مقتل مواطن بالجيلي أمام أسرته علي ايدي مليشيا الدعم السريع    تمبور يثمن دور جهاز المخابرات ويرحب بعودة صلاحياته    تقرير مسرب ل "تقدم" يوجه بتطوير العلاقات مع البرهان وكباشي    مصر لم تتراجع عن الدعوى ضد إسرائيل في العدل الدولية    حملة لحذف منشورات "تمجيد المال" في الصين    بعد الدولار والذهب والدواجن.. ضربة ل 8 من كبار الحيتان الجدد بمصر    أمجد فريد الطيب يكتب: سيناريوهات إنهاء الحرب في السودان    يس علي يس يكتب: الاستقالات.. خدمة ونس..!!    500 عربة قتالية بجنودها علي مشارف الفاشر لدحر عصابات التمرد.. أكثر من 100 من المكونات القبلية والعشائرية تواثقت    مبعوث أمريكا إلى السودان: سنستخدم العقوبات بنظام " أسلوب في صندوق كبير"    قيادي بالمؤتمر الشعبي يعلّق على"اتّفاق جوبا" ويحذّر    (ابناء باب سويقة في أختبار أهلي القرن)    عصار الكمر تبدع في تكريم عصام الدحيش    عبد الفضيل الماظ (1924) ومحمد أحمد الريح في يوليو 1971: دايراك يوم لقا بدميك اتوشح    الهلال يتعادل مع النصر بضربة جزاء في الوقت بدل الضائع    محمد الشناوي: علي معلول لم يعد تونسياً .. والأهلي لا يخشى جمهور الترجي    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تخطف قلوب المتابعين وهي تستعرض جمالها ب(الكاكي) الخاص بالجيش وتعلن دعمها للقوات المسلحة ومتابعون: (التحية لأخوات نسيبة)    شاهد بالصورة والفيديو.. "المعاناة تولد الإبداع" بعد انقطاع الماء والكهرباء.. سوداني ينجح في استخراج مياه الشرب مستخدماً "العجلة" كموتور كهرباء    بالفيديو.. شاهد رد سوداني يعمل "راعي" في السعودية على أهل قريته عندما أرسلوا له يطلبون منه شراء حافلة "روزا" لهم    برشلونة يسابق الزمن لحسم خليفة تشافي    البرازيل تستضيف مونديال السيدات 2027    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    منتخبنا فاقد للصلاحية؟؟    قيادي سابق ببنك السودان يطالب بصندوق تعويضي لمنهوبات المصارف    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حنتوب.. مع صاحب الطبقات
نشر في الراكوبة يوم 14 - 07 - 2015

حنتوب .. لقاء تنويرى عام باسماء الفصول وبصاحب "الطبقات"
شاءت ارادة الله الغالبة ان يكون ذلك الخميس الثالث من فبراير (ثانى ايام الفصل الدراسى الاول فى عام 1949) موعدا فى صباحه الباكراول لقاء لنا بالمستر"قوردون" معلم اللغة الاتجليزيه وان يشهد آخره لقاءنا بالاستاذ عوض عقارب . فاض اللقاءان باقدار وفيرة من المعلومات تنويرا وتعريفا لنا بالكثيرمما كنا نجهله قبل التحاقنا بالصرح العظيم. أثرمستر قوردون ان يكون اول درس له تعريفا لنا بمعالم الصرح الشامخ مما يزيد من حصيلتنا من مفردات اللغة الانجليزيه عموما وبما له من صلة بالمواقع المنتشرة فى ارجاء المكان الطيب مما يعيننا علي رفع مستوى تواصلنا باللغة الانجليزية بطلاقة مع المعلمين الناطقين بغيراللغة العربية اثناء سنوات دراستنا وما بعدها فى خضم الحياة الزاخر.هذا فضلاعن موافاتنا بمزيد من معلومات ربما كنا على سابق علم بقدرمنهاعن المشاهيرممن سميت حجرات الدراسة باسمائهم ..مبتدئا باسماء الصف الاول وفق الحروف الابجدية الانجليزيه ولم يغفل عن ذكرالأسماءالعربية حسبما اسعفه لسانه بها.."ابن سينا.. ابن بتوتا (بطوطه) ..ابن خالدون..قزالى آند شاوقى".حدثنا عن كريستوفركولمبس الذى اراد الوصول الى بلاد الصين - التى نالت فى آخر الزمان شرف ان تصبح الحليف الاستتراتيجى لحكومة الانقاذ فى بلاد السودان – ولكن كولمبس لقى نفسه فى "بلادا طيرا عجمى" قيل بعد اربعين سنة من لقائنا بالمستر قوردون "قد دنا عذابها". افادنا فى اختصارعن ليوناردو دافنشى(آند هز"جيوكندا") وعن اسحق نيوتن والتفاحة التى سقطت من عل ليكون قانون الجاذبيه .وعن سقراط الذى "قدّم للفدا روحه بنفسه"متناولا السم الزعاف.. وعن شكسبيرواشعاره ورواياته التراجيدية والكوميديه ) وانتقل الى اسماء الصف الثانى..