مجلس الأمن يعبر عن قلقله إزاء هجوم وشيك في شمال دارفور    أهلي القرون مالوش حل    مالك عقار – نائب رئيس مجلس السيادة الإنتقالي يلتقي السيدة هزار عبدالرسول وزير الشباب والرياض المكلف    وفاة وزير الدفاع السوداني الأسبق    بعد رسالة أبوظبي.. السودان يتوجه إلى مجلس الأمن بسبب "عدوان الإمارات"    السودان..البرهان يصدر قراراً    محمد صلاح تشاجر مع كلوب .. ليفربول يتعادل مع وست هام    أزمة لبنان.. و«فائض» ميزان المدفوعات    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا "أدروب" يوجه رسالة للسودانيين "الجنقو" الذين دخلوا مصر عن طريق التهريب (يا جماعة ما تعملوا العمائل البطالة دي وان شاء الله ترجعوا السودان)    شاهد بالفيديو.. خلال إحتفالية بمناسبة زواجها.. الفنانة مروة الدولية تغني وسط صديقاتها وتتفاعل بشكل هستيري رداً على تعليقات الجمهور بأن زوجها يصغرها سناً (ناس الفيس مالهم ديل حرقهم)    اجتماع بين وزير الصحة الاتحادي وممثل اليونسيف بالسودان    شاهد بالفيديو.. قائد الدعم السريع بولاية الجزيرة أبو عاقلة كيكل يكشف تفاصيل مقتل شقيقه على يد صديقه المقرب ويؤكد: (نعلن عفونا عن القاتل لوجه الله تعالى)    محمد الطيب كبور يكتب: السيد المريخ سلام !!    حملات شعبية لمقاطعة السلع الغذائية في مصر.. هل تنجح في خفض الأسعار؟    استهداف مطار مروي والفرقة19 توضح    لماذا لم تعلق بكين على حظر تيك توك؟    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    ب 4 نقاط.. ريال مدريد يلامس اللقب 36    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أحمد السقا ينفي انفصاله عن زوجته مها الصغير: حياتنا مستقرة ولا يمكن ننفصل    بايدن يؤكد استعداده لمناظرة ترامب    الأهلي يعود من الموت ليسحق مازيمبي ويصعد لنهائي الأبطال    صلاح في مرمى الانتقادات بعد تراجع حظوظ ليفربول بالتتويج    سوق العبيد الرقمية!    أمس حبيت راسك!    (المريخاب تقتلهم الشللية والتنافر والتتطاحن!!؟؟    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    "منطقة حرة ورخصة ذهبية" في رأس الحكمة.. في صالح الإمارات أم مصر؟    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كمال عمر : ندعو إلى مناظرة...أبو بكر عبد الرازق : ما يقوله الطيب مصطفى محض افتراءات وكذب
نشر في الراكوبة يوم 23 - 03 - 2015

نشر أبو بكر عبد الرازق في الصحف السيارة مقالات عدة، يتحدث فيها عن الوضع السياسي الراهن، برؤيته، ورؤية المؤتمر الشعبي في معظم الأحيان، وأبو بكر عبد الرازق- غني عن التعريف– فهو أحد مفكري الإسلاميين- بصفة عامة- والشعبي- بصفة خاصة- وهو ثالث ثلاثة رضوا المسير وراء الشيخ حسن الترابي، فأخوه الأمين عبد الرازق مسؤول الاتصال التنظيمي بالأمانة العامة، لديه دكتوراه في العلوم السياسية، وأحمد عبد الرازق لديه دكتوراة في علم الاجتماع.. أبو بكر عبد الرازق شخصية مثيرة للجدل داخل المؤتمر الشعبي، وهو رجل صاحب أفكار ورؤى سياسية، تنهل من معين الشيخ حسن- كما قال المراقبون- لكن أبو بكر لديه صبغته الخاصة، بالرغم من أن وحدة قيادات الشعبي هو الظاهر للعيان إلا أن الحقيقة تبدو خلاف ذلك- تماماً- خاصة أن قيادات الشعبي في الأسابيع المنصرمة، دخلوا- كما هو واضح - في خلافات لم يسع الشيخ حسن إلى معالجتها، بل إن بعض السياسيين أمثال الطيب مصطفى اتهموا أبو بكر عبد الرازق بأنه يغرد خارج سرب حزبه؛ بدليل حديث كمال عمر بعد المواجهة في برنامج الميدان الشرقي بين أبو بكر والطيب مصطفى؛ حيث أقام مؤتمرا صحفيا أعلن فيه (طرد) أبو بكر عبد الرازق من الأمانة العامة، ونشرته الصحف- آنذاك.
