محمد خليفة، كادر حزب البعث والقحاتي السابق، يتكلم عن الحقيقة هذه الأيام وكأنه أفلاطون    الدوري الخيار الامثل    عائشة الماجدي تكتب: (جودات)    القوات المسلحة تصدر بيانا يفند أكاذيب المليشيا بالفاشر    اشادة من وزارة الخارجية بتقرير منظمة هيومان رايتس ووتش    أهلي جدة يكسر عقدة الشباب بريمونتادا مثيرة    الهلال يحسم لقب الدوري السعودي    الجيش السوداني يتصدى لهجوم شنته قوات الدعم السريع على الفاشر    المريخ يعود للتدريبات وابراهومة يركز على التهديف    برباعية نظيفة.. مانشستر سيتي يستعيد صدارة الدوري الإنكليزي مؤقتًا    يوكوهاما يقلب خسارته أمام العين إلى فوز في ذهاب نهائي "آسيا"    هل يمكن الوثوق بالذكاء الاصطناعي؟.. بحث يكشف قدرات مقلقة في الخداع    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    سألت كل الكان معاك…قالو من ديك ما ظهر!!!    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    عاصفة شمسية "شديدة" تضرب الأرض    «زيارة غالية وخطوة عزيزة».. انتصار السيسي تستقبل حرم سلطان عُمان وترحب بها على أرض مصر – صور    مخرجو السينما المصرية    د. ياسر يوسف إبراهيم يكتب: امنحوا الحرب فرصة في السودان    هل ينقل "الميثاق الوطني" قوى السودان من الخصومة إلى الاتفاق؟    كلام مريم ما مفاجئ لناس متابعين الحاصل داخل حزب الأمة وفي قحت وتقدم وغيرهم    شاهد بالصورة.. حسناء الفن السوداني "مونيكا" تشعل مواقع التواصل الاجتماعي بأزياء قصيرة ومثيرة من إحدى شوارع القاهرة والجمهور يطلق عليها لقب (كيم كارداشيان) السودان    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    روضة الحاج: فأنا أحبكَ سيَّدي مذ لم أكُنْ حُبَّاً تخلَّلَ فيَّ كلَّ خليةٍ مذ كنتُ حتى ساعتي يتخلَّلُ!    محمد سامي ومي عمر وأمير كرارة وميرفت أمين في عزاء والدة كريم عبد العزيز    مسؤول بالغرفة التجارية يطالب رجال الأعمال بالتوقف عن طلب الدولار    مصر تكشف أعداد مصابي غزة الذين استقبلتهم منذ 7 أكتوبر    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    مقتل رجل أعمال إسرائيلي في مصر.. معلومات جديدة وتعليق كندي    النفط يتراجع مع ارتفاع المخزونات الأميركية وتوقعات العرض الحذرة    النموذج الصيني    غير صالح للاستهلاك الآدمي : زيوت طعام معاد استخدامها في مصر.. والداخلية توضح    القبض على الخادمة السودانية التي تعدت على الصغيرة أثناء صراخها بالتجمع    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    إسرائيل: عملياتنا في رفح لا تخالف معاهدة السلام مع مصر    الجنيه يخسر 18% في أسبوع ويخنق حياة السودانيين المأزومة    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    زيادة كبيرة في أسعار الغاز بالخرطوم    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    وزير الداخلية المكلف يقف ميدانياً على إنجازات دائرة مكافحة التهريب بعطبرة بضبطها أسلحة وأدوية ومواد غذائية متنوعة ومخلفات تعدين    (لا تُلوّح للمسافر .. المسافر راح)    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    دراسة تكشف ما كان يأكله المغاربة قبل 15 ألف عام    نانسي فكرت في المكسب المادي وإختارت تحقق أرباحها ولا يهمها الشعب السوداني    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الترابى ودولته الدينية الماركسية اللينية الليبرالية البعثية العظمى!