ابراهام لنكولن "محرر العبيد" الذين ساهموا فى بناء الحضارة فى تلك البقاع من العالم..وعن مايكل فرادى واضع اسس الكهرومغناطيسيه وقانون التحليل الكهربائى الذى كان مم جعل الكهرباء متاحة للاستخدام فى مجال التكنولوجيا. ومن ثم انطلق الى بيتهوفن صاحب الالحان الخالده وهو من كان بعض الناس يعتقدون ان اسمه "بيتهوفن" ما هوالآ لسيدة ذاع صيتها لأقتران اسمها بأسم والدها هوفن (بت هوفن) كما(بت مسيمس وبت بتى فى السودان). وابحربنا مع ماجلآن صاحب المضيق الجنوب امريكى الى الهند العريقه حيث كان طاغور المغنى وغاندى "حالب الشاة وغازل البرد الداعى الى نشر سياسة المقاومة السلمية على مدى 50 سنة ليفقد حياته برصاصة قاتله بسبب دعوته الهندوس لآحترام حقوق المسلمين فى الهند" وهذه كانت اسماء مصفوفة الصف الثالث وختم بالحديث عن اسم احد فصلى سنه رابعه:"كورى" المسماة على السيدة مدام مارى كورى الحائزة على جائزة نوبل عام 1911ومكتشفة عنصرالراديوم الى جانب انجازاتها المتعددة فى مجالى الفيزياء والكيمياء واول سيده تنال درجة"الاستاذية بروفسير"فى جامعة باريس.ولم يكن المقصود بالتسمية جيمس كرى (الذى كان احيانا ينطق اسمه بضمة على الكاف) اول مديرلمصلحة المعارف وناظركليةغردون فى بداية عهدها عام 1902بعد ان اكتملت سيطرة دولتى الحكم الثنائى على السودان وانتقل بنا الى الرفاص "ذا لونش"(الذى لم نكن قد علمنا بعد عن مدى خوف الخواجه نفسه وارتعاد فرائصه عندما بهم بالعبورالى داخله من على خشبة"السقاله" الممتدة من اليابسه الى الرفاص.. لافتا انظارنا الى عدم الخلط بين كلمتى "لونش" و"لنش" اللى هى (وجبة الغداء). عرفنا منه لأول مرّة ان موقع غسل الملابس يسمى "لوندرى" وان منشط التربية البدنية (الجمباظ) هو ما يعرف ب ال"فيزيكل ايديوكيشن" ويرمزاليه اختصارا بحرفى"بّى ايي" الى غيرذلك من جديد المفردات والتعابيرذات الصلة بصنوف الانشطة الرياضية التى كان يمارسها طلاب حنتوب ذلك الزمان مثل كلمة "آثيلتيكس" (العاب القوى من عدو وقفزبالعمود وسباق الحواجز "هيردلز" ) نموذجا
ومثلما كان لقاؤنا فى ذلك الصباح الباكر تنويريا اتسم لقاؤنا - فى آخرحصص الاسبوع بالاستاذ عوض افندى عقارب معلم التربية ألاسلاميه فى اول لقاءاتنا الثنائية الاسبوعية به - بذات النهج التنويرى العام وان اختلفت تفصيلاته.. قدّم لنا الاستاذ نفسه معرفا باسمه وبشىء عن خلفيته الاكاديمية. وقبل ان يحدّثنا عن مقرر التربية الاسلامية الذى كان منوطا به تدريسه لنا خلال ذلك العام وعن الابواب المقررة من كتاب"العزّية".تبين لنا عند انتقاله الى اموراخرى ان عقارب افندى لم يكن متوافقا مع نفسه لتدريس منهاج التربية الاسلاميه فقد كان الى تعليم اللغة العربية وآدابها اقرب نفسا والى مزاجهاكثر ميلا. فضلاعن عدم قناعته بالكتاب وبطريقة عرض واسلوب محتوىاته تاركا لالفة الفصل توزيع ما جاء يحمله من نسخ على طلاب الفصل فى نهاية الحصه .. ولعله كان قد اراد ان يجعل من ذلك اللقاء الاول مدخلا الى سبرأغوارنفوس الطلاب ومدى تجاوبهم مع اشاراته وتلميحاته فى اطارما كان يسعى الى التعبيرعما فى دواخله من اراء وافكار.اشاربداية الى معنى اسم حنتوب وعما اذا كان اصلا من اللغة العربية اومن الدخيل عليها وقص علينا مقولة الاستاذ اسماعيل الازهرى(الذى تبين لنا لاحقا ان عقارب افندى كان من شيعة الاستاذ اسماعيل ألأزهرى المفتونين به)التى شاعت عنه عندما كان نقله الي حنتوب عام 1946رئيسا لشعبة الرياضيات بانه صرّح قائلا "حنتوب..حنتوب..برضو موش حنتوب" وتقدم باستقالته من عمل الحكومه ودلف عقارب افندى الى ذكركلية غوردون والى انشطارها لتبرزمن قرابها وادى سيدنا ذاكرا لها باحساس من كان له فيها سابق عيش كربم افتقده بانتقاله الى حنتوب فى عام1947 مشيرا دون افصاح الى ما كان فى دخيلة نفسه عن افتقاده اشياء عزيزة تمثلت فى نمط الحياة العاصمية الزاخرة بالحيوية و الحراك الاجتماعى فى نادى الخريجين فضلاعن بعده عن الاهل والمعارف و قدامى الرفاق. جاءه تعليق ينم عن شىء من مكرالطلاب من احدهم يبدو عليه كبرالسن يسائله ان كان يفتقد فى حنتوب كل شائق وحلوالمذاق وجديد كان متوفرا فى وادى سيدنا؟ هل يعنى ذلك افتقاده طلابها اومعلميها اوبيئتها الدراسيه "ايه الفرق يعنى؟ما المدرستين خلويتين بعيدتين عن حياة المدينة.. وفى النهاية لآ بد للانسان ان يتكيف ويتاقلم مع الوضع اللى بيلقى اوبيكتشف نفسه فيه" وقبل ان يجيب الاستاذ او يبدى رايه واصل الطالب" بس يا استاذ سؤال كمان تانى:بعد نهاية اجتماع امس معكم فى الداخليه احتدم النقاش بين بعضنا حول اسمها.."ود ضيف الله" دا منو؟ هل له صلة ب هاشم مدرّس الانجليزى؟ فلاحت تعبيسة عدم الرضا على وجه عقارب افندى وامرالطالب المتحدث بالوقوف موجها اليه نقدا لاذعا ومريرا:" ليه يعنى قايلها "هاشم كدا حافة ؟ هل الاستاذ فى سنك! يجب ان يكون فى احترام للمعلمين ولمن هم اكبرسنا والاحتفاظ لهم بقدرهم و اذا انتفى ذلك لدى الطلاب لن ينتفعوا من درسهم وعلمهم" فكانت قرصة اخرى فى اذن الفتى السائل عن مرجعية اسم الداخليه فهوذات الطالب من كان قد نال من تقريع الاستاذ هاشم ضيف الله القدرالوفيرفى اولى حصص اللغة الانجليزية فى اليوم السابق استهجانا لمحاولته استبدال نسخة مستعمله من ريدر"7" بنسخة جديده ولكن عين هاشم افندى ضيف الله ولسانه الحاد كانا له ولغيره بالمرصاد. وانبرى عقارب افندى يحدثنا حديث العليم عمن سميت الداخلية باسمه نافيا وجود الصلة لاسمه بالاستاذ هاشم ضيف الله.. افادنا ان الداخلية كانت مسماة باسم "ود ضيف الله تخليدا لذكرى الشيخ محمد النور ودضيف الله المنتمى الى قبيلة الفاضلاب وهى بطن من بطون الجعليين. كان مولده فى حلفاية الملوك فى حوالى عام 1722 وورث عن والده الشيخ الجليل العالم المتصوف قدرا عظيما من علوم الفقه والشريعة الاسلامية وما يتعلق باحكام الميراث والقدرة على فض النزاعات ويعتبر كتابه المعروف بأسم "طبقات ودضيف الله" من المصادرالهامّة فى تاريخ سلطنة الفونج (1505-1821)لاحتوائه على الكثيرمن الحكايات والقصص والاشارات التى تبين مكانة المتصوفه والأولياء فى دولة الفونج فضلاعن اخبارالسلاطين وبما احتواه من وثائق النظم الاداريه والسياسيه الى جانب ما ورد ذكره عن عادات وتقاليد واعراف طوائف المجتمع السنارى وصفه الكثيرون من ذاكرى سيرة الشيخ الجليل بانه"حافظ المذهب المالكى والشريعة الاسلاميه ..شيخ الاسلام..فريد عصره" انتقل الى رحمة مولاه فى عام 1810
فلا غرو ان وقع اختياركبار معلمى الصرح الشامخ الاوائل الذين كان من بينهم نفرمن افذاد العلماء امثال المرحومين الشيخ عبدالله عبدالرحمن ألأمين الضرير وشيخ الامين عبدالرحمن (والد البروفسيرعزالدين الامين– متعه الله بالمزيد من الصحة والعافية) على اسم الشيخ "ودضيف الله" ليكون اسما لأحدى الداخليلت تعريفا للاجيال من الطلاب بالرجل وتخليدا لذكراه . وتساءل "طالب آخرعن اسناد" تيوترية" الداخلية والاشراف على ساكنيها ورعايتهم الى احد معلمى الرياضيات المصرى الجنسيه محى الدين ابوالنجا دون غيره من المعلمين السودانيين وفيهم نفرمن المشايخ من هم فى سن ألآباء اوغيرهم من رجال الدين.وقبل ان ياتى تعليق احد الرفاق قائلا"يمكن لأن اسم"محى الدين" له ارتباط ب"احياء الدين" كان الاستاذ عقارب بدا "ينقر" باصابعه قائلا" خلاص بلاش..ما تكلمش فى السياسه" وهذا كان دابه كلما احس ان احاديث الطلاب داخل الفصول عن اى موضوع بدات تتشعب وتتكاثرحوله السن الطلاب خشية ان يفلت الزمام من يديه!على كل حال لم يدم بقاء الاستاذ ابوالنجا اكثرمن نهاية عام 1949حينما غادرحنتوب عائدا الى بلاده بعد ان ابلى بلاءا حسنا تعليما وارشادا ومشاركة فى ضروب الرياضة المتعدده .جاءنا نبا انتقاله الى رحاب ربه بعد سنوات قلائل من عودته الى بلاده تاركا وراءه بصمات باقيات وذكرى عطره لا تزال يتناقلها عبرالسنين من سعدوا بتدريسه وبرعايته فى داخلية"ودضيف الله" اثناء ثلاث سنوات عمله فى حنتوب..
