مشاهد من هناك (1_4) اتصلت في احد ايام الله السبعة الي الزميل بصحيفة الوطن الاخ العزيز علي منصور حسب الله متفقدا احواله فاذا به يقول لي قبل ان تتكلم معي هاك السيد د عبدالكريم موسي عايزك في التلفون ود. عبدالكريم موسي هو وزير الاعلام بسلطة دارفور الاقليمية وفي ذات المكالمة قدم لي الدعوة لمرافقة وفد السلطة المتجه الي ولايات دارفور بغرض افتتاح(315) مشوعاً تنموياً قام بتنفيذها صندوق اعمار دارفور الذي يقوده الشاب هاشم حماد عبدالرحمن الامين العااوق كما حدثني السيد الوزير ان الرحلة يقودها الرجلان د. تجاني سيسي محمد اتيم ود. امين حسن عمر الاول رئيس السلطة والثاني مسؤل الحكومة لدا اتفاق الدوحة فجمعت بينهما دارفور الحكاية والتاريخ كما حدثني السيد الوزير بموعد السفر وخط السير ان كنت موافقا. فقلت له دارفور عزيزة علي نفسي ولا ارفض ان اسافر الي اي بقعة فيها وقلت له هذه الرحلة ستكون لنا مساحة وفوائد كما ذكر الامام الشافعي رحمه الله عليه سافروا ففي الاسفار خمس فوائد تفريج هم واكتساب معيشة وعلم وآداب وصحبة ماجد..والسادس من عندي هروب من خرطوم ساخن للماء والكهرباء قاطع. فوافقت دون تردد. ليأتي يوم الاحد السادس والعشرون من يوليو الجاري وكان حضورنا باكراً الي الصالة الرئاسية لمطار الخرطوم وهنا لابد ان اشكر محمد تاج الدين الحلو في مراسم السلطة الذي احسن الترتيب وقتل شيطان التفاصيل. دخلنا الي الصالة لنجد في استقبلنا د. عبدالكريم موسي وقبل ان نجلس دخل د. امين حسن عمر وهو يحضر في الزمان والمكان بدقة متناهية تؤكد ان الرجل يضع حسان للزمن. جلسنا جميعا صحفيين واذاعيين ومراسلو قنوات فضائية في صالة المغادرة وتجاذبنا اطراف الحديث مع د. امين حسن عمر بحكم انه تجول في دهاليز الانقاذ السياسية والحزبية فكان قد قال كلاماً كثيراً حول مطبات ومنعرجات الانقاذ لكنه في اطار الونسة وغير قابل للنشر؟ دقائق عديناها في انتظار مسؤل اعلامي كبير كان من المفترض ان يكون معنا في هذه الرحلة لكن لم يحضر ولم يعتذر وكان تلفونه مغلق امتعط البعض من عدم اعتذاره لكن قلنا للناس (الغائب عذرو معاه) وعلي بركة الله انطلقت بنا طائرة الراية الخضراء نحو الضعين فكانت تطوي المسافات وتتسامر مع السحب الي ان حطت بنا في مطار الضعين في رحلة تجاوزت الساعتين بقليل. مطار الضعين كان يمتلئ بالحشود التي جاءت تعبر عن فرحتها بهذا العرس التنموي الكبير والتي نصيبها منه (51) مشروعا خدميا متمثلة في مدارس الاساس والثانوي ومراكز ووحدات صحية ومراكز شرطية. وكان يتقدم المستقبلين السيد الوالي العقيد انس عمر الذي يقف وسط الحشود وفي تلك اللحظة تذكرت ايام الحراك الطلابي وركن نقاش انس عمر في الاهلية وكان دوريا في كل اسبوع كنا نحضر لذلك المنبر من الاسلامية واليوم قادت الظروف ذاك الشاب ليكون والياً علي شرق دارفور زي ما بقول المثل الدارفوري (الارمد ببقي شدر) وكانت الضعين تستقبلنا بنسايم باردة كأنها تقول طلع البدر علينا... او نزل المطر وبرد الجو ونط العجل وقفذ الحمل وفرح اهل البلد... عزالدين دهب [email protected]