ماذا يحدث؟
المراقبون يعتقدون أن هناك عداء وخلافات بين قيادات الشعبي، فمن قصة المذكرة الأولى لشعبي نهر النيل، والمذكرة الثانية للشباب، وتصريحات هنا وتصريحات هناك، يبدو أن بعضها لم يكن موفقاً، فمثلا حديث أبو بكر عن لقاء سري بين البشير والترابي، في برنامج الميدان الشرقي بقناة أم درمان، الذي يقدمه الزميل عبد الباقي الظافر، حينها أسرع كمال عمر لنفي حديثه، ونقلت المصادر أن الترابي قال: إنه كان من المفروض أن يتحدث كمال.. هذه القصة جعلت المراقبين يرون أن هناك من يريد أن يوجه ضربة من خلال الإشارة إلى تفضيل الشيخ حسن الترابي لكمال عمر على عبد الرازق، ويشير المراقبون إلى واقعة– سابقة– وهي محاولة أحد مرافقي الشيخ طرد الأخ أبو بكر عبد الرازق من داخل صالون الشيخ، وهو يلح عليه أن يغادر تحت حجج واهية حتى زجره الشيخ حسن حين انتبه إلى فعلته، هذا أمر والأمر الآخر هو تفنيد الأمين السياسي للحزب كمال عمر تصريحات القيادي بالحزب أبو بكر عبد الرازق لأحد البرامج التلفزيونية، وأكّد مغادرة عبد الرازق للأمانة العامة".. ويرى المراقبون أن الأستاذ كمال عمر إنما فعل ذلك حتى يوحي للناس أن مغادرة أبو بكر جاءت بسبب تصريحاته، بينما الحق أنّه غادر الأمانة منذ وقت مبكر منذ دخول شقيقه (الأمين عبد الرازق) إليها مسؤولاً عن الاتصال التنظيمي، وفي هذا يقول أحد قيادات الشعبي ل "التيار": من أدبيات الحزب ألا يجتمع أخوة في القيادة، وهذا هو السبب الذي جعل أبو بكر يغادر بالرغم من محاولات بشير آدم رحمة ضمه إلى الأمانة بصفته مفكرا، وينظر الكثير من شباب الشعبي لأبو بكر عبد الرازق بأنه مفكر ومنظر من منظري الشعبي.
بره الشبكة
الطيب مصطفى مثله مثل الكثيرين يعتقدون أن أبو بكر (شايت بره شبكة الشعبي)، ويضيف الطيب مصطفى ل "التيار" لن يرضى عن أبو بكر عبد الرازق الراعي (الشيخ) الذي يقود القطيع، ويضيف الطيب هناك- فيما أعلم- تململ كبير، وغضب (مضري) على (أبو بكر)، الذي كشف حال الممارسة الديمقرطية في أروقة الحزب، هذا يضاف إلى الخرمجة التي تمارس، والتي جعلت الشعبي يخرج عن العهود، والمواثيق التي أبرمها مع التحالف، بما في ذلك خريطة الطريق، واتفاق أديس.
أبو بكر ينتفض
الحديث الذي ساقه الطيب مصطفى بالرغم من أنه ليس سراً؛ إذ أن معظم المجالس السياسية تقول ذات الحديث، بل أكثر من ذلك؛ حيث يضيف بعض المراقبين- أيضا- البرفيسور بشير آدم رحمة، أمين العلاقات الخارجية، ويعتقدون أنه يتم تهميشه من قبل بعض قيادات الحزب- وتحديدا- الأمانة العامة، وكذلك المحبوب عبد السلام، وإسماعيل حسين رئيس كتلة المؤتمر الشعبي بالبرلمان، الحديث الذي قاله الطيب من أن قيادات الشعبي يذهبون كالقطيع وراء الترابي، أثار حفيظة أبو بكر عبد الرازق فرد عليه بعنف قائلاً: ليس صحيحا ما يقوله الطيب مصطفى فرأي الحزب يتطابق تماما مع ما تناولته في كل مقالاتي السابقة في الصحف، أو عن طريق الفضاء الإلكتروني، ويضيف أبو بكر قائلاً: إن كتلتة الشعبي البرلمانية انسحبت من البرلمان احتجاجا على التعديلات الدستورية، وقدمت اعتراضا مكتوبا، وعقد رئيس كتلة الشعبي البرلمانية مؤتمرين صحفيين بشأنها، وحرية الصحافة في برنامج الشعبي العام وأدبياته المكتوبة تعرفها– كما قال- كل أجهزة اﻹعلام، ثم وجه أبو بكر حديثه للطيب قائلاً: (أنا عضو ملتزم بقرارات الحزب، ومعبر عنها، ومنافح في كل المنابر، آخرها أربعة 4 ندوات في 4 مدن بالبحر الأحمر قبل أسبوعين ضمن جولة نظمتها اﻷمانة العامة)، ثم أضاف حديثا قاسيا للطيب (أرجو من أخي الطيب أﻻ يصطاد في الماء العكر، فبيننا وبينه احترام، وحفظ مسافة، نتمنى أن نحافظ عليهما)، وزاد، ونحن لا يعجزنا أن نريك من أين تؤكل اﻷكتاف– الحديث موجه إلى الطيب- رجاء إن كانت لك ثأرات مع أحد أﻻ تجمعنا معه، أدر معركتك دون إقحامنا حزبا أو عضوية، فما قلته عني محض كذب وافتراء.
