بسم الله الرحمن الرحيم بعد خطاب الوثبة دخل د.الترابي الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي في حالة بيات أعلامي وركوض سياسي معللا ذلك بدفع استحقاق الحوار بالصوم عن مناكفة النظام ومهاجمته . ولكن في ليلة رمضانية بين لفيف من قيادات العمل السياسي أدلى الشيخ الترابي بافادات صادمة تبين حالة الضباب التي تعيشها القوى السياسية والحيرة التي يعيشها قادة الأحزاب . فبينما يصر حزب المؤتمر الشعبي على الاستمرار في الحوار كخيار وحيد ويقر بفشل مسعاه لإسقاط النظام ويؤكد على أن البشير هو الضامن الوحيد لنجاح مبادرة الحوار الوطني الشامل ليفتح الله على شيخ حسن بعد عام ونصف من ذهابه لقاعة الصداقة للاستماع للبشير يصرح د.الترابي شاهدا على كذب البشير ونقضه لعهد قطعه مع آلية الحوار 7+7 بعدم الترشح للرئاسة مجددا. ولكن هذا ليس مستغربا من البشير الذي نقض عهد الدستور وتعدى على النظام الأساسي لحزب الترابي نفسه مسبقا ولكن لماذا يتناسى الأمين العام للشعبي كل ذلك التاريخ من نقض العهود والمواثيق ليضع يده في يد البشير مجددا ويرتمي في أحضان النظام دون ضمانات كافية .. على ماذا يراهن الشيخ في ثقته في البشير مجددا .ليقود حلا سياسيا توافقيا للخروج من أزمته الوطنية . فإن عفى الترابي عن ما سلف في الرابع من رمضان قبل خمسة عشر سنة فماذا هو صانع مع كذبة 2015 التي كذبها البشير على شعبه وحزبه ومحاوريه وأين مايتلوا الترابي من آيات تدعوه لنبذ كل من ثبتت خيانته وبأن كذبه . أما دخول جحر الحوار ذو الاتجاه الواحد لمبررات لست محتاجا للتذكير بخطأئها فقول الترابي أن العالم لا يقبل الانقلابات العسكرية. ليته يمم شمالا ليرى كيف دبر الغرب انقلاب السيسي ودعمه الخليج وموله. وليته نظر غربا ليرى ماذا يفعل حفتر في ليبيا وكيف تسكت امريكيا عن فعائل الأسد في سوريا وكيف تسانده روسيا والصين وتحميه إيران وهل وجد الترابي رضا من أوربا او أخذ أذنا من أمريكا ينفذ انقلاب الانقاذ؟ . أما السلاح المنتشر والقبائل المتعددة والإشارة لتهديدهما للثورة السلمية لهو قول مردود فزاعة عجز علي عبدالله صالح عن تخويف اليمنيين بها فالحركات التي تحمل السلاح حركات سياسية ذات مطالب عادلة صدح المؤتمر الشعبي بها مرار ودخل بها الترابي السجن أكثر من مرة والا أن كان ما يجري من حروب في دارفور وكردفان والنيل الأزرق طابعها عنصري فمن يبرر وجود الجلابة في نيالا والفاشر وكادقلي والدمازين وكيف يعيش كل السودانيين في العاصمة الخرطوم في ود وسلام . ولكن من الواضح أن د.الترابي يخاطب الاسلاميين فهم الوحيدون الذين لن يقبل بهم الغرب أن انفرط عقد نظام البشير او يعلم د.الترابي تدابير الحزب الحاكم حال قيام الثورة الشعبية على النظام لقتل الثوار واشاعة الفوضى ولكن معلوم أن الشعب اذا خير بين موت بطئ وإذلال يومي لن يثنيه عن خيار إسقاط الإنقاذ كثافة الرصاص وكثرة القتلى ولكن يظل الرهان على وعي الشعب والشرفاء من أبنائه في القوات المسلحة والشرطة . الغريب أن تصريحات الترابي تزامنت مع تنفيذ عقوبة الجلد على قيادات حزب المؤتمر السوداني حتى يظهر استهتار النظام بالحقوق السياسية وتهيئة الأجواء لحوار طرحه النظام وضمنه الرئيس . اسماعيل فرج الله 7يوليو2016م [email protected]