فى بداية عام 1950 آلت مهام "تيوترية" داخلية ود صيف الله والاشراف على منظومة طلابها ورعايتهم الى الاستاذ الجليل الرياضى الكبيرعبد المنعم افندى فهمى الذى كان يتولى الشؤون المالية والاداريه الى جانب ما كان يتصل بامورتوفير الغذاءات للطلاب وبكل ما له من صلة بضبط الحسابات واستلام المصروفات الدراسيه وبشؤون العاملين وبصيانة كل مرافق حنتوب الى جانب مشاركته فى تدريس اللغة الانجليزيه والتدريب على منشط التربية البدنية (الجمباظ الصباحى) لطلاب السنتين الاولى والثانيه.هذا وقد كان للاستذ عبدالمنعم نشاط "كشفى" مكثّف حينما كان طالبا فى كلية غردون حيث تخرّج في قسم المعلمين بها فى شهر ديسمبر1928وكذلك فى اثناء فترة عمله بكلية غردون قبل انتقاله الى حنتوب حينما توقف عن ذلك النشاط الكشفى لمساعده سعيد افندى محمد نورالذى كان ايضا يستعان به فى تدريب طلاب السنتين الاولى والتانيه على منشط "الجمباظ". وظلت تيوترية داخلية ود دضيف الله بين يدى عبدالمنعم افندى فهمى الى نهاية عام 1952حينما غادرحنتوب الى رئاسة الوزارة بالخرطوم لتؤول لفترة قصيرة لم تزد عن السنتين (1953-1954) للاستاذ احمد صلاح بخارى رئيس شعبة التاريخ. لم تحظ داخلية ود ضيف الله باستقرار وبقاء للاساتذة المقيمسن (الهاوسماسترز)فيها بصفة مستمرّه اذ اقام فيها (على نبرة) الاستاذ عوض عقارب الذى كان يشارك الاستاذ "هرى" المقام والبسط بالقيلوله معه فى منزله اتقاءا من صخب طلاب الداخلية وهم يمارسون شتى انواع العاب التسلية (كوشتينة) او ال "بنج بنج" (بكسرة تحت حرفى الباء والنون كما كان ينطق احد المشايخ من المعلمين كلمة "بينق بونق" فضلا عن الغناء وضرب الصفارة فى فترتى ما بعد الغداء والعشاء.وعند انتقاله عقارب افندى الى خورطقت فى بداية 1950ظلت "هاوسماستريتها" تتارجح من معلم الى آخركان من بينهم الاستاذ حداد عمر كروم (رئيس اول ابو لكيلك عام 1949)الذى استعان به المستر براون خلال الفصل الدراسى الاول من فبرايرالى نهاية مايو 950 لتدريس الرياضيات نسبة لتاخيرالاستاذ احمد سنى عبيد عن الوصول الى السودان. تاهت عن الذاكرة اسماء من تناوبوا السكن هاوسماسترا بعد مغادرة حداد افندى حنتوب الى كلية الطب بجامعة الخرطوم فى يوليو من ذلك العام .. الى ان حل عام 1952 حينما اقام فيها الاستاذ محمد المامون الريح الى ان غادرها مبتعثا الى بريطانيا فى عام 1954
ومهما كان من امرالاساتذة المقيمين فى داخلية ود ضيف الله فانها قد حظيت بمجموعة خيرة من طلابها ظل يتم اختيارنفر منهم فى اواخركل عام لقيادة زملائهم ومعاونة تيوترها وهاوسماسترها.فكان ان وقع الاختيارفى نهاية عام 1948 على اثنين من طلاب السنة الثالثه المنتقلين الى سنة رابعه اعتبارا من اول 1949. ميرغنى عبد الرحمن النصرى رئيس اول وسيداحمد عبدالرحمن رئيس ثان..