دعوة للمباهلة
الحديث الذي قاله أبو بكر عبد الرازق في رده على الطيب مصطفى لم يأخذ وقتا طويلا حتى رد عليه الطيب بحديث أقسى منه، ودعاه إلى المباهلة، وتساءل الطيب إن كان حديث أبو بكر تهديدا له؟، وقال: (تهددني يا أبا بكر بأنك ستريني من أين تؤكل الكتف؟، سبحان الله!، ماذا ستقول؟، والله إني أعلم حقيقتكم فقد تعرى حزبكم تماما، ووالله العظيم لم يسقط حزبكم، وشيخكم في نظري، كما سقط الآن، بعد أن خرق العهود والمواثيق، وأستطيع أن أباهلكم وأتحداك وشيخك، أن نخرج إلى الملأ فنجعل لعنة الله على الكاذبين، خيبة أملي يعلم بها الله وحده، وما كنت أظن أن من كتب التفسير التوحيدي، وقاد الحركة الإسلامية، وعلمنا منذ الشباب شعار إصلاح السياسة بالدين سيسقط في امتحان الأخلاق، وسيتنكر لكل تلك شعارات الدين التي لطالما خادع بها الناس- للأسف- كنت شاهدا على السقوط، فواحر قلباه، وأقسم بالله لو كنت عضوا في الشعبي لما بقيت يوما واحدا بعد أن رأيت رأي العين كيف تمارس البلطجة، استعدوا فوالله لن نهدأ حتى نعري ونفضح من اتخذوا الدين وسيلة للخداع والغش والبلطجة.
محض افتراءات.. دعوة للمناظرة
قيادات الشعبي ترفض فكرة الاختلاف وتعتقد أن حزبها مؤتمر قائم على أصول تأسيسية تخاطب كل شعاب الحياة في منظومة أمانات تجتمع دورياً، إضافة إلى أن أمانة الحزب تستمع إلى تقارير مفصلة للأداء التظيمي، وينشط الحزب عبر أماناته الولائية في إنجاز مطلوبات البرنامج، والنظام الأساسي، وتصريف مواقفه السياسية، وفي هذا يقول الأستاذ كمال عمر، الأمين السياسي، ل "التيار": إن الجولات الأخيرة للمؤتمر الشعبي في الولايات أثبتت لنا تنزل فكرتنا في المجتمع، الذي نخطط له لقيادة الفكرة، ويرد كمال على حديث الطيب عن كونهم مجرد قطيع بقوله إنها محض افتراءات، ويزيد: أما الحديث عن مذكرات وعن إغلاق منبر الرأي فهذا غير صحيح؛ فالترابي متفوق على كل الساحة بتجديده وأفكاره؛ ولذلك نشأ هذا الاعتقاد، ونحن على استعداد للمناظرة في نظم الأحزاب، وتطورها، وقوتها الجماهيرية، وكسبها؛ حتى ندعم الديمقراطية خيار الشعب، وحكمه، ويفاخر كمال عمر بحزبه قائلاً: نحن نتحدث عن حزب مؤسس على نظم وفكرة.