نشر في الراكوبة يوم 06 - 07 - 2015

الترابى صانع القاعدة وراعى الدواعش، فى أحدث تخاريفه جمع كل هذه التناقضات (الفكرية) فى سلة واحدة ليؤسس منها كما زعم فكرة مشروع لصنع دولة ولتأسيس نظام حكم جديد بعد (التوالى) الفاشل، أشبه بصحن (السلطة) أو كالمثل الشائع الذى يقول سمك لبن تمر هندى.
أحتار فى أمرين الأول منهما، لماذا يحقد أستاذ القانون الدستورى الدكتور حسن عبد الله الترابى على السودان وشعبه، لهذه الدرجة، وما هو سر هذه الكراهية .. هل يعلم أحدكم السبب ليدلنى عليه ويوضح لى ماذا فعل به هذا الشعب الأبى الطيب المسالم الكريم لكى أجد له مبررا لكل هذه الكراهية وهذا الغل وروح الأنتقام والرغبة فى التشفى المغطية بابتسامة صفراوية باهتة ومظهر دينى خداع؟
الا تكفيه تلك الدماء الذى سالت بحجم نهر النيل وذلك الموت الرهيب وهذا الدمار الشامل الذى حل بالسودان وشعبه فى كل مرفق وكل جهة منذ أن خطط لهذا الأنقلاب المشوؤم وشارك فى اخراجه وتنفيذه، خلال ايام مشابهة لهذه الأيام قبل 26 سنه؟ الم يكتف الشيخ / الترابى بانفصال الجنوب العزيز الذى لا زالت جرحة حية فى دواخلنا لم تندمل لا عن طمع أو انانية أو رغبة فى سيطرة أو فرض ارادة، بل من أجل الحب والأخوة والصداقة والوجدان الذى لا يمكن أن ينفصل .. الم تكفيه ابادة 2 مليون شهيد من أهله مما جعلهم يذهبون الى حالهم تاركين بلدا هم اصلاء فيه لا دخلاء، وشعب يحبهم ويحبونه فدمائهم وجيناتهم واحدة ومصيرهم مشترك مهما ظهرت أختلافات .. رحلوا واسسوا دولة جديدة وتركوا الجمل بما حمل يملأهم العشم فى مستقبل مشرق وحياة آمنة مستقرة وجوار اخوى، فلم يريحهم تلامذته الأغبياء فى وجوده وبموافقته وبعد رحيله (المؤقت) بالتآمر الواضح والمستتر .. ولا زال الترابى يواصل ذلك التآمر واللعب بالنار مع الأحتفاظ بذات الأبتسامة (الصفراوية) وبالأمس القريب يكشف دون خجل عن أجتماع له مع (مجاهدين) اسلاميين من الجنوب .. تمت الناقصة الا زلت ايها الرجل تحلم بمشروعك (العثمانى) التوسعى فى القرن الحادى والعشرين الذى هدفه غزو أفريقيا، الا يكفى هذا البلد الأكثر من شقيق الذى لم يتحقق فيه السلام بعد والذى لا زال يعانى ويئن رغم ان سياساته المعلنة التى من المفترض الا تؤدى الى أختلاف (حاد) أو صدام مسلح لأنها تقوم على أسس دولة "المواطنة" التى تقبل التعددية والتنوع وتسمح لكل انسان أن يعبر عن نفسه وفكره، دون تمييز بسبب الدين أو الثقافة أو الجهة طالما كان ذلك التعبير سلميا وديمقراطيا كنأ نحلم سويا أن يجمعنا مثل هذا الشكل من الحكم والنظام الذى يوحد ولا يفرق – نعل الله الشياطين – يعنى يا شيخ (حسن) وأنت ذاهب للموت لا تريد أن تترك الشمال مرتاح ولا الجنوب مرتاح .. والمثير للدهشة أن الرجل كان قد افتى من قبل ببطلان (الجهاد) وأنقضاء أجله، حيث قال فى أحدى ندواته التى نشرت على جريدة "الأيام" ما يلى:
"القتالُ حكم ماض، هذا قولٌ تجاوزه الفكر الإسلامي الحديث، في الواقع الحديث، ولا أقولُ إنَّ الحكم قد تغير، ولكن أقول: إنَّ الواقع قد تغير، هذا الحكم عندما ساد كان في واقع معين، وكان العالم كلُّه قائماً على علاقة العدوان، لا يَعرف المسالمة، ولا الموادعة، كانت امبراطوريات، إما أن تعدو عليها أو تعدو عليك، ولذلك كان الأمر كلُّه قتالاً في قتال، أو دفاعاً في دفاع إن شئت". انتهى.