ورغم ما كان بين الرجلين من خلاف فى الرؤى والاتجاه السياسى الآ ذلك لم يكن له من اثرعلى مدى تعاونهما فى تسييردفة الاموراوفى تعاملهما مع من يخالفانهما رأيا اواتجاها سياسيا من زملائهما من ساكنى الداخلية او فى مجتمع حنتوب العريض..كانا عند حسن ظن الاستاذ ابوالنجا وموضع ثقته وثقة زملائه على حد سواء فقد علا مقامهما وسمت منزلتهما فى نفوس المعلمين وطلاب حنتوب قاطبة بما عرفوه عنهما من كياسة وحسن تصرف وطيب نفس وتواضع جم فضلاعن بشاشتهما وابتسامتهما الدائمة فى وجوه الآخرين.كان ميرغنى النصرى(عليه فيض من رحمة الله) دائم السعى لأيقاظ رفاقه فى الصباح الباكرلأاداء صلاة الفجر ورغم ما كان يجده من من تكاسل البعض احيانا الآ انه لم يكل او يمل عن مسعاه.. عند اكماله المرحلة الثانوية درس القانون فى جامعة الخرطوم وعمل فى مجال القضاء جالسا وواقفا سنين عددا وظل عضوا فاعلا فى الحركة الاسلامية فى اعتدال وهدوء نفس بغيرغلو اوتطرف وانفعال. كان الرجل قاب قوسين او ادنى من تبوء منصب رئيس وزراء السودان بعد انتفاضة ابريل 1985ليحظى بعد عامين باجماع من اختاروه عضوا فى مجلس السيادة عام 1987 رحمة الله عليه فى اعلى عليين بين رفاق دربه من الحنتوبيين من سبقوه او لحقوا به الى رحاب ربهم الغفورالرحيم. اما رفيق دربه المرحوم سيداحمد عبد الرحمن لآعب الفريق الاول الحنتوبى لكرة السلّة وهو من كان له باع طويل فى ذلك المجال مشاركا رفيق دربه محى الدين موسى فى مدرسة ود مدنى الاهلية الوسطى ممارسة ذلك النشاط ووصوله الى مركز القياده رئيسا لأحد منازل المدرسة الوسطى الرياضيه فقد التحق بمهنة التعليم معلما فى المدارس الفنية بعد تخرجه فى معهد الخرطوم الفنى (جامعة السودان) رحمه الله بقدرما اعطى وبذل وعلّم وهدى وارشد مع رفاقه المعلمين فى كل موقع كان له فيه حضور وترك فيه اثارا وبصمات تبقى فى اللانهائية والابديه..
من رفاق ميرغنى النصرى وسيداحمد عبدالرحمن فى داخلية ودضيف الله التقينا بمجموعة خيرة من طلاب السنة النهائيه كان منهم المرحوم الرشيد عثمان خالد.. الخبير الاقتصادى المتمكن الذى عمل سنين عددا فى منظمات ومؤسسات المال والاقتصاد فى الولايات المتحده من بعد عمل متميز فى مختلف اقسام وزارة المالية فى السودان ومديرا لمكتب وزيرالماليه من بعد تخرجه فى كلية الآداب بجامعة الخرطوم.من اثاره وبصماته الباقيات فى النفوس عبرالسنين كان تمثيله دور"ليدى مكبث" فى مسرحية الروائى الانجليزى الشهير وليم شكسبير "مكبث" تمثيلا بهر المشاهدين الذين كان من بينهم المستر بريدن مدير مديرية النيل الازرق الذى ارتقى المسرح فى نهاية العرض الختامى مهنئا الممثلين شادّا على ايديهم فردا فردا.. كما وسعت داخلية ضيف الله مقاما وعيشا هانئا لآخرين من طلاب السنة النهائية.منهم السباح الماهرقاهرالنيل الازرق (ابن مدينة رفاعه) يوسف لطفى(متعه الله بالمزيد من الصحة والعافيه)كما اقام فيها ايضا معلّم الاجيال تاج السرموسى - شقيق المرحوم العميد محى الدين موسى..رئيس ثان داخلية دقنه وكابتن فريق كرة السلّة عام 1949.
