻹﻧﻘﻼﺑﻰ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﺘﻨﺎﻓﻲ ﻭﺍﻟﻤﺜﻞ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺩﻋﺎ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺣﻴﺚ ﺗﻔﺘﻘﺪ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ. ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺒﺮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻰ ﻳﺘﺰﺭﻉ ﺑﻬﺎ ﺍﻻﻧﻘﻼﺑﻴﻮﻥ ﻣﻦ ﻓﺴﺎﺩ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﻹﻏﺘﺼﺎﺏ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ – ﻣﻮﺿﻮﻉ ﻳﻘﺮﺭ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻣﻦ ﻣﻤﺜﻠﻰ ﺍﻟﺸﻌﺐ، ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻮﻇﻔﻮ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻧﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ، ﻭﻣﺪﻋﺎﺓ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﻴﻦ ﻣﺎﻫﻢ ﺇﻻ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺗﻢ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺃﻫﺪﺍﻓﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﺗﻢ ﺇﻋﺪﺍﺩﻫﻢ ﻟﺬﻟﻚ ﺗﻨﻈﻴﻤﺎً ﻭﺗﺪﺭﻳﺒﺎً ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭﺭﺩ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﺣﻔﺎﻇﺎً ﻋﻠﻰ ﺃﻣﻨﻪ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ. ﻫﺬﺍ ﻣﻊ ﺇﺧﺘﻼﻑ ﺣﺠﻢ ﺍﻟﻔﺎﺭﻕ ﺍﻟﻌﺪﺩﻯ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻀﺒﺎﻁ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﺘﻮﻟﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺑﺎﻟﻘﻮﺓ ﻭﻣﻤﺜﻠﻲ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻧﻴﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻢ ﺇﺧﺘﻴﺎﺭﻫﻢ ﻗﻨﺎﻋﺔ ﻟﻠﻘﻴﺎﻡ ﺑﻮﺍﺟﺐ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﻗﺒﺔ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﺳﺒﺔ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ﺑﺄﺳﻢ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ، ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻹﻧﻘﻼﺑﻴﻮﻥ، ﺛﻢ ﻧﺠﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ "ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ " ﻗﺪ ﺃﺭﺳﻰ ﻣﺒﺪﺀﺍً ﺇﺳﻼﻣﻴﺎً ﻓﻰ ﺷﺄﻥ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺣﺴﻢ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﻋﺪﻡ ﺃﺣﻘﻴﺔ ﺃﻱ ﻓﺌﺔ ﺃﻭ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﺴﻠﻤﺔ ﻓﻰ ﺍﻹﺳﺘﻴﻼﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺩﻭﻥ ﺩﺳﺘﻮﺭ ﻭﻗﺪ ﺗﻤﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﻗﺪ ﺗﻨﺸﺄ ﺑﺪﺳﺘﻮﺭ ﻳﻮﺍﻓﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺑﺎﻷﻏﻠﺒﻴﺔ، ﻭﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻋﻤﻠﻴﺎً ﻋﻨﺪ ﺇﻋﻼﻥ ﺃﻭﻝ ﺩﺳﺘﻮﺭ ﻣﻜﺘﻮﺏ ﺷﻬﺪﻩ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ، ﺫﻟﻜﻢ ﻫﻮ ﺩﺳﺘﻮﺭ (ﺻﺤﻴﻔﺔ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ) ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﻹﻧﺸﺎﺀ ﺍﻟﻜﻴﺎﻥ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻭﺟﺎﺀﺕ ﻓﻰ ﻇﻠﻪ ﺗﺴﻤﻴﺔ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑ (ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ) ﻭﻫﻮ ﺩﺳﺘﻮﺭ ﻭﺿﻌﻲ ﺻﺎﻏﻪ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ " ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ " ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺆﺧﺬ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺍﻧﻴﺔ ﺷﻴﺌﺎً ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺑﺬﻟﻚ ﺧﺎﺿﻌﺎً ﻟﺤﺎﺟﻴﺎﺕ ﻭﻇﺮﻭﻑ ﻛﻞ ﺗﺠﻤﻊ ﺇﺳﻼﻣﻲ ﻳﺴﻜﻦ ﻓﻲ ﺑﻴﺌﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ، ﺛﻢ ﺟﺎﺀﺕ ﻣﺸﺮﻭﻋﻴﺘﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﻨﻬﺞ ﺷﻮﺭﻱ ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻲ ﻓﺮﻳﺪ ﺣﻴﻦ ﻗﺪﻣﻪ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ " ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ " ﻋﻠﻰ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻓﻜﺎﻥ ﺇﺟﻤﺎﻉ ﺍﻟﻤﻮﺍﻓﻘﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻤﺎ ﻧﺺ ﻋﻠﻴﻪ، ﻟﺘﺘﺤﺪ ﺑﻬﺬﺍ ﺭﻛﺎﺋﺰ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﻲ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ (ﻭﺃﻣﺮﻫﻢ ﺷﻮﺭﻯ ﺑﻴﻨﻬﻢ ) ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺆﻛﺪ ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﻤﺴﻨﻮﺩﺓ ﺑﺎﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﻨﺎﺑﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺤﻖ ﺇﺳﺘﺨﻼﻓﺎً ﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻛﺘﻌﺒﻴﺮ ﺻﺎﺩﻕ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺒﺪﺃ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻀﺪﻩ ﻭﻻﺀ ﺍﻟﻤﺤﻜﻮﻣﻴﻦ ﻟﻠﺤﺎﻛﻢ ﻃﺎﻋﺔ ﻟﻠﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﻳﺨﺎﻟﻒ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻭﺍﻟﻌﺮﻑ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺣﻴﺚ ﻳﺘﺄﺗﻰ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﺍﻹﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻛﺄﻫﻢ ﻋﺎﻣﻞ ﻣﻄﻠﻮﺏ ﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺗﺤﻘﻴﻘﻖ ﺃﻣﻨﻬﺎ ﺗﻜﺎﻣﻼً ﻣﻊ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ، ﻭﺩﻭﻥ ﺗﻤﻴﻴﺰ ﺑﺪﻳﻦ ﺃﻭ ﻋﺮﻕ ﺃﻭ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺃﻭ ﺃﻏﻠﺒﻴﺔ، ﺗﺄﻛﻴﺪﺍً ﻟﻤﺒﺪﺃﺋﻲ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ .
ﻳﻤﺜﻞ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺪﻛﺘﺎﺗﻮﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﺃﻋﻠﻰ ﺩﺭﺟﺎﺗﻬﺎ، ﻟﻴﺼﺒﺢ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻧﻈﺎﻣﺎً ﺳﻴﺎﺳﻴﺎً ﺗﺘﺴﻠﻂ ﻓﻴﻪ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺃﻭ ﻓﺌﺔ ﺍﻹﻧﻘﻼﺏ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺑﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﻀﺒﻄﻬﺎ ﺭﻗﺎﺑﺔ ﺷﻌﺒﻴﺔ، ﺣﻴﺚ ﺗﻄﻐﻰ ﺭﻭﺡ ﺍﻹﺳﺘﺒﺪﺍﺩ ﺇﻃﻼﻗﺎً ﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩ. ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﺴﺌﻮﻟﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻷﻱ ﺳﻠﻄﺔ ﺣﻜﻢ ﺃﻥ ﺗﺤﻘﻖ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻭﺍﻷﻣﻦ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﻦ ﻓﻰ ﻇﻞ ﺍﻟﺪﻛﺘﺎﺗﻮﺭﻳﺔ ﻳﺘﺼﻒ ﺑﺎﻵﺗﻲ :
- ﻳﺘﻢ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻟﻠﺤﺎﻛﻢ ﻭﺣﺰﺑﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ، ﻣﺴﻘﻄﺎً ﺑﺬﻟﻚ ﺃﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﺗﻌﺎﺭﺿﻪ ﺃﻭ ﺗﻬﺪﻳﺪﻩ ﻷﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻭﻓﻖ ﻣﻔﻬﻤﻮﻩ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻦ، ﺇﻫﺘﻤﺎﻣﺎً ﺑﺎﻷﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﻠﺤﺰﺏ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻋﺪﺍﻩ.