فهل رجعت عن كلامك وتريد أن تصنع جهادا جديدا فى الجنوب و(دواعش) وموت ودمار، الم تنزع من دماغك فكر (سيد قطب) الذى صور الكون كله فى حالة صراع واحتراب بين مسلمين وكفار الا يوجد مجال للمحبة والسلام والأستقرار والنماء والأزدهار .. الم تقتنع بعد (بفكر) الشهيد / محمود محمد طه، الذى اراح المسلمين بفهم متقدم وأجتهاد رائع مرجعيته دينهم وقرآنهم وسنتهم، لا التنظير والخبط العشوائى حيث بين لهم ما جهلوه لقرون طويلة، وقال لهم بلسان صدق .. الجهاد فى الأصل هو جهاد (النفس) لا جهاد (السيف) بنص الحديث، حينما عاد الرسول (صلى الله عليه وسلم) من غزوة، فقال "عدنا من الجهاد الأصغر للجهاد الأكبر" وفى هذا يلتقى الأسلام فى اصوله بالمسيحية، ويلتقى محمد (صلى الله عليه وسلم) بالمسيح عليه السلام ووصاياه (يا عيسى عظ نفسك فأن اتعظت فعظ الآخرين)، ولم يقل أقتلهم أو أستخدمهم سبايا وجوارى وأترك العقارب والحيات لتقضى على اطفالهم كما ورد فى" كتاب الإقناع في حل ألفاظ أبي شجاع" الذى يدرس لطلبة الصف الثانوى الأزهرى لا أدرى هل سحب ذلك الكتاب بعد سقوط الرفاق والأساتذة فى مصر فى 30 يونيو أم لا؟
أعلم أن الترابى لا يوقر الرسول (صلى الله عليه وسلم) ولايحترمه ولا يعنى عنده شيئا مثل ذلك الحديث الذى حول الجهاد من قتل للآخر لقتل للنفس الأمارة بالسوء (موتوا قبل أن تموتوا)، رغم ذلك فجماعة (القاعدة) الذين صنعهم ومن بعدهم تولى (الدواعش) برعايته ووصفهم بانهم أصحاب (نوايا حسنة)، لا يسعون لأستتابته كما فعلوا مع (الشيعة) ولا توجد لديهم أدنى مشكلة مع تخريجاته، فمشكلتهم هناك بعيدا مع الدنمارك وفرنسا والمانيا لا مع (الترابى) الذى صنعهم فى عام 1996 قبل أن ينتقلوا لأفغانستان .. لا يهمهم وهو القائل فى سوء أدب معلقا على حديث الذبابه الذى ورد فى صحيح البخارى، والذى جاء فيه: "إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر شفاء". فقال الترابى، فى هذا الجانب دون أن ترمش له عين:
"في الأمور العلمية يُمكن أن آخذ برأي الكافر، وأترك رأي النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ولا أجد في ذلك حرجاً البتة".
وسوء الأدب هنا ليس مع الرسول وحده بل ذهب الى ابعد من ذلك حيث سخر وأستهزأ من آية قرآنية تشتمل على نص مشابه لقوله، لكن معناها على العكس مما جاء به الترابى تماما وهى التى تقول: "فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِيۤ أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً".
المشكلة ليست فى أن يدلى (الترابى) برأى مخالف – فيما عدا قول النبى – والمشكلة الأكبر فى أن تكون طريقة انتقاد حديث قاله (النبى) فى سخرية وأستهزاء لا فى أدب وتواضع.