جرثومة الأحزاب القاتلة
إلا أن الفريق أول محمد بشير نائب رئيس حركة الإصلاح الآن، وأحد الإسلاميين، فيعتقد أن ما يكتبه الشعبي من منفستو أفكار هو ذات الجرثومة التي تعانيها- مرضاً- كل الأحزاب السودانية؛ حيث يرى قادة الأحزاب أن يدور الناس حولهم، وليس حول الفكرة، وقال الفريق: إن علينا أن ننسى ادّعاء قبول الرأي الآخر، والحرية، والديمقراطية، والشفافية، وما إلى ذلك، كلها أحزاب ديكتاتورية إلى أقصى حد.. لذا أعدّ ما فعله الترابي أمرا عاديا، وفاقد الشيء لا يعطيه، وقال محمد بشير: إن الأحزاب لن تحل مشكلة السودان وهي تعاني أمراضا داخلها، وما تقوم به من نشاط ما هو إلا ضياع وقت، إن الأحزاب تهاجم المؤتمر الوطني، وهي تعاني ذات الأمراض، بكذبة كبيرة، وادّعاء باطل بقدرتها على حل مشكلة السودان، واصفا إياها بقصة الصفر والوهم الكبير أصل المرض الحزبي- ربما- كان يقصد محمد بشير سليمان في حديثه كل الأحزاب السياسية، وفتنة الخلاف داخلها، لكن يبدو أن خلاف الشعبي هو الذي برز إلى السطح هذه الأيام، خاصة أنه الحزب الرئيس المشارك في الحوار، وهو من قام بالتكتيك مع المؤتمر الوطني في تصعيد الأحزاب إلى آلية 7+7.. وبالرغم من أن حزب المؤتمر الشعبي قد بدأ حملة مشكوك فيها- كما يقول المراقبون؛ إذ بدأ بجولات من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، وفي الوسط، في مدة لا تتجاوز الثلاثة أسابيع، حيث انطلق أبو بكر عبد الرازق وأخوته إلى الشمالية، والشرق، وكذلك فعل كمال عمر حين انطلق إلى الغرب والوسط، وقد قال كمال عمر ل "التيار" عن هذه الجولات: إنها تأتي في سياق نشاط الحزب الكبير.
تيارات الشعبي
واضح للمراقب العام لما يدور في أضابير المؤتمر الشعبي، وجود تيارات داخل الحزب، لعل أهم تيارين هما التيارالذي يذهب باتجاه تقويض المؤتمر الوطني حتى يكون هناك شراكة بين الوطني والشعبي تحت مظلة وحدة الإسلاميين، وهناك تيار يرى أن ما فعله المؤتمر الوطني من أخطاء لا تغتفر البتة، ويرى آدم خاطر أن مسألة وراثة حسن الترابي بالنسبة للسياسيين في الشعبي غير واردة أصلاً؛ لأن الترابي- يقول خاطر – ليس لديه ما يورث، وقال خاطر: إنه لا يتفق مع الطيب مصطفى أن قيادات الشعبي عبارة عن (قطيع) يقودهم الشيخ حسن، وقال هناك الكثير من القيادات الشعبية الحديثة من الشباب، وتفكيرهم مستقل، وأضاف خاطر، لعل المذكرة التي سمعنا بها ورفعت إلى الترابي هي إحدى نتائج هذا التفكير المستقل.
مذكرة نهر النيل
منذ أن بدأ الحديث عن الحوار مع المؤتمر الوطني، انطلقت مذكرة من قيادات الشعبي ترفض هذا الحديث، وكتبت مذكرة ترفض هذا الحوار- جملة وتفصيلا-، وعندما سألت "التيار" البرفيسور بشير آدم رحمة أمين العلاقات الخارجية عن سر تلك المذكرة، قال: إنه لم يسمع بها، ولم تقابله- أيضاً- كذلك الأمين السياسي كمال عمر في برنامج تلفزيوني في قناة الخرطوم مع الأستاذ خالد ساتي رئيس تحرير صحيفة أول النهار عندما سأله عن المذكرة التي نشرت خبرها صحيفة "التيار"- آنذاك- أنكرها- جملة وتفصيلاً.
مذكرة الشباب
وقبل حوالى الأسبوعين رفعت مجموعة من الشباب مذكرة إلى الأمين العام تطالبه فيها بالتنحي عن القيادة التأريخية، هذه المذكرة انتشرت بشكل كبير في الفضاء الأثيري– حينها – أسرع كمال عمر قائلاً ل "التيار": هذا خطاب قرآناه في المواقع الإسفيرية لا صحة له من حيث النسب ولم يقدم إلى الأمين العام، ونحن حزب مؤسسات بنظام أساسي، أمينه العام يتحلى بإيمان كبير بالحرية، والشورى المؤسسية، كل المؤسسات تمارس عملها حتى لوائح الفئات اكتملت، وقام مؤتمر الطلاب، ووفود الحزب تمتد إلى ولايات السودان- بقوة، وبفضل الله هناك حالة استقرار كاملة، ويضيف كمال قائلاً: الغريب أنها لا تحمل اسما، ولا جهة اعتبارية، ولم تقدم إلى الحزب، ويزيد قائلاً: أحسب إنها محاولة من جهات كي توحي أن ثمة خلاف يدور في أروقتنا، ونحن نؤكد استقرار الممارسة الشورية، والحريات مكفولة بشكل مثالي، وخط الحوار أصبح منهجا مقبولاً سياسيا في سبيل تحقيق مقاصد التحول الديمقراطي.
