السينما حق ومطلب من مطالب الحريات لماذا لاتطالبون بحقكم وحريتكم في مشاهدة السينما في الوقت الذي فيه 80 % من الشباب منذ اكثر من عقدين من الزمان لم يشاهدوا عرضا سينمائيا . هكذا كانت إحدي* الإفادات الصادمة التي أدلي بها الأستاذ إبراهيم شداد حول عدد من القضايا التي تناولها حول الهم السينمائي . حيث إبتدر حديثه أن بالخرطوم وحدها كان هنالك 16دور عرض سينمائي و64 دور عرض في ولايات السودان المختلفة وقد عقدت دراسة حول اقبال جماهير السينما في انذاك الوقت لتضح حقيقة أن عدد جماهير دور عرض السينما اكثر من جماهير كرة القدم في حين ان كل دور العرض السينمائي كانت تقدم عرضين يوميا بينما هذه الدور تستوفي معايير وشروط العرض السينمائي . واشار الي تهدم كل ذلك في مطلع التسعينات وعبر نظام إنقلاب الجبهة الإسلامية بدأ بتأثر العروض السينمائية بقرارات حظر التجول أنذاك ومن خلال إيقاف القسم السينمائي وإدارة الإنتاج السينمائي بمصلحة الثقافة وإغلاق مؤسسة السينما والتي كانت تعني بصناعة وتوزيع الافلام* وكان يتبع لها لجنة إختيار الافلام وشراء الافلام . تمت تصفية مؤسسة السينما من خلال وزير المالية من خلال الخصخصة وكان المسؤل الاول عن تصفية المؤسسات . لتصبح دور العرض السينمائي المنتشرة عرضة للتخريب بعد إيقاف انشطتها ويسهل بيعها بعد ان تبقي عدد ضيئل جدا في تلك الحقبة لتصبح مهمة شراء الافلام تجارة شنطة لسماسرة النظام بل لاحقوا دور العرض المتبقية بأكثر من 11 ضريبة من بينها دمغة الجريح وقد دفع عدد من اصحاب دور العرض مذكرتهم الشهيرة احتجاجا علي ذلك . وفي مقارنة بغياب دور العرض السينمائي المعروفة* ومشاهدة فليم سينمائي عبر بروجيكتر اومن خلال فليم تلفزيوني اكد أ/ ابراهيم إنعدام المقارنة لأن السينما كفن لايمكن تذوقها الا من خلال وجود وعودة السينما كما كانت عبر دور عرضها المعروفة والمخصصة لذلك . حيث تكمن المتعة في تلك المعايير التي اولها الإظلام والهدوء التام ليتوحد المشاهد مع الفليم و لتتسع قراءات المشاهدة فما توفره السينما هو المشاهدة الحقيقية للفليم ليس كماتعود الكثيرين بغياب السينما علي المشاهدة الخاطئة كمافي حال الفليم التلفزيوني الذي تتقاطع مشاهدته في المنزل مع الضجيج وصياح الآخرين واصوات الآلآت فالحضور للسينما يعني خصوصية الحضور من اجل المشاهدة فقط وليس غريب ان تكون في السينما كماهو معروف درجات للمشاهده كاللوج وغيره . لذا تنعدم المشاهدة السينمائية رغم المحاولات من اجل السينما ودورها في عدد من المراكز الثقافية الا من خلال عودة السينما . ومن ناحية أخري تحدث الاستاذ ابراهيم شداد عن ماهية نادي السينما وضرورته ونشأته وتطوره واهدافه وقدم لذلك بطرحه بأنه ليس كل مايقدم هوفن وليس هناك فن جيد وفن ردئ فإما فن اولا فن . فهناك افلام تجارية يتم عرضها في دور السينما كما هنالك افلام نادي السينما ولكل رواده وجمهوره ويهدف نادي السينما أن يعطي الفهم والقدرة لرواده لتحليل رموز العمل السينمائي والغوص في دواخله وإستيعاب تراكيب الفن السينمانئ والكشف عنه وتحديد رؤية جديده ومغايرة فالرأي قد لايتوافق مع الحقيقة الخارجية العامة وعندها يجب مراجعة ذلك وهذا مايحدث عندما تتعرض لتناول فليم ما فنادي السينما مثلا يمكن ان يعرض فيلم مستواه الفني استعصي فهمه علي الآخرين ولم يجد حظه من العرض . وفي مقارنه بين العلم والفن اضاف أ/ ابراهيم شداد العلم حقائق جافة والفن يعطيك الحقيقة مذوقة وبورقة سلفان فيمكن لفليم سينمائي أن يصيغ سيناريو