- ﻛﺒﺖ ﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﻭﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ، ﺇﺫ ﻳﻄﻐﻰ ﻗﻬﺮ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺇﺭﻫﺎﺑﻬﺎ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺗﻤﺎﺭﺳﻪ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺃﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻭﺑﻤﺎ ﻳﺆﺩﻱ ﻹﺳﺘﺸﺮﺍﺀ ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﻬﺪﺍﻡ.
- ﻳﺆﺩﻱ ﺫﻟﻚ ﻣﻊ ﺷﻌﻮﺭ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺑﺎﻟﻈﻠﻢ ﻟﻠﺘﺄﺛﻴﺮ ﺳﻠﺒﺎً ﻋﻠﻰ ﺃﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺣﻴﺚ ﺗﺒﺮﺯ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻋﻨﻔﺎً ﻭﺗﻤﺮﺩﺍً ﺑﻬﺪﻑ ﺇﺳﻘﺎﻁ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ، ﻛﻤﺎ ﺗﻨﺸﻂ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﻦ ﺇﻏﺘﻴﺎﻻﺕ ﻭﺗﻔﺠﻴﺮﺍﺕ ﻹﻇﻬﺎﺭ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺑﻤﻈﻬﺮ ﺍﻟﻀﻌﻒ ﻭﺯﻋﺰﻋﺔ ﺛﻘﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻴﻪ، ﻫﺬﺍ ﻣﻊ ﺇﺯﺩﻳﺎﺩ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺴﺮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﻬﺪﻑ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ.
- ﺗﻘﻴﻴﺪ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻭﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻭﺍﻟﻨﺸﺮ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﺍﻹﻋﺘﻘﺎﺩ، ﻓﺘﺘﺤﻮﻝ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺇﻟﻰ
ﺳﺠﻦ ﻛﺒﻴﺮ، ﻭﺗﻔﺴﺪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺑﺄﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺠﺎﺳﻮﺳﻴﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﺤﻴﻂ ﺑﻜﻞ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﻭﺗﺼﺒﺢ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﺮﻙ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻰ ﻟﻜﻞ ﻧﺸﺎﻁ
ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ، ﻭﺗﻘﻮﺩ ﻛﻤﺎ ﺃﺛﺒﺘﺖ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺑﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺜﻴﺮﺍً
ﻣﺎﺗﻜﻮﻥ ﻛﺎﺭﺛﻴﺔ .
ﻳﺆﺩﻱ ﻟﻜﻞ ﺫﻟﻚ ﺇﻧﻌﺪﺍﻡ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻭﺗﺜﺒﻴﺖ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻭﺭﻋﺎﻳﺘﻬﺎ
ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﺳﻠﻄﺔ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻋﺒﺮ ﺃﺟﻬﺰﺗﻪ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﺮﻗﺎﺑﻴﺔ
ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﺳﺒﻴﺔ، ﺣﻴﺚ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﻣﺴﺌﻮﻟﺔ ﻣﻦ ﺧﺪﻣﺔ ( ﻣﺼﺎﻟﺢ
ﺍﻟﺸﻌﺐ ) ، ﺣﻔﺎﻇﺎً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻭﺻﻮﻧﺎً ﻟﻶﺩﺍﺏ ﻭﺗﺄﻣﻨﻴﺎً ﻭﺣﻤﺎﻳﺔ ﻟﻸﻣﻦ ﺍﻟﻮﻃﻨﻰ،
ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻟﻨﻈﻢ ﺍﻟﺪﻛﺘﺎﺗﻮﺭﻳﺔ ﻳﻤﺜﻞ ﺍﻟﻌﻜﺲ ﺗﻤﺎﻣﺎً ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺍﻟﻨﺎﺗﺞ
ﺛﻤﻨﺎً ﺑﺎﻫﻈﺎً ﻳﺪﻓﻌﻪ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻹﺯﺍﺣﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻲ
ﻟﺘﺤﻮﻝ ﻛﻞ ﺍﻟﺴﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻰ ﻭﺭﺩﺕ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﻛﺘﺎﺗﻮﺭﻱ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﻗﻮﻣﻴﺔ
ﺗﺴﺘﻮﻋﺐ ﺩﺍﺧﻠﻬﺎ ﺍﻷﻣﺔ ﻭﺑﻜﻞ ﻣﻘﺎﻭﻣﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻭﺩﻭﻥ
ﺗﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﻓﺌﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﻣﻦ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ
ﺍﻟﻤﺤﻜﻮﻣﺔ ﺑﺴﻠﻄﺎﻥ، ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ، ﻭﺑﻤﺎ ﻳﻮﻗﻒ ﺗﺠﺎﻭﺯﺍﺕ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ
ﻭﻳﺤﺪﺩ ﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﻭﻭﺍﺟﺒﺎﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺳﻴﺎﻗﺎﺕ ﻣﺤﺪﺩﺓ، ﻟﻴﺘﻢ ﺗﻄﻮﻳﺮﻫﺎ
ﺗﺪﺭﻳﺒﺎً ﻭﺗﺄﻫﻴﻼً ﻟﻺﺭﺗﻘﺎﺀ ﺑﻜﻔﺎﺀﺗﻬﺎ ﻭﺑﻤﺎ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﺩﺍﺀ ﻭﺍﺟﺒﺎﺗﻬﺎ ﺍﻹﺣﺘﺮﺍﻓﻴﺔ.