وما ان اقترب عام 1949 من نهاياته وكان لا بد لرؤساء الداخليات من التفرغ للدرس والمزيد من التحصيل والاعداد لأداء امتحانات شهادة كمبردج فتم اختيارثلاثة من ساكنى الداخلية ليتولوا الرئاسة خلفا لميرغنى النصرى وسيداحمد عيدالرحمن . فكان ابن مدينة الهلالية الشاب الخلوق ..صاحب ألأسم على المسمى "الزاكى"عبدالمحمود هومن حازعلى اجماع طلاب سنة رابعة ساكنى "ود ضيفالله" المغادرين وتيوترها والاساتذة الملحقين بالداخلية ليتقدم رفيقيه دفع الله الرضى وطه صالح على قيادة "مؤسسة" الرئاسة فى عام 1950.تميز الزاكى (متعه الله بالمزيد من الصحة والعافيه) بطول القامة والقوة البدنية فكان المنافس لمحمد خيرمحمد سعيد(رئيس داخلية المك نمر)ورفيقه حنّا يسّا البياض فى منشط رمى الجله الذى انتزع بطولته من ثلاثتهم طالب السنة الاولى صمويل سبت قاو فى عام 1949فى اولى تتجلياته فى اداء ذلك المنشط بين منافسات العاب القوى بين الداخليات..مثلما كان الزاكى يشد ظهر رفاقه فى منافسات "شد الحبل" وفى كرة السله كذلك. وكان دفع الله الرضى من ابناء كردفان الغر الميامين.الرئيس الثانى وهو من درس القانون فى جامعة الخرطوم والتحق بالقضاء الجالس سنين عددا مرتقيا سلم وظائفه الى ان تم اختباره نائبا لرئيس القضاء.. وافاه الكتاب المسطور بعد عطاء وبذل سارت بذكره الآفاق تنفيذا للعدالة فى اسمى مراتبها وتبيانا لها وهى تتحقق امام الناس (رحمه الله ما لاح بدر اونادى المنادى بالأذان) ومن بين هؤلاء واولئك من رفاق دربه يطل طه صالح وما ادراك من هو طه صالح! ابن مدينة "القرّاصه" من اعمال ولاية النيل الابيض.كان ولا يزال وما ينفكّ هو الضاحك الممراح.. صاحب القفشات والتعليقات الذكية الضاحكة.. ريحانة مجالس رفاق دربه ابناء الدفعة الخامسة اينما حلوا او ارتحلوا. لاعب كرة القدم المتفرد وقائد فريق جامعة الخرطوم عام 1954وهو من عمل فى حزم وانضباط منذ فجر حياته العملية حال تخرجه فى آداب جامعة الخرطوم بمصلحة الجمارك سنين عددا الى ان كان اختياره مترقيا الى اعلى قمة وظائفها الاداريه بفضل عمله الدؤوب ادارة وتنفيذا فى وعى كامل ومرونة تامة باللوائح والقوانين وحفاظا على المال العام وهو الادارى الرياضى الذرب فى فترات انتخابه نائبا لرئيس "القلعة الحمراء" لدورات متعاقبات (متعه الله بالمزيد من الصحة والعافيه وحفظه واسرته) ..
من خريجى الدفعة الخامسه فى معية الزاكى ودفع الله وطه صالح كان حنّا يسىا البياض.. ريحانة مجتمع الداخلية ومجالس معلمى المدارس الوسطى..بصفاء سريرته ونقاء صدره وخروجه عن نفسه ووهبها للاخرين. وبما حباه الله بسطة فى الجسم دون ترهل فى تماسك وقوة فى عضلات يديه ورجليه تبدوان فى مشية تهتز الارض من تحت رجليه كان منافسا شرسا لمن يشاركون فى منشط رمى الجلّه فضلا عن الاعتماد عليه كواحد من اعمدة فريق شد الحبل.. عمل بعد تخرجه معلما بالمدارس الوسطى متدرجا فى وطائف اداراتها الى ان تقاعد بالمعاش وهاجرالى استراليا حيث وافاه الاجل المحتوم ..اقام فى السودان له رفاق دربه الذين احبوه وبادلهم وفاء بوفاء منقطع النظيرحالما جاءهم نبأ رحيله - اقاموا ماتما (على الطريقة السودانية) تحدثوا عن مناقبه ذاكرين الكثيرمن اشراقاته وقفشاته الذكية الممراحه. والى جانب حنّا يسّا لابد من تذكار سيرة المرحوم خلف الله الرشيد.. كان رحمه الله دنيا قائمة بذاتها. فاض ذكاءا وانسانية ومرحا منذ ان عرفناه وهو يتقدمنا دراسيا بعامين فى المدرسة الاهلية الاولية والوسطى اخا كريما محبّا للناس ومحبوبا بينهم..فى حنتوب نادرا ما كنا نراه مرتديا الزى المدرسى الافرنجى (الرداء القصير الكاكى والقميص الابيض) مستعيضا عنه بالجلابية والعمامة.كان محافظا على صلواته فى خشوع تام يؤم رفاقه ويتلو القرأن فى صوت جاذب للاسماع. فى جامعة الخرطوم حيث درس القانون وجدناه قد زاد انفتاحا على رفاقه. ظل يرسل الطرائف والنكات والتعليقات الذكيه فى سرعة بديهة مترفعا عن لغو الحديث وغريب السلوكيات جلس على كرسى العدالة مرتقيا درجات السلم القضائى الى ان كان اختياره رئيسا للقضاء حيث شهد النظام القضائى فى عهده تقدما واستقرارا واحتراما منقطع النظير. رحمه الله فى اعلى عليين. ولا يكتمل عقد الدفعة الخامسة من ساكنى ودضيف الله الا بذكر من سعدنا بلقائه وعرفنا فيه الوفيرمن الشمائل.. نقاء صدره.. سمومكانته وعلو مقامه بين الناس اجمعين بما كان عليه من هيبة ووقارلاتخطئه العين والاذن.نبرات صوته تحمل الى سامعيه الثقة والايمان فيما يقول فى وضوح رؤية وسعة افق دون تصلب او خروج على مألوف فىما يتصل بجوانب الحياة..اجتماعية اواقتصادية كانت اوسياسية ..تخرج فى جامعة الخرطوم والتحق بوزارة المالية مواصلاعطاءه الى ان اضحى من قياداتها قبل تقاعده بالمعاش.. متعه الله بالمزيد من الصحة والعافية ..انه الدرديرى ابراهيم..وكفى بالاسم رفعة واحتراما.
