أخيرا ترجل الفارس من صهوة جواده بعد صراع طويل ومرير مع المرض العضال الذي فت عضضه وأقعده طريح الفراش على مدى 4 سنوات متصله يتلقى العلاج بين مستشفيات ينبع وجده والقاهرة. فاضت روحه الى رحاب ربها بمستشفى مدينة ينبع وكانت الى جواره رفيقة دربه العزيزة زهرة الرفاعيالتي سهرت على رعايته ومرافقته طيلة تلك السنوات الاربعه , لم تكل ولم تمل ولم تشكو , كانت كلما تأمله هو ان تدب الحياة في جسده من جديد ويتعافى وتعود البسمه للشفاه والعيون التي كادت ان تجف والوجوه النيرة التي لم تعرف العبوس أو التجهم طيلة السنين الماضيه التي عاشتها الاسرة الصغيرة الودودة البشوشه. جنبا الى جنب مع الوالدة الشجاعه والصبورة وقفت آمنه ونضال تمارسان مهنة التمريض واعداد الطعام ومداعبة الوالد للتخفيف من آثار المرض الذي شل حياته, مع كل هذا الحمل الثقيل باشرتا المذاكرة والدراسة حتى تمكنتا من اتمام العام الدراسي بنجاح وتفوق , وخلال تلك الفترة القاسيه وجدت الاسرة المكلومة في الاخوة الاطباء السودانيين وأسرهم خير أصدقاء ومعينين , لم يألوا جهدا لتقديم كلما في استطاعتهم تقديمه. لن ننسى رفاق الدرب وأصدقاء الاسرة الوفيين الحميمين الذين وقفوا وقفه مشرفه معنا, وقدموا ما استطاعوا تقديمه من مساعدات وتضامن ومؤازرة تعبيرا عن كل مايتحلى به الشعب السوداني النبيل من أخلاق ومثل كريمه. رحل الصديق العزيز النبيل من حياتنا الى دنيا الخلود والتحق بالشهداء والصديقين, تاركا خلفه سيره انسانيه ونضاليه عطرة نعتز بها ونفتخر بها. اننا لن ننساك ياكامل وستظل بيننا ماحيينا وسنحمل الرسالة التي ناضلت وضحيت من أجلها. أما الامانة التي تركتها سنرعاها ونحملها في قلوبنا بثقه وثبات وتفاؤل. في الختام لايسعنا الا وان نتقدم بأحر آيات العزاء لكل أفراد الاسرة الممتدة آل وداعة الله الحسن وأل المرحوم محمد حسنين الرفاعي, ولكل الاهل والاصدقاء والرفاق ونسأل الله أن لا يريهم مكروها فلهم الصبر والسلوان. د.محمد مراد27 يونيو2015