قرأت فى عمود الكاتب الصحفى السعودى مشارى الذايدى فى صحيفة الشرق الاوسط انه قبل ايام اتخذت وزارة الاوقاف المصرية قرارا بتطهير جميع مكتبات المساجد من الكتب المتطرفة الموجودة داخل رفوفها خاصة كتب قيادات جماعة الاخوان المسلمين وشيوخ التشدد وحسب صحيفة (المصرى اليوم) فان وزير الاوقاف محمد مختار جمعة اصدر قرارا بحرق جميع الكتب المحرضة على العنف مثل حسن البنا وسيد قطب و يوسف القرضاوى. يقول الكاتب نعم فكر الاخوان من ينابيع البلاء والشر وافساد الدين والدنيا هذا لا ريب فيه(وانا اتفق معه تماما فى هذا الرأى) ولكن هل الحل الحقيقى والناجع هو فى حرق بضعة كتب لقطب او البنا؟ وهو يقول ان كتبهم موجودة فى اماكن اخرى وفى الانترنت وتلاميذ هذا الفكر بالآلاف فى كل مكان يعيدون بث كلام قطب والبنا بتشويق وزخرفة جديدة ولمسات (مودرن) و (ديجيتال) ويقول ان حرق الكتب ليس حلا نهائيا ويتحدث عن خطة اشمل واقول له لماذا لا تنشر تجارب فكر الاخوان وعلى نظاق واسع فى اجهزة الاعلام والصحف والكتب الخ الخ واضرب مثال لذلك بتجربة السودان وهى كالآتى: انقلب الاسلامويين على حكم ديمقراطى وحكومة وحدة وطنية كانت تشرف على وقف اطلاق النار مع حركة التمرد الوحيدة فى السودان مع قناعة الجميع بعبثية الحرب وان الحل هو فى الحوار وعلى مؤتمر قومى دستورى للحوار السلمى الديمقراطى الحر لكيف يحكم السودان والحركة الاسلاموية السودانية هى الوحيدة التى رفضت المشاركة فى هذا البرنامج وفضلت الانقلاب المسلح على اجماع اهل السودان وكانها تقول هى الوحيدة التى تمتلك الحقيقة والحكمة وفصل الخطاب. بعد استيلائها على السلطة اعلنت الحرب على الجميع الا من شايعها وانخرط معها ومع فكرها فصل وتشريد من الخدمة المدنية والعسكرية واعتقال للمعارضين الذين قضى بعضهم نحبهم من جراء التعذيب وشنق مواطنين لامتلاكهم عملة صعبة(اجنبية ) بحجة الاتجار بها وتوسيع الحرب التى كانت مطلبية الى حرب دينية وجهاد وحور عين الخ الخ وخربت العلاقات مع دول الاقليم والعالم وصار التمكين من السلطة والثروة والقوة العسكرية والامنية هو ديدنها. مع عدم تمكنها من انهاء التمرد والمعارضة عسكريا وامنيا لجات الى تدويل القضية السودانية وفى النهاية عمل الاسلامويين على جعل الوحدة غير جاذبة والجنوبيين يعلمون ذلك وما هى الا اعوام وينفصلوا عن الوطن الام. حصاد تجربة الاسلامويين فى السودان هى انفصال عدائى للجنوب وصار الجنوب دولة فاشلة اندلعت فيه الحرب كما فى الشمال فى دارفور قبل انفصال الجنوب والجنوب الجديد جنوب كردفان والنيل الازرق لم يطبق الاسلامويين الدين الصحيح ولم يحافظوا على وطن موحد ينعم بالامن والاستقرار والسلام والاختلاف السلمى فى الداخل عن طريق التوافق والتراضى على دستور وقانون ومؤسسات حكم بل مزقوا البلاد بالحروب والجهويات والقبلية وصار السلاح منتشر عند الجميع ولم تعد الحكومة وقواتها النظامية التى من المفترض ان تكون قومية وليست خاضعة لحزب او جماعة هى التى تمارس العنف حسب القانون والدستور بل صار كل من هب ودب يمارس العنف الحركة الاسلاموية فى السودان لم تحافظ على دين ولا على وطن وتجارب طالبان وايران لا تخفى على احد ولكن اقام الاسلامويين فى السودان دولة كاملة الدسم اسلامويا وعن طريق انقلاب على الشرعية الشعبية والديمقراطية وفشلوا فشلا ذريعا فى الحفاظ على الدين والوطن وتصلح تجربة السودان لتكون نموذجا للفشل الاسلاموى او الاسلام السياسى الذى يتخذ من الدين مطية لتحقيق اهداف سياسية لا اكثر ولا اقل وانظروا الآن لحال السودان بل لحال الدول التى حكمت بالانقلابات العسكرية والعقائدية اخترقتها اسرائيل واعداء الاسلام بانشاء تنظيمات اسلاموية لا يكمن حصرها تخصصت فى قتل المسلمين وتمزيق اوطانهم وتتقاتل فيما بينها وتنعم اسرائيل واعداء الاسلام بالسلام والفرح الشديد من هذا المشهد وهل تظنون ان اسرائيل واعداء الاسلام يريدون اوطان مسلمين تتمتع بالحرية وسيادة القانون والتوافق والتراضى على كيف يحكمون انفسهم ويتداولوا السلطة سلميا وهم اصلا ضد اسرائيل والصهيونية وغلاة الصليبيين حتى وان كان حكمهم ديمقراطيا لبراليا علمانيا سياسيا فى النهاية هم مسلمون وانا اعتقد جازما ان الطريق لنهضة اوطان المسلمين ونصرة الدين تبدا باالقضاء على هؤلاء بالتوعية باخطار افكارهم والاصلاح الدينى دون المساس بجوهر العقيدة الاسلامية وفى ظل الحرية والديمقراطية يزدهر الاسلام ويعود للدين مجده ولاوطان المسلمين القوة والتطور ولا لاحد الحق فى السيطرة على الناس ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ويلقى جزاؤه فى الآخرة فى جهنم وبئس المهاد وفى الدنيا اذا رفع السلاح على المسلمين واراد بهم شرا وحينها سيعرف المسلمين كيف يدافعون عن دينهم وانفسهم وما محتاجين لتجار الدين وعملاء الصهيونية الذين يتدثرون بغطاء الدين ولا يقاتلوا الا مسلمين ويمزقوا اوطانهم!!! تجربة السودان تصلح لان تكون انموذجا لفشل فكر حسن البنا وسيد قطب وغيرهم من تجار الاسلام السياسى وبحق الله من هم حتى يتبعهم الناس كالضان ما هم الا بشر وليسوا بانبياء يوحى اليهم من فوق سبع سماوات واتضح خطل فكرهم وتجربتهم الفاشلة الفاسدة الضالة!!! [email protected]