وعند هذه النقطة انتقل للأمر الثانى قبل أن اواصل (سلخ النملة)، وأطرح سؤالا على الذين يموتون هوى فى (الترابى) ما هو الفكر أو الأجتهاد الذى قدمه هذا الرجل للأنسانية أو للسودان حتى يدافع عنه البعض أو يرددون – بدون وعى - بانه مفكر وذكى، أقسم بالله أن الذين كانوا معجبين بالترابى ويؤمنون بفكره، كانوا من اغبى الزملاء والرفاق فى المراحل الدراسية المختلفة التى جمعتنا بهم علموهم الدين المظهرى (القشرة) الخالى من الجوهر منذ ان كانوا صبيانا حتى فريق الكرة الخاص بهم سموه (القادسية) .. والشهود على ذلك أحياء.
افهم أن يردد مثل هذا الكلام ويشهد بأن (الترابى) مفكر وذكى، الجهلاء والسذج وأنصاف المتعلمين واشباه المثقفين، ومن يدمنون نظرية (الأنبهار) فى بلادى وحدهم، وما أكثرهم .. فلان أعلامى السودان الأول .. وفلان صحفى السودان الأول وأنت تشعر بأنه ساذج وكل شئ فيه قبيح، لكن (المنبهرين) يجبرونك أن تصمت ولا تتحدث عنه، و(النميرى) رحمه الله – كان فارسا لا تعرف ما هو دخل الفروسية فى الحكم، وبريطانيا العظمى حكمتها امرأة على أفضل حال وحينما اكملت مدتها ذهبت دون ضجيج.
و(البشير) راجل (ضكر) وما بخاف لأنه مفتول العضلات ويحمل عصاة فى يده مشمرا قميصه العسكري الذى يرتديه منذ 26 سنه يسب هذا ويشتم ذاك شمالا ويمينا وفى (جوهانسبرج) كان مثل (الحمل) الوديع من الممكن وبكل بساطة ان يجلسه جنديان (أم قلللو) على ألأرض وأن يتم تقييده مثل أى خروف سمين ويرمى داخل أى طائرة بضاعة متوجهة الى (لأهاى) أو من النوع الذى كان يحمل فيه الأرهابيين الى (جونتانمو).
الشجاعة ليست بالعضلات المفتوله وبالشنب المبروم وبنفخة الريش الكذابه، الشجاعة فى اتخاذ القرارات المصيريه التى تغير تاريخ الوطن الى الأفضل .. وفى الصدق مع النفس والأعتراف بالعجز والتقصير ثم الأعتذار و(التنحى) ورفع الراية البيضاء عند الفشل وعدم القدرة على التجديد وقد فعل (ديجول) محرر فرنسا ذلك رغم أنه حصل على نسبة فى الأنتخابات لم ترضيه، فاقت نسبة (البشير) فى الأنتخابات التى فصلت الجنوب والتى تلتها رغم (التزوير).
نسأل المنبهرين الذين يتحدثون عن ذكاء (الترابى) وعن فكره وأجتهاده – دون وعى - ما هو الأجتهاد وما هو الفكر الذى قدمه الترابى للسودان ولشعبه وساهم به فى تغيير ايجابى؟ هل هو ما قاله أخيرا نافيا عذاب القبر ونافيا محاربة الملائكه فى صف المسلمين فى (بدر)، ام صورته وهو يصلى أمام النساء وفى يده (مايكرفون)، أنى استعجب لصلاة (يصورنها) ولأكل يصورنه .. وماذا يستفيد الناس من هذه الأجتهادات، بعد أن كانت (القردة) تكبر مع الأرهابيين الذين كانوا يحاربون فى غابات الجنوب، وكانوا يقولون عنهم شهداء فجاءت المفاصله وقال الشيخ أنهم (فطائس) بأمتياز .. ثم نظر ثم دبر ثم عاد لحظيرة تلميذه (البليد) متناسيا حديث (الجعلى) والغرابيه الذى لا يمكن أن تنقله الله يكرم السامعين (...) محترمه.
