لا أرى بوناً شاسعاً بين المثلين (يا أبزيد كأنك ما غزيت ولا شفت الغزو) و(فسر الماء بعد الجهد بالماء)، هما قريبان جداً من حيث المعنى والمفهوم. انفصال الجنوب يوماً لم يكن خيار الشعب السوداني، وبالذات أهل الشمال.. الحكومة والحركة يتحملان كافة التبعات التي أدت إلى تقسيم السودان لأنهما أدرجا حق تقرير المصير من جديد وعملا لوحدة جاذبة كاذبة مزيفة، وأهلنا بالجنوب بصموا بالعشرة والمليون والمليار وقرروا مصيرهم واتخذوا قرارهم وكان شعارهم ورقصة الانفصال (باي باي خرطوم)، أتبعوها بأساليب وكلمات تافهة وقذرة أترفع عن ذكرها.. وأظهروا الحقد الكامن والدفين.. حتى يومنا هذا هنالك الكثير من التنكيل والتقتيل والتعذيب والاغتصاب والسرقة والهنبتة والعدوان. ليس من حق الحكومات والمسؤولين اتخاذ ما يتعلق بمصير أمة دون الرجوع والاحتكام إليهم.. تقسيم الأرض تم من غير مشورة الشماليين.. بترول الجنوب ذهب مع الانفصاليين.. بقي من بقي وعاد من عاد من الجنوب وتساوى مع إنسان الشمال في الحقوق من دون الواجبات.. الرئيس ب (عضمة) لسانه قال لن نقيم لهم مخيمات نازحين خارج المدن، هم أبناء السودان ليذهبوا متى وأينما شاءوا.. يا سلام على الكرم الحاتمي.. هم رفضونا ووصفونا بأبشع وأفظع الألقاب.. يعيشون بيننا آمنين وكأن شيئاً لم يكن بل أكثر أمناً من دولتهم.. أعباء الجنوبيين ظلت لدينا كما هي بل زادت لأن أكثرها عمالة غير منتجة.. من وحي التجربة السودان هو الخاسر الأوحد من الانفصال. هل نصوص الاتفاقية حوت فقط تجزئة الأرض وتحويل النفط وبقاء الإنسان الجنوبي ليشارك الشمالي فقره ويزدادان فقراً على فقر وينعم نفر بسيط من الجنوبيين بعائدات الذهب الأسود المكدسة بالبنوك الأجنبية؟!، الإعلام الثلاثي يهتم بدولة الجنوب الوليدة أكثر من اهتمامها بشؤون البلاد.. بعيداً عن العاطفة يجب معاملة الند للند لكل الدول، حتى على مستوى زيارة الرئيس وكبار المسؤولين واستقبالاتهم لابد من إعادة النظر.. كفاية هوان ومذلة (نحن ناقصين؟!) [email protected]