قال الأطباء الشرفاء أن مسح مستشفي الخرطوم يخدم مصالح الطفيلية،وأن الحديث عن توزيع الخدمة الطبية من السنتر للأطراف هو تبرير أجوف لسياسة تريد أن تتخلص من القطاع العام الصحي. وأضربت الكوادر الصحية بما فيها الأطباء عن العمل إحتجاجاً علي تجفيف المستشفيات،وعلي تحويل مستشفي جعفر ابن عوف للأطفال لمستشفي مرجعي،وإغلاق أبوابه أمام الحالات الحرجة . ودخلت البلدوزرات إلي المستشفيات،فحطمت غرف العمليات،وأقسام الولادة،والحوادث،وكسحت المشرحة،وقال المسؤولون لاصوت يعلو فوق صوت المعركة مع العلاج المجاني،وتزامنت مع عمليات الهدم كشوفات نقل الأطباء إلي المناطق البعيدة،ومنهم من فارق الوظيفة ومنهم من ينتظر الصالح العام. وانجلي غبار المعركة حتي الآن عن اقتطاع جزء كبير من أرض المستشفي لصالح شارع يسمي(شارع الربط)،يتجه(شمال-جنوب)من السكة حديد وحتي المستوصفات الخاصة التي تقع هنالك ومن ضمنها فضيل وملحقاته،والزيتونة وأخواتها. والشارع المذكور كانت في مكانه المشرحة وقسم الناسور والولادة،ولكن رغبات السدنة أهم من حياة الناس. والشارع نفسه،سبقته إزالة كوبري المسلمية،من ناس إدعوا الهندسة والتخطيط وهم لا يعرفون قصة ديك المسلمية. وغير الشارع ذو اللافتة الحمراء الموضوعة لإغاظة الأطباء والمرضى،فإن مخطط التدمير،وتطفيش المرضى،إنطلق من الرسوم الباهظة التي فرضت علي مرضى العناية المكثفة،وفكرة الزيارة الخاصة للمرافقين في غير أوقات الزيارة العادية بعد دفع 6 جنيهات. دوافع تجفيف المستشفيات العامة معروفة،فالقطاع الخاص الطبي لا يزدهر إلا في غياب القطاع العام الصحي،ولهذا يجري تدميره بكل الأشكال،مثلما تجفف المدارس العامة لازدهار المدارس الخاصة. ولكي تكتمل فصول المؤامرة علي العلاج الحكومي،لابد أن تسيطر المافيا أيضاً علي منافذ الدواء،فيظهر للوجود صندوق الإمدادات الطبية بديلاً عن الهيئة العامة للإمدادات الطبية،وتدور الشكلة بين السدنة والتنابلة حول قوانين الصيدلة،ويصبح التأمين الصحي تجارة رابحة طالما أن الأدوية الغالية خارج التأمين. أما عن الأرباح الهائلة التي يجنيها الطفيليون من جنازة المريض،وليس المريض نفسه،فتعبر عنها الفاتورة التي أرسلها مستوصف شهير،لزوجة المتوفي(وهي في الحبس)،يطالبها بسداد مبلغ 126ألف جنيه،قيمة علاج أودي بحياة المريض،فقالت لهم علي استحياء(خلوني أكمل ال4شهور وعشرة يوم)،فقلت لها حوليهم إلي المقابر حتي يسدد المتوفي ديونه إن كان باستطاعته. أنظر عزيزي القارئ إلي وحشية طفيلية العلاج والدواء،التي تطارد حتي الموتي في قبورهم،بينما تستنزف المرضي بالتحاليل الوهمية،والتنويم بلا أي داعي،وقس علي ذلك. من ضمن برنامج المعارضة بعد سقوط(الإنقاذ)العلاج المجاني،ومستشفي في كل قرية وفريق،واجزخانات حكومية تعطي الدواء بلا مقابل،وميزانية الصحة (بعد سقوط النظام)،توفر من مال الأمن والدفاع،والقروش المنهوبة علي مدار ال26 عاماً الماضية،وعند ذاك يغلق القطاع الصحي الطفيلي أبوابه،وترجع عمارات(الأوقاف)إلي حيث خدمة المجتمع،وتكون مسؤولية وزيرالصحة تأهيل وتطوير المشتشفيات،لا مسحها وكنسها لصالح السدنة والسادنات،والعاقبة عندكم في(الجنازات). [email protected]