كنابي السودان ،،أزمة دارفورية أخري خارج الإقليم ! @ في هذه المساحة من رحيق السنابل وفي صفحات اخري تناولنا قضية كنابي مشروع الجزيرة باعتبارها قضية راي عام نبهنا فيها الجميع بخطورة ما يدور من وراء تجاهل السلطات و القوي السياسية لهذه القضية والتي هي في المقام الاول قضية حقوق انسان قبل ان تكون قضية مواطنة* وفي آخر مقال* حول هذه القضية توجهنا الي والي الجزيرة* الدكتور محمد طاهر أيلا بضرورة الاهتمام بهذه القضية التي تقع في نطاق ولايته وتتشكل بنموء مضطرد و متصاعد يعقد خصوصية هذه القضية . @ الكنابي لم تعد ظاهرة* تزول بزوال المسبب ولكنها حالة من الحالات التي اوجدتها ظروف الفقر والتنمية غير المتوازنة* والفكر الجهوي والقبلي الذي استعمر خيال الحكام والساسة واصحاب الحل والعقد في هذه البلاد . وجدت الكنابي وعرفت بانها تجمعات سكانية قبل ان يعرف الناس العشوائيات وبيوت الاشانتي التي تطوق المدن حاليا واصبحت تشكل واقع يحسب انه من مهددات الامن والبيية في المدن . كنابي مشروع الجزيرة .كانت تجمعات سكانية موسمية منتجة ارتبطت بالحواشات خاصة عند لقيط القطن . @ التركيبة السكانية لهذه الكنابي قوامها قبائل سودانية دارفورية واخري قبائل تماس بين دول الجوار وبنص قانون الجنسية السودانية اصبحوا سودانيون ارتبطو بمناطق الجزيرة جراء العديد من الاسباب واولها الظرف الانساني الذي تعلق بالظروف الطبيعية والبيئية التي تسببت في ظاهرة الجفاف والتصحر في الثمانينات و ما اسفرت عنه حروب واشتبكات المرعي والمياه بين القبائل الرعوية حتي جاءت ازمة دارفور الاخيرة والتي هضمت كل تلك الاسباب السابقة في باطنها لتصبح قضية ذات بعد جهوي باسم انسان دارفور . @ قضية الكنابي اصبحت تضم بشكل عام كل التجمعات* السكانية الدارفورية وليس بالضرورة تلك التي ارتبطت بمشروع الجزيرة الذي اعطي لتلك الكنابي بعدا آخر لوقوعها في مناطق الوعي والانتاج* وفي عمق ثقافة الوسط السوداني . لم يعد النظر الي تلك الكنابي* بمنظور الماضي بان سكانها بسطاء وفي هجرة موسمية سيعودون ادراجهم* قريبا* وهذه نظرة استعلائية ترتبط ببعد شوفيني غبي لا يضع في الاعتبار بان كل أجزائه لنا وطن وهنالك اجيال* ولدت من رحم هذه الكنابي تسعي للتغير من واقع انه حق انساني . @ التطور والارتقاء ليس حصريا علي التجمعات السكانية التي لا تسكن تلك الكنابي والتي انجبت قادة و مفكرين افذاذ يعملون في صمت ارتبطوا بكل ما يقود الي تغيير واقعهم هاجروا لطلب العلم* بمختلف صنوف الهجرة واللجوء ، عرفوا ان الانسان هو الانسان وهنالك حقوق اساسية يجب توفرها للعيش وهذه الحقوق معدومة في مجتمع الكنابي الذي بدا يتشكل وسطهم واقع جديد بمعطيات لا تخل من وجود اممي وبرعاية منظمات عالمية تعني بحقوق الانسان تشكل دعم لوجستي و نفاج للعالم الخارجي لاسماع صوت القضية . @ قبل عام وتحديدا في شهر مارس شهدت القاهرة المؤتمر التاسيسي لمركزية الكنابي الذي صاغ المنفستو لهذا الجسم الذي يتبني الدفاع عن قضاية انسان الكنابي في السودان وتثبيت حقوقهم في الدولة السودانية وهذا المؤتمر ستتبعه مؤتمرات داخلية لتخصيص القضايا يجب ان تقوم برعاية الجميع حكومة و معارضة و منظمات مجتمع مدني و قوي خيرية و منظمات عالمية بعيدا عن اي تعصب شوفيني او جهوي و بعيدا عن الاجندة السياسية للحكومة وللاحزاب لأن مجتمع الكنابي يضم قوس قزح الانتماء السوداني . التعامل مع قضية الكنابي خارج سياقها الانساني كقضية حقوق انسان سيخلق منها قضية دارفور أخري* خارج الاقليم وفي وسط السودان الامر يتطلب نزع فتيل هذه الازمة التي تتراكم بشكل سلبي الآن والنار من مستصغر الشرر . @ يا كمال النقر،، آخر العمر قصير أم طويل ، كفن من طرف السوق وشبر في المقابر !* [email protected]