ﻳﺆﺳﺲ ﺍﻹﻧﻘﻼﺑﻴﻮﻥ ﺣﻜﻤﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﻀﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺍﻟﺪﻛﺘﺎﺗﻮﺭﻳﺔ ﺃﻭ ﺗﺤﻮﻳﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ
ﺇﻟﻰ ( ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺤﺰﺏ ) ﻫﺪﻣﺎً ﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ، ﺃﻭ ﺗﺪﻣﻴﺮﺍً ﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ
ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ، ﺗﺤﻘﻴﻘﺎً ﻟﻤﺼﺎﻟﺤﻬﻢ ﻇﻠﻤﺎً ﻭﺇﻓﺴﺎﺩﺍً ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺠﺎﻻﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻏﻴﺮ
ﻋﺎﺑﺌﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻣﺎﻫﻮ ﺍﻻ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻛﻴﺎﻥ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻭﺇﻃﺎﺭ
ﺗﻨﻈﻴﻤﻰ ﻭﺍﺳﻊ ﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﻋﻠﻮﺍً ﺷﺮﻋﻴﺎً ﻓﻮﻕ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ، ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ
ﻭﺍﻷﺣﺰﺍﺏ، ﺗﺎﻛﻴﺪﺍً ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻮﻃﻨﻰ ﻭﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺸﺎﻣﻞ، ﻭﻣﻦ
ﺛﻢ ﻓﺈﻥ ﻣﺎﻳﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﻮﻃﻨﻰ ﺍﻵﻥ ﻳﻨﺎﻗﺾ ﻣﺎﺗﻌﺎﺭﻑ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﺎﻟﻤﻴﺎً
ﻭﻋﻠﻤﻴﺎً، ﻟﺘﺄﺗﻰ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﻫﺪﻣﺎً ﺑﻞ ﺧﻄﻮﺓ ﻧﺤﻮ ﺗﻔﻜﻴﻚ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ،
ﻭﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﺃﺳﺘﺸﻌﺮﻩ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﻟﻴﻄﻠﻖ ﺻﻴﺤﺔ ﺍﻟﻮﺛﺒﺔ ﻣﻨﺎﺩﻳﺎً ﻭﺑﺎﺣﺜﺎً ﻋﻦ ﻣﺨﺮﺝ
ﻟﺨﻄﺄ ﻣﻤﺎﺭﺳﺘﻪ؛ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﻟﻬﺎ ﻓﻰ ﻇﻞ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﺍﻟﻮﻃﻨﻰ ﺍﻟﺬﻯ ﻧﺄﻣﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ
ﺻﺎﺩﻗﺎً ﻓﻴﻪ ﻭﺑﻤﺎ ﻳُﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﻭﺣﺪﺓ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ.