أعلم أن (الشيخ) قد ساهم كثيرا فعلا ولم يقصر لكن مساهماته كلها كانت فى التغيير السلبى وفى السقوط وفى كلما يؤدى نحو القاع لا الى القمة، نتاج فكر (الترابى) وخرابه اصبحت المرأة السودانية المعززة المكرمة مكان تندر فى الكثير من دول العالم، لا فرق بينها وبين سبايا (داعش) تشترى بأبخس ثمن وينشر ذلك على مواقع التواصل الأجتماعى لا يهم الترابى وتلاميذه أن تعمل (خادمه) فى الخارج وينشر اعلان داخل السودان مرسل من دولة عربية فى صحيفة أحد أولئك التلاميذ (النجباء) الذى تفوق على باقى رفاقه فى العنصرية والتحريض على ثقافة الكراهية، لطلب خادمات (سودانيات) على شرط الا يكونن من ذوات اللون أسمر، ومن جانب آخر تخرج اعلانات فى بعض تلك الدول لطلب عمالة وموظفين من كل الجنسيات باستثناء (الرجل السودانى)، فى وقت كان فيه كأفة مدراء البلديات فى دولة الأمارات السبع والثامنة مدينة (العين)، سودانيين .. ومدير البلدية فى تلك الدوله سلطاته أشبه بسلطات رئيس الوزراء، فهل رايت ماذا فعلت بالسودان وبشعبه؟
لقد جاء (الترابى) بهذا الفكر الدخيل القمئ من (الخارج) وكان هو من القيادات التى تعد فى المستوى الثانى أو الثالث حيث سبقه عليه والتقوا (بحسن البنا الساعاتى) وذلك اسمه، فى أكثر من مرة، الشيخ عبد الله حمد ، حسن محمد فلاتى ومحمود عفيفى وصادق عبد الله عبد الماجد وجمال سنهورى وعلى طالب الله ، ابراهيم المفتى، بدوى مصطفى ، محمد اسماعيل الأزهرى، عوض عمر الأمام، ياسر جاد الله، بابكر كرار، ميرغنى النصرى، أحمد عبد الحميد، الدرديرى ابراهيم، يوسف حسن سعيد، محمد يوسف، أحمد محمد بابكر، أحمد محمد على، سعاد الفاتح البدوى، مالك بدرى عبد الله زكريا، الرشيد الطاهر بكر وآخرين.
فأين اؤلئك .. جميعهم تركوا هذا الفكر وهذا التنظيم ولم يبق فيه غير أثنين أو ثلاثة رحل منهم من رحل ولا زال قليل منهم أحياء، لكنهم ابتعدوا عن مجال السياسة يعيشون فى صمت لأنهم يعرفون البئر وغطاها لا تدرى هل تقتلهم الحسرة على ماض ما كان له داع أن يدخل فى الحياة الدينية أو السياسية السودانية ، لأنه فكر مدمر و(غريب) على الثقافة السودانية ولا تربطه بها أدنى جذور والى يدعو الى أحياء الناس بل الى قتلهم وطمس هويتهم.