لا وجود لتيارات
الشعبي نفى- بقوة- ما قاله عبد الله آدم خاطر، ويؤكد أنه لا توجد هناك تيارات أصلاً، ولا توجد خلافات، لكن هناك تباين في الرؤى- كما يرى أبوبكر عبد الرازق، ففيما قال ل "التيار": أنا لا أعلم بوجود تيارات إلا من الإعلام؛ لأن المؤتمر الشعبي حزب يقوم على الشورى، إلا أنه عاد وقال: إن أي قرار تأريخي مفصلي يمثل انتقالاً لا بد أن يكون فيه اختلاف في الرؤى، ويؤكد عبد الرازق أن معظم التباينات تأتي من القواعد، ولا تأتي من القيادات؛ لأنها تكون أقرب إلى مصدر القرار، بالتالي هي قريبة جداً من الأحداث؛ حيث تكون القواعد تعمل في إطار دائرتها بانتظار القرارات من الأعلى، وأشار إلى أن بعض قواعد الشعبي كانت ترفض الحوار- في البداية- لكنها- أخيرا- تقبلت الأمر خاصة أنه بعد مرور عام كامل جرت مياه كثيرة تحت الجسر.
تيار واحد
اتصلت "التيار" بأحد المقربين من قيادة الشعبي، والشيخ حسن الترابي، فقال: الحقيقة أنه لا توجد تيارات بين الحزب بل هو تيار واحد في مواجهة مجموعة، وعندما سألته الصحيفة عن هذا التيار قال هو كمال عمر، وضد من قال ضد كلا من أبو بكر عبد الرازق، وبشير آدم رحمة، والمحبوب عبد السلام، وقال محدثي: إن كمال عمر من الداخلين- حديثاً- إلى المؤتمر الشعبي- وتحديداً- في العام 2001، وهو بذلك أحدث قيادي في الشعبي، وهو يريد أن يسحب البساط من تحت القيايات التأريخية للحزب، مشيراً إلى أن الشيخ حسن يعلم من هو كمال جيدا، إلا أن الشيخ لديه رأي ووجهة نظر لا يستطيع أحد تجاوزها، وقال محدثي: إن عمر- دائماً- ما يقصي القيادات، ويحاول- جاهداً- أن يؤلب عليهم الشيخ.
"""""""""
الأحزاب السياسية لها إخفاقاتها، وخللها البنيوي، وهشاشة بنيانها التنظيمي، فيغلب عليها التكوين الهرمي، الذي يجلس على قمته الزعيم الطائفي- وبالذات- الأحزاب الجماهيرية- الأمة، والاتحادي- فهي عبارة عن تحالفات بين زعماء عشائر، والأسر الكبيرة، والطرق الصوفية، وبعض جماعات المثقفين، والرأسمالية الوطنية، وفي هذا يقول الأستاذ فتحي مادبو رئيس المجلس الأعلى لشباب حزب الأمة: إن هؤلاء تحالفوا مع أسرتي المهدي والميرغني فتكون الحزبان الكبيران اللذان تحقق استقلال البلاد تحت قيادتهما، عكس الأحزاب العقائدية- اليسار الشيوعي والاشتراكي والقوميين- هذه أحزاب تكونت بطريقة فوقية عند المثقفين، ومعها جماعات الإسلام السياسي، فحصرت نشاطها في الجامعات، وبدأت تتغلغل في الجيش، والخدمة العامة، تختلف عن الأحزاب الجماهيرية في قوة تنظيمها، وأصيبت بذات العلل التي أصابت الأحزاب الجماهيرية، وهو بقاء القيادة فترة طويلة في قيادة الحزب، واكتسبت قيادتها ذات الكاريزما، والقداسة، مع الاحتفاظ بالفارق في السعي إلى الانقلاب على الديمقراطية، والإيمان بالانقلاب العسكري وسيلة للوصول إلى السلطة السياسية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.