"غلوتية"الكهرباء حيرت الحكومة نفسها التي لم تجد حلا أمامها سوى السير في ذات إجراء الزيادات التي تدرك أنها لن تجدي أيضاً في حل أزمة الكهرباء التي أقلقلت المواطنين. *تحركت الحكومة مؤخراً لاتخاذ القرار القاضي بعدم المساس بأصحاب الدخل المنخفض والمتوسط فيما يتعلق بتعريفة الكهرباء‘ وأكده وزير الموارد المائية والري والكهرباء المهندس معتز موسى بذات الوعد القديم بدعم ال 200 كيلوات من إستهلاك المواطن. *هذه التصريحات الرسمية لم تعد تخفى على فطنة المواطنين‘ مثل القول بأن الهدف من ذلك ليس زيادة الموارد المالية وإنما الحد من إستهلاك الكهرباء‘ لانه لايمكن الحد من إستهلاك الكهرباء مع التوسع العمراني والسكاني خاصة في ولاية الخرطوم. *تذكرت القضية التي رفعها ضد صحيفة الصحافة المهندس مكاوي محمد عوض بعد ان نشرت تصريحاً منسوباً له قال فيه أن تعريفة الكهرباء لن تخفض بعد قيام سد مروي‘ كان وقتها مديراً لطيبة الذكر الهيئة القومية للكهرباء. * لحكمة لايعلمها إلا هو أصر المهندس مكاوي على تكذيب هذا التصريح‘ ولم يكتف بذلك بل فتح بلاغاً ضدنا - الزميل بلة علي عمر وشخصي رئيس التحرير انذاك - واستمرت القضية اكثر من عام قبل أن تصدر حكمها علينا. *ليس المجال الان للتأكد هل فعلاً قال المهندس مكاوي هذا التصريح الذي أنكره أم لا ؟‘ لكن الواقع العملي أكد صحة ما نسب إليه ولم تجد الوعود التي قيلت في الإحتفال بانتهاء العمل بسد مروي وسط هتافات الرد الرد .. السد السد في خفض تعريفة الكهرباء. *هاهو وزير الموارد المائية والري والكهرباء معتز موسى يعلن بالصوت العالي : نحن مع زيادة تعريفة الكهرباء في أوقات الذروة .. دون اعتبار للاثار السالبة التي ستخلفها هذه الزيادة على مجمل الحياة والإنتاج الذي سيؤدي إلى زيادة كلفة الإنتاج وتقليصه وبالتالي زيادة أسعار السلع. * التقرير الذي أعدته رحاب فريني ل " السوداني" في الصفحة السادسة " مال وأعمال" من عدد الجمعة الماضية تضمن إفادات مهمة لعدد من أصحاب المصانع الذين أكدوا أن زيادة تعريفة الكهرباء ستلقي بظلالها السالبة على القطاع الصناعي وستزيد من حجم التضخم. *المعضلة الحقيقية كما قال رجل الأعمال عضو غرفة الإستيراد بإتحاد أصحاب العمل سمير قاسم في ذات التقرير في معاناة المصانع الكبرى من القطوعات المستمرة وعدم إستقرار الإمداد الكهربائي‘ والخوف أن تستمر هذ القطوعات في ظل إستمرار الأوضاع القائمة بالشبكة القومية للكهرباء مع إستمرار الإستهلاك المتزايد في مناطق السكن ومواقع الإنتاج. *هذه " الغلوتية" القديمة المتجددة تحتاج لدراسة عملية لمعرفة مواطن وأسباب الخلل في كل موقع بدلاً من تكرار تجريب إجراءات ثبت فشلها في تحسين الإمداد الكهربائي حتى بعد قيام سد مروي وتعلية خزان الرصيرص. [email protected]