من معادلة علمية . نادي السينما عادة مايكون به عدد من المخرجين والمهتمين والنقاد لأنه يحتاج لمستوي معين من الجمهور بينما جمهور السينما يأتون لمشاهدة العرض فقط وبأعداد غفيرة وماتقدم فيه هي افلام تجارية بينما نادي السينما هو للتفاعل والنقاش حول الفليم كما لاتجد نادي المسرح في ظل خصوصية العرض التي تتطلب اعداد ضخمة ولاتجد نادي الموسيقي لان هناك انتشار للموسيقي . كان التأسيس لاندية السينما قبل عقود من الزمن بمجهود مجموعه من المهتمين حيث قاموا بتأسيس شركات متخصصة تقوم بتوزيع الافلام علي اندية السينما . وفيما يتعلق بنادي السينما السوداني كان لديه اشتراك في بعض الشركات في لندن وكانت تأتيه كما تأتي لعمان والقاهرة وكينيا . وعن نادي السينما السوداني افرد أ/ ابراهيم حديثه قائلا تكون في جامعة الخرطوم من مجموعة اساتذه انجيليز إتبان الإستعمار حيث قاموا بتكوين جمعية الخرطوم للفيلم السوداني . وكان الدور الأبرز للأستاذه الراحلة سعاد إبراهيم احمد في مطلع الستينات ففي آواخر العام 61 قامت ومعها الاستاذ محمود عثمان وجعفر النصيري بتأسيس نادي السينما السوداني وتوقف وقاموا بمعاودة نشاطه في العام 68 . في تلك الأجواء التي شهدت نهضة في العمل الثقافي السوداني في المسرح والشعر والقصة والفن التشكيلي وجماعة ابادماك وغيرها برز نادي السينما السوداني . ومن ثم انتقل من جامعة الخرطوم الي مصلحة الثقافة ومن ثم الي دار الثقافة ومنها الي دار اتحاد الكتاب السودانيين الذي تم مصادرة داره مع انقلاب الجبهة الإسلامية . قام النادي بمعاودة نشاطه في مطلع الالفية الثانية فوجد نفسه امام واقع مرير للسينما السودانية حيث لاتوجد افلام ولاجماهير للسينما ولا تعرض غير الافلام التلفزيونية الموجهة سياسيا وثقافيا من قبل السلطة . وختم حديثه علي صرورة نادي السينما للتحليل والتدقيق في الفليم السينمائي والذي يتناول نبذة عن الفليم والمخرج والبلد المنتج وتكوين افكار حوله وتوجهات المدارس السينمائية للأفلام المعروضة وإمتلاك مفاتيح مفسرة للفليم وتكوين تساؤلات حوله ونقاش الاعضاء فيما بينهم وإلقاء اضاءات حوله . ويعمل نادي السينما لتأسيس جمهور لديه ثقافة سينمائية متميزه وتوجد به مكتبة افلام ومكتبة اخري للدراسات والنشرات والدوريات والكتب السينمائية . الجدير بالذكر كماهو معروف * ﻓﻘﺪ ﻓﺎﺯ ﻓﻴﻠﻢ « ﺍﻟﺠﻤﻞ» ﻟﻠﻤﺨﺮﺝ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺷﺪﺍﺩ ﺑﺠﺎﺋﺰﺓ ﺍﻟﻨﻘﺎﺩ ﻓﻲ ﻣﻬﺮﺟﺎﻥ ﻛﺎﻥ ﻋﺎﻡ 1986 ﻭﺣﺼﻞ ﻓﻴﻠﻢ « ﺣﺒﻞ» ﻟﻠﻤﺨﺮﺝ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺬﻫﺒﻴﺔ ﻣﻬﺮﺟﺎﻥ ﺩﻣﺸﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ. كما* ﺷﻬﺪﺕ فترة ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﺎﺕ من القرن المنصرم* ﺗﺠﺎﺭﺏ ﺳﻴﻨﻤﺎﺋﻴﺔ ﻧﺎﺟﺤﺔ ﻟﺨﺮﻳﺠﻲ ﻛﻠﻴﺎﺕ ﻭﻣﻌﺎﻫﺪ ﺳﻴﻨﻤﺎﺋﻴﺔ ﻣﻌﺮﻭﻓﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺷﻜﻠﺖ ﻧﻘﻠﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻤﻂ ﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻘﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻻﺯﻡ ﺍﻻﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎﺋﻲ ﻣﻨﺬ ﺑﺪﺍﻳﺘﻪ ﺃﻭﺍﺧﺮ ﺍﻻﺭﺑﻌﻴﻨﺎﺕ . ﻭﺣﻈﻴﺖ ﺍﻻﻓﻼﻡ ﺍﻟﻘﺼﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻋﺪﻫﺎ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺨﺮﻳﺠﻮﻥ ﺑﺘﻘﺪﻳﺮ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻼﺣﻘﺔ. [email protected]