وغادر شباب الدفعة الخامسه ارض الصرح الشامخ مفسحين مجال القيادة لخلفائهم شباب الدفعة السادسة الذين تخرجوا فى ديسمبر 1951 الذين بزغ فى داخلية ود ضيف الله منهم نجم المرحومين محمد احمدعبدالرحمن ومحمد الحسن عبدالرحمن الشهير بأسم "ابو طياره" الفارع الطول القوى البنيان المتميز فى مجال التدريب العسكرى ولعبة كرة السلة .تم اختيارهما رئيسين (ثانى وثالث على التوالى) لرئاسة الداخليه فى معية زميلهما محمد بشارالطالب الخلوق الذى فاض انسانية وطيب نفس ونقاء سريره . حازعلى منصب الرئيس الاول لعام 1951. فهومن ابناء منطقة جنوب النيل الازرق ومنذ ان اكمل دراسته وغادر حنتوب لم يسمع عنه ولم يعرف له من اثراوخبر..فقد كان الصامت بطبعه الزاهد فى الظهورتحت اى قبس من نوراو ضياء. محمد احمد عبدالرحمن حقق ما كان يصبو اليه من نجاح باكماله دراسته بكلية القانون فى جامعة الخرطوم وعمل فى مجال القضاء ردحا من الزمن اما "ابو طياره" فهو من حقق طموحه وتطلعاته العسكرية بالتخرج فى الكلية الحربيه ضابطا فى القوات المسلحة ألا ان بقاءه بين رفاقه لم يدم بها طويلا بعد مشاركته فى اجدى المحاولات الانقلابية التى لم يكتب لها النجاح ابّان فترة حكم الفريق ابراهيم عبود.. فاعتقل وسجن مع مشاركيه فى عام 1959 واطلق سراحه بعد اكتوبر عام 1964.وافاه الاجل المحتوم بعد سنوات قلائل. كما تميز ابن الدويم الباربخيت حامد الملقب ب" ود الريّس" وبزغ نجمه فى مجال كرة القدم مدافعا ومهاجما جسورا ليتم اختياره "كابتن للفيرست اليفين" كان الى قصر القامة اقرب فى تماسك عضوى وقوة بدنية تبدوللعيان فى خطوه الوئيد المتمهل الآ انه كان سريع الحركة داخل الميدان عندما ينقض على الكرة من بين ارجل المهاجمين ان كان فى مواقع الدفاع ومن بين اقدام المدافعين وهو فى مواقع المهاجمين.كان الضاحك الممراح.خفيف ظل فى نقاء سريرة.مرهف المشاعر تستخفه بسمة الطفل قوى يصارع الاجيال.التحق بالتعليم وارتقى وظائف اداراته بعد ان صال وجال بين طلابه الى ان تقاعد بالمعاش.. ولعله لا يزال فى مدينة العلم والنور يستمتع بشيخوخته ويسترجع ذكريات ماضى حياته الحافلة الزاخرة بالبذل والعطاء.. متعه الله بالمزيد من الصحة والعافيه. وعاش فى داخلية ود ضيف الله الاكاديمى المتفرد ..ابن كردفان الغرّه الهاش الباش دواما .فى وجوده لا يملك االناس..كل الناس الآ ان يقفوا له اجلالا واكراما واكبارا (رحمة الله عليه فى اعلى عليين بين الشهداء والصديقين.وجعل الفردوس الاعلى مقرا له ومقاما). لم يوجد كان افضل منه.. ممعن فى الانسانية محلقا صقرا بين رفاقه فى سمو نفس وخلق..انه الرجل بكل ما تحمل الكلمة من معان..المرحوم محمد احمد الحاج. المعروف بأسم "ود الحاج" بعد اكماله دراسة أألآداب فى جامعة الخرطوم استأثربه قسم اللغة العربيه بها ضا ناّ به على قسمى التاريخ والاقتصاد وبعد عودته من الابتعاث كان صاحب الصولة والجولة على منصات قاعات المحاضرات التى كانت تفيض بطلاب الكليات العلمية جنبا الى وقبل اصحاب الاستحقاق طلاب اللغة العربيه وهم يسارعون الى الاستماع الي نبرات صوته ينثر النفيس من الدرر على مسامع الجالسين امامه فى خشوع وتبتل..ولكن كتابه المسطور واجله المكتوب فاجا مجتمع جامعة الخرطوم فكانت ارادة الله الغالبه. رحمة الله عليه فى الفردوس الاعلى.
