الإجابة ببساطة نعم ، يمكن خداع أعتي الدول و أذكاها !و لكن يبقي الفرق بيننا و بين تلك الدول هي أنها توثق للفشل و الخداع كما توثق لقصص النجاح ! بصدق و أمانة .للعبرة و للمعرفة- من تلك الحوادث الشهيرة في تاريخ علوم الجيولوجيا و التي أصبحت تُدرس للطلاب في الجامعات وهي قد لا تكون نموذجاً لخداع صرف و لكنها تبقي نموذجاً للفشل المجلجل أو كما سموها "فضيحة جيولوجية سياسية" Geopolitical Fiasco" " كلمة فياسكو تعني فشل ذريع أو مجلجل أو فضيحة!.و هي قصة حفرة موهMoh hole . السيد موه هو عالم جيولوجيا شيكي معروف ، إكتشف حزاماً أو خطاً يمر حول الكرة الأرضية علي عمق يتراوح بين ال 35 كم و هو يتصف بأنه لا يتم إختراقه بالموجات المختلفات- زلزالية أو مغناطيسية أو كهربية و هي وسائل أو تقنية يلجأ إليها علماء في الجيولوجيا يعرفون بالجيوفيزيائيين.ولدينا في السودان فصيل لا يُشق له غبار منهم سر الختم حامد و د. عبد الحليم وهو حصل معرفته في دولة روسيا أو الإتحاد السوفيتي وبروفسير بدر الدين خليلو غيرهم .لذلك تتعسر دراسة باطن الأرض – مما ألجأ علماء الجيولوجيا في كافة تخصصاتهم إلي طرق أُخري لمعرفة تركيب طبقات الأرض العميقة :منها دراسة النيازك و الشهب و الكويكبات و علم الفلك.والرياضيات- مما أدي إلي نشؤ علوم جديدة مثل الجيولوجيا الرياضية و الجيولوجيا الإقتصادية و جيولوجيا الكواكب أو الفضاء.وهو ما أدي إلي سباق الفضاء المعروف في أواخر السبعينيات من القرن الماضي و إلي لمعان نجوم علماء الفيزياء و الكمبيوتر و الصواريخ في أميركا مما دفع علماء الجيولوجيا إلي الغيرة و إبتدار مشروع لحفر أعمق بئر أو حفرة في الأرض و قد أطلقوا علي المشروع حفرة موه Moh hole .وحتي يرفعوا درجة القبولية لمشروعهم فقد إدعوا بأن ثمة سباق روسي يجري إلي باطن الأرض ! وفعلاً لدي الروس بئر وصل عمقها إلي حوالي 11كم و تم حفرها في ألمانيا الشرقية – فقد أخبرنا بها بروفسير ألماني في عام 1991 أثناء زيارة حقل في ألمانيا ضمن ورشة عمل بمعهد العلوم الطبيعية ببوتسدام قريباً من برلين و كان وقتها الروس صامدين في أوروبا الشرقية و لهم هيمنة و سطوة ! هذا المعهد معروف عالمياً و قد تم إختياره ضمن برنامج التحقق من الأسلحة النووية ( عبر الموجات الصوتية أو التي تحدث عند الإنفجار الذري و بين الموجات الناشئة طبيعياً جراء الزلازل) معهدٌ جد متقدم في مجال الجيوفيزيا و علوم الزلازل. ولعل العالم إنشتاين عمل فيه لفترة – إذ لديه منزل صغير قريب من المعهد و قد أضحي متحفاً. وضع علماء الجيولوجيا الأمريكان خطتهم و حددوا هدفهم لحفر أعمق بئر ليصل إلي خط موه و ما يليه و وضعوا تقديراتهم المالية و قد كانت في حدود مبلغ 150000دولار أميركي ! وقد وجد المشروع إستجابةً من وكالة العلوم الوطنيةNSF وتم تمويله.