التي أقصدها ليست الحي العتيق الواقع بين العزازاب واللاماب، ولا رمز المشير البشير.. الشجرة المعنية هي كل شجرة مسكينة نبتت على أرض السودان من شماله لجنوبه.. من شرقه لغربه والعجب العجاب بوسطه أو ما يسمى بالعاصمة المثلثة. شجرة السودان لم تكن كبقية أشجار الدنيا، ولا أدري التسمية المناسبة لها!! سمها ما شئت.. هل هي شجرة مباركة.. طيبة.. خبيثة.. ملعونة.. مسكينة.. مظلومة.. شجرة السودان أعتقد أنها مباركة وظلها دائم وأصلها ثابت وفرعها في السماء، لا تعرف التفرقة والعنصرية والقبلية والحزبية والجهوية والألوان (الأبيض والأسود) لديها سواء.. وهي ملعونة لأنها تأوي كل مشرد وصايع وضايع وعاطل وتشجع إهدار الطاقات البشرية وخاصة الشبابية.. هي مظلومة لأنها لا تستطيع أن تطالب بأبسط حقوقها وقيمة ظلها.. تعطي دون أن تأخذ، حتى جمالها الطبيعي ولحاها أُخذت منها بالقوة الجبرية ليتم الطلاء بكل ألوان الطيف ودهانات أيوب المشهورة، فأصبحت تشابه بنات الجيل المزيف بالمساحيق العاجزة الصمود أمام عوامل البيئة والتعرية التي تكشف الجمال الصناعي المقلد. شجرة السودان.. شعب السودان.. ستات الشاي.. العطالة المقنعة.. قراءة الصحف السيارة البالغة (57) صحيفة يومية، كلها عوامل رئيسية ومساعدة لزيادة معاناة السودان والسودانيين، ثلاثة أرباع الشعب السوداني لا يعمل، وإن حدث فهي أعمال هامشية. هناك احتطاب جائر للشجرة المغلوبة على أمرها.. معظم البيوتات السودانية المرأة هي القوامة ليست بمعنى المصلية وإن كانت كذلك، أاقصد من تقوم بالصرف.. المرأة هي العاملة الحقيقية.. هي الأكثرية.. هي المنتجة.. هي الصبورة.. بدءاً بشؤون جهاز المغتربين مروراً بكل الوزارات والشركات والمؤسسات وانتهاء بالإعلام المسموع والمقروء والمرئي.. حتى مجالي الرعي والزراعة لم تقتصرا على الرجل. هل نوصي باقتلاع أشجار السودان من جذورها ونواجه التصحر أم نمنع ستات الشاي والعطالة التي تحرسها ليل نهار ليعود الشيب والشباب والأطفال لميدان العمل لننهض بسودان جديد وننفي تهمة الكسل.