ومضت الايام سراعا وحل عام 1952ليعتلى رفاق الدفعة السابعة سلم قيادة الحياة الطلابية رسميا ورياضيا وسياسيا.. كان نصيب داخلية ود ضيف الله منها اخوة كرام حفظ الله ثلاثتهم ومتعهم بالمزيد من الصحة والعافيه..تقدمهم حسن على عدلان على رئاسة الداخليه فهو حارس مرمى فريقها لكرة القدم الذى ضم امهرلاعبيها ممن صارلهم باع طويل بين لاعبى الاندية الكبرى فى لواحق من الزمان ممن سياتى تذكارسيرتهم لاحقا فى حينه..تخرج رفيق الدرب حسن عدلان فى كلية الزراعة بجامعة الخرطوم عام 1958 وجذبته الحياة العمليه والاسرية بعيداعن الناس الآ فى حدود من كان بهم على صلة فتوارى عن الانظارواحتجب. وكان رفيق الدرب وزميل الصبا الباكرمنذ عهد الدراسة الاولية والمتوسطة فى مدرسة ود مدنى الاهلية الوسطى واول المقبولين بها..ابن ود مدنى البارالذى صال وجال فى فصول التعليم المتوسط فى لاحق من الزمان..ابراهيم محمد احمد بلّه رئيسا ثانيا.فهوكان ركيزة فريق الداخلية فى منافسة شد الحبل ولكن لم تكلل محاولاته لأنتزاع بطولة رمى الجلّه من يدى صمويل سبت قوّا.. واكتملت مؤسسة الرئاسة الثلاثية باختيارالرجل الضرب المقدام الذى سبقت له المارسة القيادية فى مدرسة ودمدنى الاهلية الوسطى حينما جمع بين رئاسة الجمعية العمومية والادبية وبين رئاسة "منزل الجزيره" .وتواصلت قدراته القيادية على مر الزمان وببلاغته ومهارته فى صياغة عباراته ألآمرة الحاسمة الناهية كان يسود الانضباط والنظام ويعم الصمت المطبق.. فهو الخطيب المفوّه فى نبرات صوت جاذبه. نشاطه فى مجال العمل الاسلامى لم يقف حائلا دون ارساله الطرائف حينما تتطلب المواقف وينطلق ضاحكا ملء شدقيه. التحق بادارة مشروع الجزيرة فى مجال عمليات فرز ألأقطان..فابلى بلاءا حسنا الى ان تقاعد بالمعاش.. متعه الله بالمزيد من الصحة والعافيه فهو عوض محمد عبدالله .. وكفى. وكان من ساكنى داخلية ود ضيف الله من رفاق الدفعة السابعة ممن بزغ نجمهم كابتن سعد الطيب(متعه الله بالصحة والعافيه) الذى كان له باع طويل فى مجال كرة القدم التى صال وجال فى ميادينها محققا الانتصارات لفرق الداخليه والمدرسة والنادى الاهلى فى ودمدنى والذى كان فى مقدمة من اختارهم اتحاد كرة القدم السودانى من المتميزين اداءا وخلقا لحضور كورسات التدريب الكروى فى بريطانيا نواة لهيئة التدريب المركزيه. كما تالّق زميل الصبا فى مرحلتى الدراسة ألأولية والمتوسطه سنهورى محمد الامين لاعبا فى فريق "الرابطه" بودمدنى قبل انتقاله الى فريق الهلال العاصمى عند التحاقه بجامعة القاهرة بالخرطوم حيث درس القانون والتحق بالسلك القضائى جالسا وواقفا الى كان كتابه المسطورفى مسقط راسه مدينة ود مدنى من بعد عطاء متميز فى سجل القضاء فى الجماهيرية الليبيه سنين عددا. رحمة الله عليه وعلى من انتقلوا جميعا وسبقونا الى رحاب ربهم من رفاق دربنا وزملاء صبانا..فى اعلى عليين راجين ان يكون الفردوس الاعلى مقرأ لهم ومقاما مع الشهداء والصديقين.
الى حلقة اخرى مع قائد جيش الامة. المتوجه بامرخليفة المهدى لفتح مصرواخضاعها لسلطان الخليفه.
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.