أثناء وجودها في منزل الجيران... وردها على اتصال هاتفي... وبعد الاسترسال في الحديث مع الطرف الآخر بدت عليها مشاعر فرحة غامرة ممزوجة بالدهشة والتعجب ومشاعر أخرى غريبة كغرابة تصرفاتها أثناء المكالمة. فجأة وبدون سابق استئذان هرولت خروجا من منزل الجيران وهي لا تزال تتحدث مع الطرف الآخر من الهاتف مهللة تارة ومكبرة تارة أخرى، وهي تصول وتجول في الشارع. وما إن أدركت عتبات منزلها حتى أغلقت عليها غرفة قصية خاوية، وبقيت فيها لأكثر من ثلاث ساعات، الأمر الذي أدخل ابنتيها في حيرة من الأمر لعدة أيام وزادت مخاوف ابنتها الكبرى وهي خريجة جامعة السودان للعلوم والتكنلوجيا، بعد أن امتنعت والدتها عن الإفصاح عن الأمر مفضلة بذلك الصمت بالرغم من إلحاح ابنتها وسؤالها المتكرر لها دون الإجابة! ناس الحضرة: بعد عدة أيام طرأت على وجه الحاجة (ر) تحولات الفرح إلى اضطراب واستياء، وكذلك ترددها الكثير على محل (الاتصالات) لعدة مرات خلال اليوم، والمبالغ التي كانت تقوم بتحويلها خلال اليوم، والتي استدعت انتباه صاحب المحل... لترد لا شعوريا على استفساراته قائلة: (قالوا لي أبشري بالخير ناس الحضرة رسلوا ليك معانا (25000) جنيه)... وبسؤال صاحب المحل للحاجة عن هوية المرسل معهم تقول: (قالو لي نحنا ناس الشيخ الفلاني)... في تلك اللحظة بالتحديد تقول ل(فلاشات): استوقفني الرجل صاحب المحل قائلاً: (يا حاجة إنتي إتنصب عليك ديل شبكة محتالين أنا شخصيا وردتني مثل هذه المكالمات التي توقفت سرعان ما حسمتهم).! تحويل رصيد: وبعد الكلمات التي خرجت من الرجل قررت الحاجة الخروج من قوقعة صمتها وأخبرت ابنتها الكبرى بتفاصيل ما يجري معها بأن رجلاً تحدث معها قائلاً: ( يا شيخة أنتِ من المحظوظات فقد نزلت علينا الحضرة النبوية الشريفة ليلة البارحة وسنرسل لك مبلغاً من المال وقدره 000 25 جنيه)، الحاجة تتابع الحديث قائلة: وبين لحظة وأخرى كان يصطحب معه في حديثه آيات قرآنية وكذلك أحاديث نبوية، ويطلب مني كذلك الصلاة على النبي عليه السلام. قبل أن يخبرني أن الشيخ يريد التحدث معي. الشخص الآخر قال لي إنه الشيخ (....) مبشراً إياي بكثير من الخير، وطالباً مني تحويل مبلغ من المال لتوزيعه على طلبة الخلاوي... وبعد عدة ساعات طلب مني مبلغا آخر... وهكذا استمرت طلبات التحويل خلال اليوم... وللتمويه أخبرتنا أنها قبل أن تحول الرصيد يطلبون منها أن تضم مبلغ التحويل في يدها اليمنى وتقرأ فيها الإخلاص 30 مرة!! قسم غليظ: الحاجة بين وقت وآخر تندب حظها وقلة انتباهها لكونهم محتالين. وعن سر الغرفة التي جلست فيها لأكثر من ثلاث ساعات وكذلك سر صمتها تقول: الرجل طلب مني أن أغلق الغرفة علي، وكذلك أن أوجه السجادة إلى القبلة وأن أضع كتاب الله أمامي لأقسم عليه أنني لن (أفشي السر)، وهذا ما منعني من الحديث. الحاجة تسألنا بإلحاح إن كان ما أخبرتنا به حنث بالقسم أم لا؟ ونصمت نحن عن الإجابة التي تحتاج لمتبحرين في الدين. إشارات تحذيرية: من حديث المرأة وابنتها يبدو أن من احتال عليها شبكة متخصصة في جرائم الاحتيال الهاتفي التي توهم ضحاياها بالحصول على مبالغ مالية بادعائهم ل(المشيخة) والتلاعب بالدين. ومن حادثة مشابهة لشخص آخر يتبين أن بعض المجموعات تتحدث بلهجات عدة حتى تتمكن من التخاطب مع أشخاص من مختلف المناطق والاحتيال عليهم، بزعم أنهم حصلوا على جوائز مالية من (الحضرة). وللكشف عن هذه الشبكة ولتجنب الوقوع ضحايا لجرائم النصب هذه الشبكة (فلاشات) ترسل إشارات تحذيرية للأفراد والأسر من الوقوع ضحايا لعمليات الاحتيال الهاتفي وتحويل الرصيد لأشخاص بزعم جوائز مالية وهمية، والحسم عن طريق عدم التعاطي معهم وعدم تسييل المبالغ التي يطلبونها. ولضبط هذه المجموعات نرسل دعوة من هنا كذلك إلى التعاون مع الجهات المختصة من خلال الإبلاغ عن أي نشاط من هذا النوع. السوداني
