كل العام والشعب السودانى فى البوادى والحضر بألف خير وهناء ونتمنى من الله العلى القدير فى شهر الكريم هذا أن تنعم بلادنا بالسلام والأمن والطمأنينة . حقيقة , الأيام السابقة كانت مملؤة بالتوتر والأرق المزعجين لأغلب اهل السودان من الطرفين , لقد إرتأيت أن نخرج قليلا عن هذا الطابع الرتيب للكتابة فى الشأن العام والذى بلا شك يبعث السأم والملل فى نفوس المتلقين , ولهم العتبى حتى يرضوا , لذا كان لزاما علينا أن نوفر له أطباق أخرى ما بعد الإفطار يتناولها عند الإتكاءة , تساعدهم فى الهضم من خلال هذه الإسكتشات الرمضانية الهاضمة . " الباسم " المشهد الأول : قصبة المسرح – عبارة عن مطعم فى أحد الأزقة المنفتحة على الشارع العام تتوزع فيه المشاهد الدرامية المختلفة , ما بين جماعة يجلسون يسامرون بعضهم بعضا , وآخرون بالمقهى يلعبون الكوتشينة أو الضمنة , بينما آخرون يتناولن الوجبات التى يجلبها إليهم الجرسونات المنتشرين داخل المطعم . شخصيات المشهد : - الجرسون الداخلى - الجرسون الخارجى - الطباخ - صبى الجرسون - الزبائن " حسب تسلسل أدوارهم فى المشاهد المختلفة " .. " وتبدأ الفعالية الدرامية بتحرك الجرسون وسط الموائد لتقديم طلبات الزبائن " الجرسون الداخلى : وعندك يا معلم 2 فول سواء واحد مصلح والتانية إن صلحتو كتر الله خيرك وإن ما صلحتو الله كريم الطباخ الداخلى : جرسونات آخر زمن الواحد التقول عضو نقابة , يا حبيبى قلت ليك قدم الطلبات بلغة يفهمها القاعد جنبك دا العمتو زى غطاء تانك الدفار دا .. - الجرسون الداخلى : نحن لاننزل لمستوى الزبائن , لازم الزبون يرتقى لصوت طلبات الجرسونات داخليا أو خارجيا - الطباخ الداخلى : خلاص يا ... - وعندك هنا يا معلم الباسم سكو " ألغى الطلب " والواحد فول سكو , والبوش سكو , وطلب الخشاف كذلك أيضا سكو وإنت ذاتك سكو الطباخ الداخلى : شابكنا سكو سكو , الزباين بتاعين طلبات السكو ديل جايين يقلعوا ضروسهم هنا ولاشنو؟ الجرسون الداخلى : أنا عارف معاهم واحد ناشف ورقيق زى عادم الركشا أى حاجة يطلبوها يقول ما عايزنها , ديل بيأكلوا شمومة بس – وعندك طلب بيض نص أستواء وكوارع و رأس الرجاء الصالح الطباخ الداخلى : يا ولد ما قلنا نضف الطرابيز دى لافى جوة المطعم زى بتاع الركشا , أسرع كراعك زى كراع ديك الخواجات الجرسون الداخلى : تلاقيهو بيأكل فى خشاف الطباخ : الشافع دا قروشو كلها أكلها خشاف صبى الجرسون : عاجبانى كراعك دى التقول لعبت بيها فى الرديف الجرسون الداخلى : الرديف ولا الخوى أمشى , تمشى عليك حيطة , وعندك يا معلم أب بنطلون دا حسابو 50 ج , وأب طاقية التقول مربوطة بمفتاح إنجليزى دا 60 ج , وأب جلابية زى جلابية القلع دا 120 ج الزبائن بصوت واحد : ليه مآكلين ضلع , حبة كوارع ورأس باسم أصلو ما شفنا ليهو بسمة , وفول والله لو عملتوا ليهو دعابة فى قناة النيل الأزرق زول بيعرفو فول مافى , السلطة تقول لينا مايونيز ما تتقى الله , الجرسون الداخلى : وإنتوا الباسم ذاتو خليتوا ليهو فرصة يبتسم فيها بالله شغالين فيهو زى الساعاتية , وإن كان للفول لو جابوا قصاص أتر وقالوا ليهو كان فى الصحن دا شنو ؟ ما بيعرف كان فيهو شنو .. أما بالنسبة لطلبين الكوارع والله حرام فى أوروبا فىحاجة إسمها جمعبات الرفق بالحيوان , لو سمعوا بينا قدمنا ليكم طلب موية كوارع ساكت ح يقفلوا المطعم بالأفعال الفاضحة .. أحسن تدفعوا ولاأنادى شرطة المظاهر الهدامة وجمعية العنف ضد المرأة الزبائن بصوت واحد : أمرنا لله جرسون إنت ولا داعية , ربنا يأخدك من وشنا , أحد الزبائن : عامل رأسك الزى بستم القطر دا , من شفت خلقتك دى نفسى إتقفلت .. الجرسون الداخلى : نفسك إتقفلت إنت الوحيد فى الجماعة ديل الشغال زى الساعاتى ولافى زى رجل الخط ما بين الكوارع والباسم لما طفيت البسمة فى الصحن , وداير خشاف كمان معزوم عرس إنت ؟؟ وعندك الزبون أب بنطلون زى جبيرة الفكك دا 20 جنيه .. الزبون : تعال إنت محتال ولاشنو , حبة سمك صير , حبة قش عليك الله أكتب عليه جرجير عشان يعرفوه , وبصل لو كبوا لى جداد خالتى سعودة لقاد مظاهرات جاب بها شوارع وأزقة الخرطوم الطباخ الداخلى : خلى بالك الزبون دا بيكون .. الجرسون الداخلى : والله ما إعتقد الطباخ : لكن شكله العام يوحى بذلك – لا ..لا وقع لى يا دووب .. الجرسون : والله هم اصلهم كدا الواحد تلقاهو زى المسكين الزبون : قلت الحساب كم ..؟ " يدفع ويخرج " الجرسون : ما قتوا نوبة .. الجرسون الداخلى : الفول عليهو وش كبدة ولاوش دمعة ؟ الزبون : لا وش نحاس , إنتوا يوم متين عملتوا لى وش كبدة فى الفول , ما قاعدين تعملوا لى وش كمونية لما بقيت ما عندى وش قدام الناس الجرسون الداخلى : أمسخ زبون إنت , نعمل ليك وش كبدة فى طلب واحد فول , ما أحسن نعمل ليك شنبر , عامل شعرك دا زى شعر أبو الهدهد , والزبون الرابط رأسو بى عمة دا التقول عامل ليها قفايز حسابو 30 جنيه الزبون : ليه أصلو مآكل كستليتة ولاشنو ؟ بوش فول أصلو بوش أمريكا وصحن سلطة قدر صحن الحجامة , ليه أصلو مآكل ولاية الجرسون الداخلى : يا أخى إنت بالذات أصلوما حقو تتكلم .. فى ذمتك لو جابوا واحد من الشارع وسألوه الصحانة دى كان فيها شنو , يقول كان فيها حاجة الطباخ الداخلى : تجرجر فى صحن البوش يمين وشمال , إنت زبون ولا كاريكا , عامل خشمك الزى قشارة الفول السودانى دا , أدفع أحسن ليك قبال ما نجيب ليك شرطة المناشط الهدامة وشرطة مكافحة الإتجار بالبشر , والشرطة النهرية صبى الجرسون : ما تقول الأيام دى ذاتو لافين عندهم مسح أيديولوجى الزبون : ليه فوق كم ؟ وأنا ذاتى تانى إن كان أكلت بوش لومونى الطباخ : وإنت الوداك تأكل بوش شنو ؟ " يدفع ويخرج من قصبة المسرح " الجرسون الداخلى : إنت صحى تعال هنا يا بنجوس أيديولوجيا دى معناها شنو ؟ الصبى : معناها كشة فى لغة السياسة الجرسون الداخلى : والزبون دا يا معلم اللابس كرفتة التقول الفنان حسن عطية دا حسابو 40 جنيه الزبون : فى شنو 40 جنيه , صحن فتة بى 40 جنيه ليه أكلتو فى قبة الشيخ غريب اللة الطباخ الداخلى : إنت صحن الفتة عامل فيهو جبنة , وطعمية , وطحنية ومديدة تمر إنت شالوك فى الفريق الرديف ولاشنو ؟ , الجرسون شايل الصحن ماقادر يمشى , الصحن ملآن زى الدفار وبى وشك الكعب دا ماداير تدفع 40 جنيه , والله نشتكيك لشرطة الآداب الجاب مديدة الحلبة للبوش شنو , دا إسمو إختلاط بين الجنسين الجرسون الداخلى : دى بيسموها شنو , الشروع فى شنو .. الطباخ الداخلى : لا خليها ما فى داعى الزبون : الأمر لله , دا مطعم ولامحطة جمارك " وفجاءة يضرب أحد الزيائن الطاولة وفى صوت عال : الزبون : ورق الطباخ الداخلى : الليلة ما جبناهو الجرسون الداخلى : إنت بتقابض مالك ديل جماعة الضمنة " ينتهى المشهد الأول بإنتهاء هذه الفعالية " المشهد الثانى : ذات المشهد الأول من داخل المطعم الشخصيات : هى ذات الشخصيات الأساسية داخل المطعم ما تبدل مستمر ناتج من دخول وخروج الزبائن فى المطعم , يضاف إلى الشخصيات الأعرابى . الفعالية الدرامية : تبدأ حين يقتحم رجل من أعراب الجزيرة ملتحى ويرتدى الجلباب العربى والعقال العربى كذلك .. " جلبة غير عادية داخل قصبة المسرح " " يجلس الإعرابى على إحدى الطاولات , بينما يحفه رهط من عاملى المطعم " الإعرابى : أهذا مطعم يا إبن زبيبة ؟ الطباخ الداخلى : لا .. منتدى ثقافى .. إنت شايف شنو .. الزباين داخلين ومارقين والجرسونات زى الفراودة شئ كوارع وشئ كبدة وشئ فول والباسم يطوف بين الموائدا ظمآنا أبعد ذلك تسأل أيها الشنفرة ؟ الجرسون الداخلى : بلى يا صقر العرب الإعرابى : لقد قالت لنا العرب السيارة أن هناك راس مطبوخ على المرق إسمه .. إسمه ... الطباخ الداخلى : أتقصد الباسم يا هذا ؟ الإعرابى : نعم , إنه الباسم , من أين تأتيه الإبتسامة وهو على الدوام صريع أسنانكم هذه ؟ صبى الجرسون : نعمة من الله ماذا تقول عنها يا تأبط شرا ؟ الإعرابى : ونعم به لاشئ أقوله هنا يا إبن زبيبة , هلا متعت ناظرى بهذا الباسم الذى لم يبتسم الطباخ : إن شئت من الجوارح , أيها الشمقمق الطباخ الداخلى : إنت يا ياشيخ جاى تأكل رأس نيفا ولا مرسلاك جمعية مكافحة العنف ضد المرأة الأعرابى : لقد أرسلنى إليكم رأس الباسم الذى يتقلب فى الشواية الخارجية الجرسون الخارجى : وعندك يا معلم باسم خالى ما محلوق أقرع املح أقرن أدج ومقرون حواجب وعليه من المتبلات ماعليه لتنؤ به العصبة أولى القوة الأعرابى : أهذا باسم ؟ الطباخ : لا ركشا أيها القادم من بين الدخول فحومل " يذهب الجرسون , ويأتى بصينية محملة برأس وتوابعه " " وهو يفرك يديه ببعضهما " الإعرابى : نعم هو كذلك كما وصفته الإعراب الجرسون : وماذا قالت عنه الإعراب أيها الأصمعى ؟ الإعرابى : جميل وبهى الطلعة يتبسم فى وجهك أنى نظرت إليه ومن هنا على ما إعتقد جاءت التسمية حلو اللسان فتان الشفتان, وأنا أشك فى أن هذا الرأس مضروب لأن الكثير من وصف العرب ينقص هذا اللاباسم الطباخ الداخلى : دا ما الرأس البنأكله نحنا احتمال يكون رأس قليص , إنت يا حاج وصفوا ليك مطعم ولا كوفير , إنه يا هذا أنه رأس لارايح لاجاى , عامل ليهو فتوى , ماذا تسمونه هذا الباسم , الذى لو كان فى مكانك سائق ركشا لأكله وعمل بيهو تلاتة مشاوير الصبى : راس قليص ولا راس حربة ما ياكل ويقوم الإعرابى : نحن لانسميه بل نأكله - بالمرق - لا بالدخل [email protected]