إنتهي الدرس يا سادة .. محمد ضياء الدين منذ الأمس الأنظار معلقة والأنفاس متلاحقة والكل ينتظر نتائج ما تسفر عنه تطورات الأحداث بعاصمة ج أفريقيا جوهانسبيرج .. كثيرون ذهبت بهم الأمنيات نحو إعتقال البشير والخﻻص منه بتقديمه للجنائية نتيجة ما إرتكبته سلطة الإنقاذ من جرم بحق الشعب السوداني ، تلكم الجرائم التي خلفت مآسي وأحزان قاسية يعانيها شعبنا الصابر وعلي مختلف مناحي حياته ومعاشه وأمن وإستقرارة وعلي ذات منحي التوقعات والأمنيات ذهبت تقديرات ومواقف بعض القوي السياسية السودانية مراهنة علي دور منتظر يلعبه المجتمع الدولي بالتنسيق مع دولة ج أفريقيا لتطبيق قرار المحكمة الجنائية الدولية القاضي بتوقيف البشير وتقديمة للمحاكمة . هنا ﻻ بد من التأكيد علي أن المحكمة الجنائية نفسها تمثل أداة إبتزاز تستخدمها الدول المتنفذه في المجتمع الدولي (أمريكا) للضغط علي بعض الدول ﻻجبارها وإستغﻻل تجاوزاتها والضغط عليها لتنفيذ مخططات ومشاريع تتعارض مع مصالحها الوطنية . لذلك ﻻ نعرف المقابل أو الإتفاق الذي من المتوقع أن يكون قد تقدم به البشير لضمان إطﻻق سراحة وعودته سالما.. من جانب آخر يبدو ظاهريا أن بعض أحزابنا وقوي أخري ﻻ تعرف أو تتجاهل أو ﻻ تريد أن تعرف وتعترف بمدي تواطؤ المجتمع الدولي مع نظام البشير ومع الكثير من الأنظمة والكيانات المستبدة المماثلة التي إستباحت شعوبها بالقتل والتنكيل وكذلك إمتدت جرائمها خارج حدودها لتشمل تعدياتها السافره الكثير من شعوب العالم المستقلة . النماذج كثيرة ومعروفة للجميع . حسنا .. الآن وبعد أن عاد البشير . تكشفت المؤامرة والحبكة التي تمت بها المسرحية ، وظهرت حقيقة مايسمي بالمجتمع الدولي الذي تحج اليه بعض من أحزابنا في السلطة والمعارضة ، لقد تبين وتكسف الآن مقدار تواطؤ هذا (المجتمع) وتأكد وإتضح أنه ولن يفرط في نظام البشير الذي يخدمة ويطبق بل وينفذ كل شروطة السياسية والإقتصادية والأمنية ، كما أنه وبالمقابل لن يستبدل النظام ورئيسة المطلوب للجنائية بالمعارضة مالم تقدم له أكثر مما يقدمة له النظام . وبهذا يتأكد ما ذهبنا اليه أن الجنائية ليست سوي أداة إبتزاز ليس إﻻ .. بعد كل ذلك هل علينا أن ننتظر تسليم البشير أو غيره للجنائية ، متي وكيف وأين ، بعد أن تم تفويت سانحة جوهانسبيرج وبعد أن دخل العصفور النار قفص الجنائية بنفسه . رغم البروبقاندا الدراماكوميدية التي حدثت بالأمس في جوهانسبيرج ، وما قد تبدي حينها للبعض أن البشير علي وشك الإعتقال . ( ﻻ أخفي عليكم في لحظة ما كدت أصدق الرواية ) عليه يتبادر سؤال ملح يطرح نفسه علي الدوام . هل تحتاج أحزابنا الوطنية المعارضة لأحداث مماثلة لتتأكد وتقتنع بعدم مصداقيته مايسمي بالمجتمع الدولي الذي أكدت حادثة جوهانسبيرج وقوفه ومساندته لحليفه نظام البشير ؟؟ هل بعد هذه التجربة المضروبة المفضوحة هل لعاقل أن يراهن ويستقوي بعد الآن بالمجتمع الدولي في مناهضة النظام ؟؟ الإجابة / الحل إن من يراهن علي الشعب حتما سينتصر ومن يراهن علي غيره مصيره الخسارة والخزﻻن . النظام لم يترك لنا سوي خيار واحد ﻻ خياران ، خيار الإنحياز للشعب ..خيار الإنتفاضة والعصيان المدني .. نعم هو الخيار الوحيد الحاسم ، الذي يحقق تطلعات الشعب المشروعة لشعبنا ويقطع الطريق أمام البدائل الزائفة التي يعد لها المسرح الآن بمطبخ التسوية السياسية تحت الرعاية والإشراف الدولي خارج السودان . ومن أجل تحقيق مطالب الشعب ﻻ بد من وقف المناورات والتنظيرات والمبادرات الكثيرة (كفايه لحدي هنا) كما ﻻ بد من وقف رحﻻت الحج السياسي للخارج والإنكفاء علي العمل الدؤووووب الصبور وسط الشعب وقواة الحية . من يراهن علي الشعب حتما سينتصر ، ومن يراهن ويستقوي بغيره مصيرة الفشل والخسارة والخزﻻن. حينها فقط سادتي.. سننتصر لإردة شعبنا .. ولن نحتاج للجنائية . كل من إرتكب جرما بحق الشعب السوداني خاصة جرائم الحرب والقتل والتعذيب والفساد الخ يجب أن يقدم للمحاكمة . نريد أن نحاكم المجرمين وأن نقيم القصاص بالحق بمحاكم وطنية وأمام ناظري شعبنا . [email protected]