قبل أيام أذاعت بعض وسائل الإعلام أن تنظيم الدولة الإسلامية يعتزم إنشاء وزارة خاصة بالآثار، ذلك بعد سيطرته على مناطق أثرية غنية بالتأريخ الإسلامي، الوزارة الهدف منها ليس حفظ تأريخ وهوية الأمة هناك، بل لتوظيف الأموال التي تُجنى من بيع الآثار، ليصبح التنظيم ممتلكاً لمورديْن مهميْن، النفط والآثار، ذلك طبعاً قبل إغلاقه أحد السدود على نهر الفرات ليصبح التنظيم مسيطراً على 5 سدود حسب تقارير إخبارية، وهذا ما يهدد عدداً من المناطق بالجفاف وأخرى بالغمر، وهو ما يُغري التنظيم باستخدام سلاح المياه لحمايته من جهة، ولمزيد من التمدد في المناطق التي يقاتل للسيطرة عليها. فلم يكتف الصراع العنيف في سورياوالعراق بفوضى الدماء التي انتهجها التنظيم، الصراع المسلح الأكثر عنفاً يتجه بذات الوتيرة إلى فرض واقع جديد يمحو به هوية العراق على نحو خاص إذ أن التنظيم يحكم سيطرته على مناطق العراق أكثر من سوريا رغم أنه وبعد سيطرته على مدينة تدمر بات مسيطراً على نصف مساحة سوريا، إلا أن القوات السورية لا تزال تقاوم حتى بعد اقتراب التنظيم واشتداد المعارك حول من مدينة الحسكة السورية. الواضح أن الصراع هناك ليس هدفه أن ينتصر التنظيم ليقيم دولة خلافته، لقد بدأ واضحاً أن أهدافا أكبر من ذلك يجري تحقيقها إن لم تواجه بمقاومة وبالقوة التي ينبغي، مارس الماضي تعرضت منطقة النمرود الأثرية في الموصل إلى عمليات تجريف واسعة من قبل تنظيم الدولة الإسلامية، أزالتها تماما من على الأرض وكانت صورة واحدة لإحدى الآليات الثقيلة وهي تُزيل قطعة صغيرة من التأريخ كافية أن تصوّر لك كيف يتم محو تأريخ وهوية دولة في أقل وقت، في سوريا أزال تنظيم الدولة الإسلامية 5 مواقع أثرية من جملة 6 مواقع على قائمة اليونيسكو، وهذه الإحصائية قبل سيطرة التنظيم على مدينة تدمر الأثرية وسط سوريا، وحسب "التلغراف" التنظيم يعرض الآثار للبيع عبر موقع إلكتروني. التنظيم الذي تتشابك حوله خيوط الريبة، بدأ يُفكر بأسلوب مختلف، هو الآن مهموم بتطوير موارده وتطوير أسلحته التي ليس بالضرورة أن تكون متفجرات أو سيارات مفخخة، كما لم يعد التنظيم مهموماً بشعارات الخلافة وفرض الشريعة الإسلامية كما في شهوره الأولى، هو الآن بالفعل يُثبت أنه دولة، يدير معاركه إدارة دولة، ولو استطاع التنظيم المتمدد استخدام سلاح المياه إستراتيجياً فسوف يفرض تغييراً فظيعاً في المنطقة. التيار