زيدان ابراهيم ( رحمة الله عليه)، يقودك الى طريق الرضاء التام، ولاتملك الا أن تبتسم من اعماقك وانت تستمع له في ( أجمل حبيب)، وتنفرج اساريرك وأنت ( تندغم) مع أبداعه في مقطع ( يالزاهي لونك)، هنا زيدان يسطر بالموسيقى لكل مستمع حبيبته، ومن لا يملك حبيبة فزيدان يصنع له الحبيبة، ففي قوله ( الزاهي لونك) يرفض زيدان ان يقيد المستمع، ويرفض كذلك التطرف يمينا أو يسارا، فترك للمستمع حرية أختيار اللون الزاهي لانه لم يخصص ويقول ( لون المنقة) او ( الخضرة الدقاقة) ترك لك حرية العيش بديمقراطية، حيث يمكن للون المنقة ان يكون ( زاهي) او ( الخضرة الدقاقة) ان اكون زاهية، لذا يصنع زيدان عبر اغنيته تلك الابتسامة، والسكينة في النفس والرضاء لحد انفراج الاسارير، انها الوسطية والديمقراطية. المجتمع (كما قلت مسبقا) يحتاج الى حزب الوسط الغائب قسرا بفعل قوى الظلام، وغيابه أدى بلاشك الى إستفحال أزمة الوطن، وبروز التطرف، والاقتتال،والهجرة الى داعش. الحزب الاتحادي الديمقراطي يدفع ( بتشديد الدال) الوطن فاتورة غيابه بصفته حزب وسطي مناط به لجم التطرف في المجتمع وحشد الولاء للوطن وليس لتنظيمات عقدية يسارا ويمينا او طائفة، فأفة التنظيمات العقائدية انها تبيح الولاء للفكرة وليس للوطن، ودونكم فكرة علي عثمان طه التي رفض لاجلها توفير قفة الملاح للشعب، وهنا يكون الاتحادي الديمقراطي الحزب الوحيد الذي يؤمن بفكرة الولاء للوطن وانسانه، والايمان بالديمقراطية هاديا وسراجا منيرا لدرب التقدم،كيف لا وهو يحمل شعار ( الله، الوطن، الديمقراطية) وليس ماركس او البنا او بن لادن او الامام المزعوم، او العروبة المزعومة بكل تلك الميزات التفضيلية والتي لا يختلف حولها اثنين وبارث تاريخي وفكري وتنظيمي وسياسي يمكن للاتحادي ان يضع حدا لازمة الوطن... إن عاد من غربته. وهذا الامر في ايد شباب الحزب لا غيرهم، فهم يملكون القدرات المطلوبة كافة،فكرية ، سياسية، تنظيمية، مادية، فقط تنقصهم المبادرة، وتفعيل الفكرة، واخشى ان الامر صار في غاية الضرورة اولا لاجل الوطن وثانيا لاجل الحزب الذي لبس لبوس الطائفية. والاحزاب الطائفية تحمل بذرة فنائها في رحمها، ولاتملك الا ان تستسلم لخيار الاندثار الذي يحدث بفعل التعليم والتطور الفكري للاجيال او تسوق للجهل لكي تبقى. فحزب مثل حزب الامة عجز عن استقطاب افراد خارج طائفة الانصار التي صارت تتوزع على عدة احزاب زفي طريقها للاندثار، وعليه يبقى التخوف من ذات المصير للاتحادي الديمقراطي ان ام يتدارك الشباب امره ويعودون به الى مرحلة الشريف حسين الهندي، حزب وسطي،ديمقراطي، يقارع الدكتاتوريات ولا يشارك بها، حزب استفرد بانه الحزب الوحيد الذي لم يتولى انقلاب عسكري( ليس لضعف عدة وعتاد) إنما لايمان قاطع بالديمقراطية،الحزب الذي رفع علم الاستقلال، الحزب الذي وقع مع قرن اتفاقية سلام من اربعة بنود فقط في 89 وليس عشرات المجلدات. غياب دور شباب الحزب وخريجي روابط الطلاب الاتحاديين الديمقراطين هو معول يهدم ما تبقى من الوطن،ومعول يهدم الحزب المناط به وضع عربة الوطن في مسارها الصحيح. لا أريد ان اختم ب ( هلموا ياشباب الاتحادي ... الخ) بل اقول لهم ان الامر ممكن ولكنه صعب، وليس غير ممكن، وأنتم بفضل ايمانكم ونجربتكم لقادرين على احداث الحراك الذي يعيد الحزب لوضعه الطبيعي، فقط بادرو ولا يشترط ان تكون مبادرة على مستوى الدولة، بل الكل في مكانه، فميزة الحزب ( انك لو رفعت طوبة تجد تحتها شقيق ) بادرو لتنظيم الصفوف في كل مكان وأبشركم بان بعض الشباب يقود حراك لجمع تلك المبادرات في اطار قومي لخلق رئو يتنفس عبرها الحزب.. ومن ثم الوطن ناصر حسين محمد [email protected]