ﻓﻰ ﻇﻞ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﻄﻴﺎﺕ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻭﻋﺪﻡ
ﻣﺸﺮﻭﻋﻴﺘﻪ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ، ﻭﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﺴﻤﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﻟﺒﻪ ﻟﻠﺤﻜﻢ ﺍﻟﺪﻛﺘﺎﺗﻮﺭﻱ، ﺣﻴﺚ
ﻋﺪﻡ ﺷﻤﻮﻟﻪ ﻟﻜﻞ ﻓﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﻭﺣﻴﺚ ﺍﻟﻘﻬﺮ ﻭﻛﺒﺖ ﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﻭﺍﻹﺿﻄﻬﺎﺩ
ﻛﺼﻔﺎﺕ ﻻ ﺗﻘﺮﻫﺎ ﺷﺮﺍﺋﻊ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﻨﻈﻢ ﺍﻟﻮﺿﻌﻴﺔ، ﺑﻞ ﻭﺗﺤﺮﻣﻬﺎ ﺗﻘﺪﻳﺴﺎً ﻟﺤﺮﻳﺔ
ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻛﺮﺍﻣﺘﻪ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﺿﻮﺍﺑﻂ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ، ﻭﺣﻴﺚ
ﻻ ﻳﺼﺒﺢ ﻟﻠﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺇﻋﺘﺒﺎﺭﺍً ﻓﻰ ﻣﻴﺪﺍﻥ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﺍﻷﻣﻨﻰ
ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻻﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺇﻧﺘﻬﺎﻛﺎً ﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺗﻬﺪﻳﺪﺍً ﻟﻸﻣﻦ
ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻭﺇﺳﻘﺎﻃﺎً ﻟﻜﻞ ﻣﺰﺍﻳﺎ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻓﻰ ﺑﻠﺪ ﻟﻦ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﻓﻴﻪ
ﺍﻹﺟﻤﺎﻉ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺇﻻ ﺑﺎﺗﺨﺎﺫﻫﺎ ﻣﻨﻬﺠﺎً ﻟﻠﺤﻜﻢ. ﻧﻔﺬﺕ ﺍﻟﺠﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ
ﺇﻧﻘﻼﺑﻬﺎ ﺍﻟﺬﻯ ﺃﻃﻠﻘﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻟﻮﻃﻨﻰ ﻟﺘﺌﺪ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻓﻰ
ﺍﻟﺜﻼﺛﻴﻦ ﻣﻦ ﻳﻮﻧﻴﻮ 1989ﻡ ﻓﻤﺎ ﻫﻰ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻧﻘﻼﺏ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ؟.
ﺟﺎﺀ ﺍﻹﻧﻘﻼﺏ ﺟﺒﻬﻮﻳﺎً ﺇﺳﻼﻣﻴﺎً ﺧﺎﻟﺼﺎً ﺗﺨﻄﻴﻄﺎً ﻭﺗﻨﻔﻴﺬﺍً، ﻭﺇﻥ ﺃﻟﺒﺲ ﺛﻮﺑﺎً ﻏﻴﺮ
ﺛﻮﺏ ﺍﻟﺠﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﻋﻬﺪﻩ ﺍﻷﻭﻝ ﺇﺧﻔﺎﺀً ﻣﻦ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺗﺤﻤﻞ ﻓﻜﺮ
ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺩﻟﻴﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﺎﻗﺎﻟﻪ ﻣﻔﻜﺮ ﻭﻣﺨﻄﻂ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﻭﺃﻣﻴﻦ ﻋﺎﻡ ﺍﻟﺠﺒﻬﺔ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻰ : (ﺳﻠﻤﺘﻪ ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻟﻴﺬﻫﺐ ﻫﻮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺼﺮ
ﺭﺋﻴﺴﺎً ﻭﺃﺫﻫﺐ ﺃﻧﺎ ﺍﻟﻰ ﻛﻮﺑﺮ ﺣﺒﻴﺴﺎً )، ﺛﻢ ﺗﺘﻮﺍﻟﻰ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺇﻋﺘﺮﺍﻓﺎﺕ ﻛﻮﺍﺩﺭ
ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﻋﺴﻜﺮﻳﻴﻦ ﻭﻣﺪﻧﻴﻴﻦ، ﻣﺆﻛﺪﻳﻦ ﺟﺒﻬﻮﻳﺔ ﺍﻹﻧﻘﻼﺏ،
ﻭﻣﺆﻛﺪﻳﻦ ﻓﻰ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻛﺎﻥ ﻣﺸﺘﺮﻛﺎً ﺑﻴﻦ ﻛﻮﺍﺩﺭ ﺍﻟﺠﺒﻬﺔ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺪﻧﻴﻴﻦ، ﻭﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﺃﺷﺎﺭ ﺍﻟﻰ ﺣﻘﻴﻘﺘﻪ
ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﻋﻤﺮ ﻣﺤﻰ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻓﻲ ﻣﺆﻟﻔﻪ – ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻰ ﻭﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺻﺮﺍﻉ
ﺍﻟﻬﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻬﻮﻯ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﻛﻮﺍﺩﺭ ﺍﻟﺠﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ.
