في الثلاثين من مايو الحالي إن أمد الله في الآجال أكون قد لامست العام الأربعين وانا أقيم في بلدي الثاني دولة الإمارات العربية المتحدة المضيافة ولا أكاد أذكر كم هو عدد المرات التي إسوقفني فيها أحد ليسأل عن إقامتي ..وحتى شرطي المرور الذي يؤدي واجبه إذا ما أستوقفك فإنه يعيد اليك وثائقك و لو سجل ضدك مخالفة مثبتة دون المساومة بطريقة مشي امورك .. فإنه يبتسم معتذرا وكلمة سامحونا لا تفارق ثغره..! خرجت من وطني الأول وهو يضع قدمه عند حافة الإنهيار بعد ان إتسعت حفرة نظام نميري التي كان يصر بتقلباته السياسية ودمويته العسكرية على دفن الوطن فيها ليظل هو الرئيس القائد جالساً على تلة خرابها وهو الذي بدأ رافعا لشعارات اليسار الحمراء ومن ثم قفزبمظلة رتبة المشيرالى منابر الخطابة في المساجد حيث نصبه المضللون إماماً جاهلاً فكانت تلك لطمتهم التي أسقطت أسنان السودان حتى يومنا هذا وقد تمددوا سوساً ينخر في كل المفاصل التي بركت من دلدلة ظلمهم على الظهور! واكبت نهضة هذه البلاد الطيبة منذ أن كان ثوب الصحاري يغطي جسدها .. فأحالته العزيمة الى سندس أخضر و بنىً تحتية لم نسمع يوماً تهليلا أو تكبيراً أو زيطة ولا زمبريطة في إفتتاحها ولا عند وضع حجر الأساس! فصارت البلاد في اقل من أربعين عاماً .. قبلة لمن يحلم برؤيتها كإحدي عجائب التاريخ الحديث .. والأهم من ذلك كله تسخير كل الإمكانات في خلق الإنسان المؤهل بتوفير المعينات في كل مراحل الدراسة سواء بالداخل أو الخارج دون تفرقة في جنس بين مواطن ومواطنة .. فترى الآن نسبة الأناث في الدوائر تضارع نسبة الرجال وبكفاءة عالية ! إحدى السيدات من الجنسيات العربية المقيمة كان لها مظلمة شخصية وممتلكات تخص زوجها الذي كان شريكاً لآحد الوزراء وقد تمنع عليها بإنكار نصيبها في تركة زوجها الراحل .. وحينما علم نائب رئيس الدولة . رئيس مجلس الوزراء الإتحادي حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد المكتوم بالأمر طلب من الوزير أن يتقدم باستقالته فوراً ليقف حذوك النعل بالنعل أمام العدالة التي لا ينبغي أن تفصل في الأمر بينه وبين الشاكية وهو على رأس منصبة خشية التأثير بصورة أو بأخرى في مجريات التحكيم ! البلاد والأوطان لا يبنيها المال وحده فالكثير من الدول الغنية بعثرت النشب في مجاري الفساد وضاعت هيبة عدالتها في إنكسار ها أمام السلطان الجائر والمتسلط ..! فالمال هو سيف اياً كانت حدة صفحته لا يمكن أن يقطع إلا إذا ضرب به ساعدٌ قوي .. يسنده عضد العدالة ولو في الحد المعقول المنصف لكل الفرقاء المتخاصمين .. لان العدالة المطلقة هي عدالة السماء التي سيقف عندها لابد كل مظلوم مغبون في مقابل كل ظالم قد نسى أخرته بعدأن سرقته سكين الدنيا الغدارة ! [email protected]