وتم تصميم سفينة كبيرة عليها حفار عملاق و بدأ المشروع في المحيط الأطلنطي و تم حفر بعض الآبار و لكن المشروع لم يصل أو يحقق هدفه الرئيسي و هو تخطي خط موه ! وزادت نفقاته إلي ملايين الدولارات ! لذلك أُعتبر فضيحة جيولوجية سياسية لدخول عنصر السياسة في الأمر ! ولكنه توصل إلي نتائج عظيمة ساعدت في فهم الأرض. وتم توثيق ذلك العمل في كتاب علمي إسمه "فهم الأرض" Understanding the Earth وهو موجود في الكتاب تحت عنوان " حفرة موه- فضيحة جيولوجية سياسية Moh hole a Geopolitical Fiasco . في السودان حدثت فضيحة مشابهة لما يحدث اليوم في مجال الذهب بالضبط- حذو الحافر بالحافر و قد كان ذلك في أوائل التسعينيات من القرن الماضي وقد ألممتُ بها عبر البي بي سي كخبر عن شركة أراكس Arakix و إفلاسها بعد كذبة بلقاء ، بإدعائها العثور علي أغني منجم للذهب في العالم و لعله في جزر إندونيسيا ! مما أدي لإرتفاع أسهمها في البورصة العالمية و بعد التحري و ثبوت الكذب أفلست الشركة. و تحققت من هذه الشركة بعد تسلمي لإدارة معهد أبحاث الزلازل و إطلاعي علي ملف به عرض من شركة إستيتسمان الكندية لتركيب عدد من محطات رصد الزلازل و من ثم تحركت لإنجاز هذا العمل ! عرفتُ بأن الجيولوجي أو المهندس الذي قدم ذلك العرض أوشك تعاقده علي الإنتهاء ! وقد أراد أن يجد فرصة أخري للعمل في هذا المشروع أو في مشروع آخر قدمه ،لإستجلاب عربات برمائية لإستخدامها للإستكشاف الجيولوجي في مناطق المستنقعات ! عرفتُ بأن رئيسه كان يرمقه بنظرات شذر – فقد كان الشركاء متشاكسون وهم الكنديين و الصينيين و الماليزيين في كونسورتيوم البترول .كان كل شريك حريصاً علي عدم الصرف ! وهكذا إنتهي أملنا في الحصول علي أجهزة رصد الزلازل.بالطبع كان لذلك الجيولوجي مبرراته- منها أن يلموا بأية هزات أرضية و بذلك يتلافوا مشاكل تسرب البترول من الحقول أو خطوط أنابيب نقل النفط .وعملٌ في المسئولية الإجتماعية لدعم معهد أ بحاث الزلازل! لم يلتفت الناس لذلك الخبر في السودان و خرجت الشركة الكندية من السودان تحت الضغط الأمريكي و بذلك تفادي مشروع النفط السوداني الإنهيار فقد كانت شركة أراكيس أحد أذرع الشركة الكندية ! أشار إلي تلك المشكلة الصحفي /محمد طه عليه الرحمة في إحدي كتاباته. الآن و بعد البحث في شبكة الإنترنيت فقد وجدت بأن الشركة الروسية ZAO Vasilevsky Rudnik Goldأُسست في عام 92 و مقرها بكراسنوبيلو لديها فرع إسمه ooo Onix وليس للشركة أي مدير تنفيذي مسجل – تجدون هذه المعلومات علي موقع بلومبيرق للأعمال ! من المعلومات التي أدلي بها رئيس مجلس إدارة الشركة بأن حجم إنتاجهم سيبلغ 3 مليون طن و إحتياطي قدره بحوالي 46000طن يمكننا الجزم بأن هذه الشركة غير مؤهلة وذلك للأسباب الآتية: 1- من بين أكبر 10 شركات لإنتاج الذهب في العالم نجد شركة روسية واحدة و هي رقم 9 و أتنتجت حوالي 52.8 طن في عام 2014 و لديها إحتياطي قُدر بحوالي 67 مليون أوقية و ليس طناً!. 2- الشركة الأولي في إنتاج الذهب باريك قولد Barrick Gold انتنجت في عام 2014 194.4 طن و التي تليها أنتجت 150.7 طن في ذات العام .تجدون هذه المعلومات في موقعGold Investing News 3- وجود رئيس مجلس الإدارة في هذا الصيف الغائظ بالخرطوم يبعث علي الشك في وضعه مع عدم وجود مدير تنفيذي – تماماً كما هو الحال في الشركة الأم بروسيا! 