ﻳﻘﻮﺩ ﻛﻞ ﻣﺎﻭﺭﺩ ﺍﻟﻰ ﻭﻗﻔﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻭﺗﺤﻠﻴﻼً ﻓﻲ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻰ ﺩﻓﻌﺖ
ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺠﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺣﺠﺔ ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺇﻧﻘﻼﺑﻬﺎ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫﻯ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﻣﻊ
ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻮﻃﻨﻰ ﺍﻟﻤﺎﺛﻞ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻟﻨﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﺪﻯ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﻭﺍﻟﺘﻘﻴﻴﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺍﻟﺬﻯ ﻫﺪﻑ ﻣﻨﻪ ﺍﻹﻧﻘﻼﺑﻴﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻧﻤﻮﺫﺝ ﻭﻣﺜﺎﻝ
ﻟﻺﺳﻼﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻣﻦ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺍﻟﺬﻯ ﻛﺎﻥ ﻣﺎﺛﻼً ﺣﻴﻦ
ﺍﻹﻧﻘﻼﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺭﺩ ﻓﻰ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻟﻺﻧﻘﺎﺫ، ﻭﺑﺤﺴﺐ : ( ﺇﻥ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ
ﻭﻫﻰ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺎﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺗﺪﻓﻌﻬﺎ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﺪﻫﻮﺭ ﺍﻟﻤﺮﻳﻊ ﺍﻟﺬﻯ ﺗﻌﻴﺸﻪ ﺍﻟﺒﻼﺩ،
ﻭﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﻤﺰﻳﻔﺔ، ﻭﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻔﺎﺷﻠﺔ ﻭﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ
ﺍﻟﻤﻬﺪﺭﺓ، ﻭﺿﻴﺎﻉ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﺗﺰﺍﻳﺪ ﺍﻟﻨﻌﺮﺍﺕ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻘﺒﻠﻴﺔ، ﻭﺇﻫﻤﺎﻝ
ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺘﻤﺮﺩ، ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺪﻫﻮﺭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻯ ﺍﻟﻤﺮﻳﻊ
ﻭﺇﻧﻬﻴﺎﺭ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﻭﺗﻌﻄﻞ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﻭﺇﺳﺘﺸﺮﺍﺀ ﻓﺴﺎﺩ ﺍﻟﻤﺴﺌﻮﻟﻴﻦ، ﻭﺇﻧﻬﻴﺎﺭ
ﺍﻟﺨﺪﻣﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﺑﺄﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻮﻻﺀ ﺍﻟﺤﺰﺑﻲ ﻭﺍﻟﻤﺤﺴﻮﺑﻴﺔ ﻟﻴﺘﻘﺪﻡ ﺍﻟﻔﺎﺷﻠﻮﻥ ﻹﺩﺍﺭﺓ
ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ، ﻫﺬﺍ ﻣﻊ ﺇﻫﻤﺎﻝ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻷﻗﺎﻟﻴﻢ، ﻭﺿﻌﻒ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻣﻊ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﺠﻮﺍﺭ
ﻭﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻭﻋﺰﻟﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺇﻗﻠﻴﻤﺎً ﻭﺩﻭﻟﻴﺎً ﻭﻟﻌﻞ ﻭﺍﻗﻊ
ﺍﻹﻧﻘﻼﺏ ﻳُﺤﻤﻞ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﻣﺴﺆﻟﻴﺔ ﺍﻹﻧﻘﻼﺏ ﻭﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﺟﺮﻳﺮﺗﻪ ﻭﻫﻰ
ﺑﺮﺍﺀ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ، ﺣﻴﺚ ﺛﺒﺖ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﻗﺪ ﻧﻔﺬ ﺑﺘﺨﻄﻴﻂ ﺍﻟﺠﺒﻬﺔ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺳﺘﻐﻠﺖ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﺧﺪﻋﺔً ﻭﺗﻀﻠﻴﻼً ﻣﻦ ﺧﻼﻝ
ﺑﻌﺾ ﻛﻮﺍﺩﺭﻫﺎ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ، ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﻣﻦ ﻭﺣﺪﺍﺗﻬﺎ ﻓﻰ
ﺍﻹﻧﻘﻼﺏ، ﺛﻢ ﺃﻥ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﺠﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻋﻦ ﺍﻹﻧﻘﻼﺏ ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻛﺎﻥ
ﻭﻟﻴﺪ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻷﻣﻨﻲ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺬﻯ ﺻﺎﺣﺐ
ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﻣﻨﺬ ﺍﻹﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﻓﻲ ﺃﺑﺮﻳﻞ 1985ﻡ ﻭﺣﺘﻰ ﺍﻹﻧﻘﻼﺏ ﻓﻰ 30
ﻳﻮﻧﻴﻮ 1989ﻡ .
ﻭﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﻴﻦ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﻣﻦ ﻣﺴﻮﻏﺎﺕ ﻭﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻹﻧﻘﻼﺏ ﻭﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻤﺎﺛﻞ ﻭﻣﺎﻵﺕ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻌﻴﺸﻪ، ﻧﺠﺪ ﺑﺎﻥ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﺣﻜﻢ ﺷﺎﺭﻑ ﺭﺑﻊ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ، ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﺤﺼﻠﺔ ﺻﻴﺤﺔ ﺍﻟﻮﺛﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻜﻲ ﻓﺸﻞ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺣﺰﺑﻬﺎ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﻣﺎ ﺃﺳﺴﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻺﻧﻘﻼﺏ ﻣﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ .
ﺧﺘﺎﻣﺎ ﻓﺄﻥ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺍﻟﻤﺎﺛﻞ ﺍﻷﻥ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻭﻗﻔﺔ ﻭﻃﻨﻴﺔ ﻋﻘﻼﻧﻴﺔ ﻳﺆﻃﺮ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺠﺮﻱ ﺣﻴﺜﻴﺎﺗﻪ ﺍﻵﻥ، ﺇﺻﻼﺣﺎً ﺳﻴﺎﺳﻴﺎً ﻭﻣﺆﺳﺴﻴﺎً ﻳﻬﺪﻑ ﻓﻲ ﺧﺎﺗﻤﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﺗﻘﻴﻴﻢ ﺣﻘﻴﻘﻲ، ﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻣﻨﺬ ﺍﻹﺳﺘﻘﻼﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻵﻥ، ﻭﺑﻤﺎ ﻳُﻔﻀﻲ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﺗﺄﻛﻴﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ ﺍﻷﻣﺜﻞ ﻟﻠﺨﺮﻭﺝ ﺑﺎﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﻦ ﻣﺄﺯﻕ ﺍﻹﻧﻘﻼﺑﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺁﻓﺎﻕ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻌﺪﻝ ﻗﺒﻮﻻً ﺍﻵﺧﺮ ﻭﺑﻤﺎ ﻳﺤﻔﻆ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺣﺪﺓً ﻭﺍﻣﻨﺎً ﻭﻃﻨﻴﺎً، ﻭﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﻧﺎﻣﻞ ﺃﻥ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻖ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ.
ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﺃﻭﻝ ﺭﻛﻦ/ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﺸﻴﺮ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة
سؤال للشيخ عبدالحي يوسف: ما حكم الحاكم الذي يحكم بالديمقراطية التي يرتضيها الغرب؟
أسماء غريبة ومضحكة للزوجات في سجلات هواتف الأزواج
سؤال للشيخ عبد الحي يوسف: طليقتي تمنعني من رؤية ابنتئ فماذا افعل؟
وفاة عريس داخل فندق شهير في شهر العسل
ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﻃﻼﺏ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ
أبلغ عن إشهار غير لائق