- هل شارع الحوادث ذراع لجهة سياسية ما؟؟؟.. وما هي هذه الجهة؟؟ - ان كنت تنتظر مني –عزيزي القارئ- اجابة على هذا السؤال فانني اقول لك انني لا اعلم!!!! - والشهادة لله انني لم اهتم أصلاً بالبحث عن اجابة لهذا السؤال - وعوضاً عن ذلك فان السؤال الذي طرحته على نفسي هو (هل مبادرة شارع الحوادث عمل سياسي؟؟).. واجابتي هي نعم!!! فالسياسة -في تقديري- هي الاهتمام بمعاش الناس و جميع امور حياتهم، اليومي منها والاستراتيجي. مبادرة شارع الحوادث بغض النظر عن الجهة التي تقف وراءها –ان كان هناك ثمة جهة- شكلت محور اهتمام اطراف الساحة السياسية السودانية حكومة ومعارضة، ويحاول كل طرف استغلال هذه المبادرة لاحراز اهداف في مرمى الخصم. حتى الان يبدو ان المعارضة هي التي تكسب نقاطاً، فقد وجدت في نشاط المبادرة فرصة لكشف عورة الحكومة واثبات عجزها و تقصيرها في ادارة واحد من اخطر الملفات المتعلقة بحياة البشر، وهو ملف الصحة. الحكومة و/أو انصارها كعادتهم في اضاعة الفرص الذهبية اختاروا تكرار الاسطوانة المشروخة وهي التخوين والوصم بالعمالة والارتزاق والاتهام باستغلال الملفات الانسانية للكسب السياسي، بينما نجد ان المبادئ المعلنة للحكومة تقول انها ترحب باي عمل يخدم المجتمع من أي جهة جاء، و لطالما دعت الحكومة المعارضة للعمل معها يداً بيد فيما يخدم القضايا المشتركة. شباب شارع الحوادث-الذين ينفون تبعيتهم لأي تنظيم سياسي، و يؤكد ذلك ان مجتمعهم يضم كل الاطياف- يقدمون خدمات عظيمة للمجتمع، وخاصة شرائحه الضعيفة، ويقدمون خدمة عظيمة مزدوجة للمعارضة، مرة كونها جزء من المجتمع، ومرة كونها تجد في المبادرة اثباتا لعجز الحكومة، كما انهم في ذات الوقت يقدمون خدمة عظيمة للحكومة بتحملهم لجزء من اعباءها، وتوفيرهم لخزينة الدولة مليارات الجنيهات. اذن على جميع الاطراف الحرص على استمرار هذه المبادرة، ولا مانع ان يحرص كل طرف على جمع اكبر عدد من النقاط لصالحه، ولكن بشرط ممارسة اللعب بشرف. فهل ستستمع الحكومة لصوت العقل وتمتنع عن التعرض لهذه المبادرة بسوء ام انها ستستمع لصراخ الهندي عزالدين؟؟؟!!!! أسعد بابكر عمر التاي الرياض-29مايو 2015 email: [email protected]