4- حديثه عن تسجيل الشركة بالسودان و ليس بروسيا ؟ مع عدم تقديمه لأي سجل للشركة بروسيا و خبراتها في مجال الذهب. 5- تكلم عن حوالي 666عينة ؟ و لم يحدد طريقة أخذها ؟ من سطح الأرض أم من باطنها ؟ وهل تم حمل حفر لأخذ عينات عميقة core drilling ؟ و لكل دلالاته ! 6- لم يذكر نسبة الذهب في الطن ؟ هل هي 10 أم 20 جرام أم 100 جرام في الطن ؟ و لكم أن تقدروا حجم الحجارة التي يجب تكسيرها و طحنها لإستخراج الذهب ! سيكون رقماً فلكياً و مستحيلاً.ولا يحتاج الأمر لعالم أو خبير و يمكن لأي دهابي أن يخبركم ؟ و يا له من حجم مهول ؟ 7- اللجؤ لكثرة أسماء العمل من علامات الإستهبال و الإستغفال ؟ و أنظروا إلي الشركات المحترمة .بتروناس أو شفرون أو حتي شركات الذهب ؟ فهي تعمل بنفس الإسم !! و حتي الجامعات نجدها في الخليج بذات الإسم ؟ 8- الجيولوجي الوزير عبد الباقي الجيلاني ليس أفضل من يفتي في هذا الأمر – فهو قد عمل في محجر مصنع ربك للأسمنت و ليس لديه الخبرة الكافية.ورغم ذلك جاءت شهادته جيدة ! 9-الوزير الحالي تنقصه الخبرة حتي في مجال الشؤون الإجتماعية لا يعتبر خبيراً يُعتد به و تكفي المشاكل التي حدثت في سد مروي ! و قد يكون دالاً التذكير بأنه تحصل علي شهادتي الماجستير و الدكتوراة وهو يعمل في سد مروي؟ و أنظروا ؟ 10- لم يتم التحري عن عدد الخبراء بالشركة الروسية بالسودان أو بروسيا ؟ وهو أمر في غاية الأهمية. 11- مقر الشركة و حجمه ؟ أين هو ؟ و كم عدد موظفيها ؟ 12- كم أنفقت من أموال طيلة الفترة الماضية؟ 13- للبرلمان منطق عجيب "السودان لن يخسر و سيكسب من كل 100 قرش 25 قرش ؟" سيخسر السودان الموقع و سيخسر الزمن و سيخسر سمعته .وعليه أن يتحري عما ذكرت و ما لم أذكر . حدثت أمور غش و خداع كان من السهل إكتشافها و لعل الجميع يذكر ملكة شبا أو سبأ و التي إدعت بأنها من أصول نوبية ! و قد تم إستقبالها بالطبول في بعض الولايات و تمت إستضافتها بالهيلتون- ولكن صبية ذكية ذكرت بأن يدها خشنة ! و هذا لا يدل علي من يتولي الملك أو الإمارة ! ولكن بعد فوات الأوان بينما إنطلي الأمر علي رجل أعمال ذكي.مثل هذه الأمور مضرة بالناس و بالبلاد . وهنالك قصص أخري للخداع الروسي و علي الإخوة في الصحافة التحري لمعرفتها.و من المؤكد بأن أجهزة الأمن علي إلمام بها و لكن إعلانها سيضر بالبلاد ! نأمل أن يتم إحترام الناس و إيلاء الأمر لأهل الإختصاص و بالجيولوجيا علماء يمكنهم تولي الوزارة بدلاً من هؤلاء ! و حسنا إذ تولي وزارة الطاقة عالم جيولوجي مشهود له بالمعرفة و الإستقامة .د. محمد زايد. مع رجاء إعطاء علماء الجيولوجيا داراً ليس لتؤويهم و لكن ليتم فيها تبادل الخبرات و تحقيق مصلحة البلاد . و أنظروا لكل الثروة ؟ البترول و الذهب و المياه و الحجارة كريمها و جميلها ؟ جميعها من مسئولياتهم .وحسنوا من شروط خدمتهم و لتتم مشاورتهم .(يوجد عدد منهم تخصص في روسيا و ملم باللغة الروسية) . ستواجه البلد مشاكل جمة في المياه إن لم يلتفت صناع القرار إليها و إحسان إدارتها بالسياسات الجيدة و الخطط المحكمة . [email protected]