الا يكتفى الترابى بحقل التجارب الذى مارسه على السودانيين المسمى بمشروع (ألأنقاذ) الحضارى الذى توقعوا له ان ينتج (بطيخا) فأنتج (حنظلا)، مما جعلهم يشردون المزارعين الغلابه فى مشروع الجزيره ويعلنون فشله ويسئيون لاؤلئك المزارعين ويقولون أنهم (شيوعيين) وكأن الشيوعى غير سودانى .. الا يكتفى الترابى وتلاميذه بهذه التجارب التى قضت على ذلك المشروع الذى كان يعد أكبر مشروع زراعى فى الشرق الأوسط كله، بدلا عن تأهيله وأعادته للحياة استخدمت تكلفة ذلك التأهيل (عشر) مرات، فى شراء اسلحة قتل وفى شراء الأرزقية والمأجورين وفى الصرف البذخى وفى تخريج مجاهدين و(مليشيات) بعشرات الآلاف، لا يستطيع أن يرفع ضابط فى الجيش السودانى عينه فوق عين أى جندى صغير منهم مهما كانت رتبته وأن فعل أدخلوا اصابعهم داخل تلك العين التى تطاولت، لذلك الكل مؤيد وموافق ولا يستطيع أن يعترض على تلك المليشيات أو يقول (نموت ولا يهان شعبنا أو تغتصب نسائه).؟
من هو ذلك الضابط ياترى الذى يخطر على بال (الترابى) بعد (الغبى) والعميل لكآفة أجهزة المخابرات فى العالم الذى سلمه قيادة (الأنقلاب) الآرعن فى يونيو 1989 فتشبث بالكرسى حتى اليوم وأدخله السجن عدة مرات، هل لازال فى جيش السودان باق، بعد اصبحت (المليشيات) أكثر منه عددا وقوة وعدة وعتادا وأمتيازات، وهل تبقى في ذلك الجيش (ضابط) أكثر غباء من عمر البشير حتى يسمع كلام الشيخ ويكون من (المنبهرين) به فيقوم بقيادة انقلاب لصالحه، يجمع صف الأسلاميين مع الماركسيين مع البعثيين مع العلمانيين ويصنع منهم صحن (سلطة) سودانية لا مثيل لها فى كل الدنيا؟
يا رجل استحى مرة واحدة من هذا الشعب وأبحث لك عن (مصلاية) وأقضى فيها باقى عمرك وأدعو ربك أن يخلص السودان وأهله من المصيبه والورطة التى رميته فيها باقل تكلفة ودون اراقة دماء جديدة.
يا ايها المخرب والمدمر، فلتعلم أن الدولة (الأسلاموية) التى تحلم بها والتى دستورها شريعة (القرن السابع)، قد ولى زمانها وفاتها القطار لأنها يمكن أن تجمع الأغبياء والسذج والفاقد التعليمى والثقافى والمشوهين نفسيا والمتطرفين والأرهابيين من عينة (نافع على نافع) والدواعش الذين وصفتهم بأن نيتهم حسنة، لكنها لا يمكن أن توحد شعب السودان كما قال القائد الراحل المفكر (حون قرنق)، بكل تنوعه وتبائنه، وثقافاته المختلفة وبمن فيه من (مسلمين) عاديين بسطاء ناس صلاة وصوم .. و(متصوفة) خالصين ما ناس مصالح .. ومثقفين مستنيرين .. ومسيحيين .. وأصحاب معتقدات آخرى بل من لا دين لهم وديمقراطيين واشتراكيين وغيرهم من اصحاب الأفكار والمعتقدات.
الم تنطفء النيران التى فى داخل قلبك بعد ايها الشيخ، تجاه الشعب السودانى بعد أن زاد شهداء دارفور عن الثلاثمائة الف؟ الم تكتف بالمستوى الذى وصل اليه التعليم فى السودان درجة من التدهور وألأنحطاط لا يمكن أن تجدها فى اى مكان فى العالم للدرجة التى تفاجأ فيها بمن يقول لك انه خريج جامعى من جامعة كان لها أسمها ومكانتها وهو عاجز عن الكتابه أو التعبير عن نفسه باللغة العربية أو الأنجليزية؟
