تغيرت أحوال صاحبنا المادية كثيراً بعد أن شغلت إحدى كريماته وظيفة مرموقة جداً انفرجت بها أحوالهم وأساريره ، تخرجت من جامعتها بامتياز فى مجال علمى تمكنت وبسهولة من إيجاد وظيفتها هذه ، سنوات قليلة مرت تغيرت الأحوال بعدها ودعوا فيها الفقر وأيامه وبدأت حياة الرفاهية ، ترميم شامل كامل للمنزل واستبدال جميع أثاثاته بأخرى مستوردة وسيارة صغيرة تقف أمام باب الحوش الكبير الجديد ، وشغالة... شغالة جديدة هميمة كانت فى بدايتها تهتم بالبيت وكل تفاصيله وبدون أى توجيه من أحد ، تركت الزوجة ما كانت تقوم به وبدأت الاعتماد على الشغالة ، حتى اعداد الطعام تركته لها ما عادت تقوم بشئ من مهامها لا هى ولا بناتها الأخريات ، لم تستمر على حالها تلك وبدأت التمرد على كل من هم فى البيت بعد أن خربت طبعهم، حاولت طردها من البيت ولكن مقاومة الزوجة وبناتها كانت أقوى وما زالت هى بيننا تجلُس بينهم وبيدها ريموت كنترول البيت والتلفزيون المهم عندنا شغالة .. ما العمل..؟ هم بيننا وفى داخل منازلنا ، تلك المنازل التى أوصدناها أمام أهلنا وأحبابنا وأشرعنا أبوابها لهؤلاء تبعاً للثقافة التى طرأت على مجتمعنا هذا ، لابد من الشغالة لتحل محل ربة المنزل فى خدمة أهل المنزل والقيام بكل أعباء الزوجة ، شغالة بيدها كل مفاتح البيت التى تُمكنها من المنزل ومن هم فيه من صباحهم الباكر حتى خلود أهل المنزل للنوم لا شئ يتم فيه إلا بعلمها ، تركنا لهم المنازل وما فيها حتى أصبحوا هم دليلنا فى منازلنا ، أصبحت الشغالة هى من تستعين بها الأسر وأهلها فى كل شئونهم المنزلية بما فيها تربية أبناءهم ورعايتهم صغيرهم والكبير.. حدود مفتوحة تُمدنا ومع كل (ظلام جديد) بالجديد ، لم تمنعهم الضوابط من الدخول بل أعدادهم ما زالت فى تزايد ومنازلنا على مصراعيها مفتوحة الأبواب لاستقبالهم وحمايتهم .. تغييرات طرأت على مجتمعنا جعلت بعضنا يلهث للعثور على شغالة رغم الضائقة المعيشية التى يمر بها غالب أهل بلادى ، خصماً على موارد تخُص الأبناء ومستقبلهم وقد أرهقت أرباب المنازل هذه الأعباء ، لابد لك من شغالة ، يحتاجها البعض فعلاً للقيام بشئون ربما لا تستطيع ربة الأسرة من القيام بها وحدها ولكل بيت ظروفه الخاصة به ، يستفيد منها البعض استفادة حقيقية فى خدمة المنازل وبعضهم لا يحتاجها كثيرا لكن لابد من وجودها بينهم بالرغم من وجود عدد من الفتيات داخل المنزل .. تعددت المشاكل وتنوعت ، هُناك من سُرقت منازلهم فى وضح النهار وقد تركوها أمانة فى أيديهم ، هناك من فقدوا فلذات أكبادهم هناك وهناك الكثير.. والله المُستعان.. [email protected]