يا شيخنا اذا كنت تريد أن تقابل ربك ويغفر لك (القليل) مما فعلته بهذا البلد، غنى الأغنية التى كانت تغنى ايام المستعمر الأنجليزى (يا غريب بلدك أمشى لى بلدك وسوق معاك ولدك) .. وهنا لا أعنى انك غير سودانى ولكن الذى هو فى دماغك غير سودانى ولا يناسب السودان وثقافة العصر، أنه فكر (حسن البنا الساعاتى) والساعه وقفت منذ أعدام (سيد قطب) – رحمه الله - وثبات عدم نجاح النظرية الدموية التى تقول ان الصراع فى الكون أصبح بين كفر وائمان، فالصراع اليوم الذى يبنى الدول ويحقق الأمن والأستقرار والأزدهار الأقتصادى، صراع (سلمى) بين افكار وبرامج سياسية وأقتصاديه وأجتماعية وثقافية ورياضيه، بين ابناء وطن واحد له حدود معروفة بأحداثيات محددة، همهم واحد وجميعهم يؤمنون بمشروع دولة (المواطنه) التى يعمل بها فى الدول التى حصل منها أكثر من 50% من تلاميذك الذين افسدهم (التمكين)على جنسياتهم المزدوجة، فاذا فهمنا أن الحصول على تلك الجنسيات والجوازات بواسطة من يطاردون فى دولهم ومن ضائقهم النظام الذى جئت به، فلماذا سعى تلاميذك اغلبهم للتمتع بجنسيات تلك الدول وهم يحكمون السودان ويجلسون على صدر شعبه منذ 26 سنة، ما هو المبرر؟
يا شيخ حسن .. افعلها وتوكل .. اعلنها صريحة وقد قلتها لك من قبل .. أعترف وأعلن بانك اخطأت وضليت السبيل وأطلب من الشعب السودانى أن يغفر لك قبل أن تقابل ربك .. قلها ولا تستحى، انه لم يحدث أن أفلحت دولة دينية لا فى الزمن القديم أو المعاصر منذ عصر بنى أمية وحتى اليوم، فما كان قبل ذلك لم يكن دول بالمعنى المعروف وأنما مسميات لا علاقة لها بالدولة الحديثه التى تقوم على مؤسسات وأنت (قانونى) وتفهم فى هذا المجال ولا نستطيع أن نغالطك فيه لكنك لا تفهم فى الدين وأفسدت السياسة .. عفوا أنت تفهم كل ذلك وزيادة عند السذج وانصاف المتعلمين وأشباه المثقفين و(المنبهرين) وما أكثرهم فى بلادى.
قلها بكل صراحة ووضوح لا تخشى أن يكفروك أو يخرجوك عن المله، فهم لم يفعلوا ذلك من قبل الا قليلا، حتى حينما سخرت من حديث الرسول (صلى الله عليه وسلم) وحينما أستهزأت بآيات قرآنية، وذلك القول جاء من الصادقين فى السودان ومن (كويتى) كتب فيك (السيف المسلول فى الترابى شاتم الرسول).
لا تحاول يا شيخ أن تتدعى (الأستناره) والتحرر، بالصلاة أمام النساء أو بينهن فذلك الأمر أن كان حقا يتم من خلال منهج ومن خلال عبادة مجودة، وجانب العبادة عندك لا نعلمه، يعلمه الله وحده لكن ما نعرفه لا يوجد لديك منهج يجعلك تفتى عن الحجاب أو يجعلك تتحدث عن الملائكة أو عذاب (القبر) وكانك خائف منه .. ما تورط معاك ناس (كمال عمر) وشيل شيلتك براك .. اللهم يهدينا ويهديك.
ايها الشيخ رفقا بشعب السودان الذى قال عنه الرسول (صلى عليه وسلم) فى حديث جابر بن عبد الله:" عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : لما نزلت : فيومئذ وقعت الواقعة ) ذكر فيها) ثلة من الأولين وقليل من الآخرين (قال عمر : يا رسول الله ، ثلة من الأولين وقليل منا ؟ قال : فأمسك آخر السورة سنة ، ثم نزل : ( ثلة من الأولين وثلة من الآخرين ) فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " يا عمر، تعال فاسمع ما قد أنزل الله : (ثلة من الأولين وثلة من الآخرين) ألا وإن من آدم إلي ثلة، وأمتي ثلة، ولن نستكمل ثلتنا حتى نستعين بالسودان من رعاة الإبل ، ممن شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له".
ورفقا بالسودان الذى قال عنه الشهيد الأستاذ / محمود محمد طه، الذى شاركت فى اغتياله : "حب السودان من حب الله"، مؤكدا بذلك أن الدين لا يتعارض مع (الوطنية) والأخلاص للوطن وحبه و لايمكن أن يكون عند السودانى (الأصيل)، المسلم الماليزى أقرب له من مواطن جنوب السودان.
تاج السر حسين – [email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.