[email protected] زينة النساء الأزلية إن لم تلبسه تشعر كأنها ناقصة عقل ودين فهو متمم مكمل لشخصيتها وليس زينتها فحسب. تتطلع المرأة إليه في حلها وترحالها وسياحتها وتفتخر وتتباهى به وسط الحضور وفي أي محفل ولوبيت بكاء وعويل ونحيب وصيوان ممتليء بالمعزين من النساء. أنتجت أرياب عشرات الأطنان من الذهب وقد بدأ إنتاجه وتصديره من زمان بعيد ويقال إنه قد بدأ قبل البترول الإنقاذي بفترة طويلة. بدأ الروس مع مصلحة الجيولوجيا في البحث عن شيء معدني نفيس وهم يقولون إننا نبحث عن الحديد والنحاس وغيرها بأجهزة متطورة للمقاومات المعدنية المختلفة منذ سبعينات القرن الماضي في عهد نميري شرق السودان في جبيت المعادن والصفية وماجاورها بالقرب من حلايب ومناطق هيا درديب. وأعقب الروس في البحث والتنقيب عن الذهب الشركات الفرنسية النشطة وإلى الآن هي تواصل البحث عنه في مناجم إرياب فكم من الأطنان إستخرجت.!؟ سافر البريق واللمعان من جهات إرياب القاحلة لفرنسا العامرة بالحرية وتركوا نساء السودان في رف الإنتظار والترقب والتمني ومازالوا، فوا أسفهم فسيطول إنتظارهم وترقبهم وحلمهم. ولايدري الشعب حتى اليوم كم الذي تم إنتاجه من الأطنان وتصديره كل هذه الفترة فأين يذهب وكيف ذهب ريعه الضخم المنكوش المنتوش المنهوش من أعماق الباطن والبيع المنتعش بالباطن الفرنسي ونساء السودان يعصرهن الفقر والتطلع والمسكنة والمثغبة وضيق ذات اليد بخلاف نساء المؤتمرجية في الفلل.!؟ فلا الذهب توفر لهن في بلدهن ولا أسعاره صارت في متناول أيديهن ولاإزدهرت تجارته في أسواقه مثل ما يحدث في أسواق دول الخليج والسعودية ومصر والأردن. تناضل إرياب لإستخراجه فيذهب بعيداً ولا يعود ، فوا أسف السودان ونسائه على الذهب والحسرة والأسى تغمرأكبادهن على خير ذهب. يقول الجيولوجيون الأردنيون أن السودان أرض خصبة بالمعادن وغيرها ، لكن كل ما كان يحتاج اليه الأمر هو عمل جاد وإصرار على ولوج الميدان وأشار الى أنه قبل اكثر من ثلاثة الاف عام اكتشف الفراعنة الذهب في جنوب وشرق مصر وشمال السودان (النوبا) ولا تزال أثار انتاج الذهب في مواقع عديدة في تلك المناطق متواجدة للان . أخذنا المبادرة يقول سماوي وتابع بدأنا في استكشاف صحراء نائية تبعد اكثر من 600 كيلو متر عن اقرب قرية مأهولة، تصل الحرارة بها في فصل الصيف حوالي 60 درجة مئوية وتعبث بها العواصف الرملية ليل نهار . شارك المهندس نزيه سماوي ، وليد التاجه في رحلة تحدي اكتشاف الذهب في السودان قبل أن تنضم صناديق عربية وأردنية الى المشروع ففي اذار 2003 وبعد توقيع اتفاقية مع الحكومة السودانية انطلق جيولوجيون أردنيون تحت ا دارة المهندس سماوي مدير عام الشركة باجراء اول دراسة استكشافية خرجت بنتائج مشجعة، ادت بهذه الادمغة الاردنية وارادة الاشقاء في السودان الى منح امتياز للمجموعة الاردنية باستكشاف وتعدين واستخراج الذهب والمعادن المصاحبة في منطقة تبعد 800 كم عن العاصمة الخرطوم وتبلغ مساحتها خمسة عشر الف كيلو متر مربع.. بعد عام كامل كانت المجموعة قد بدأت بتنفيذ خطة عملها الاستراتيجية لتنطلق الاعمال الاستكشافية وعلى اسس علمية منهجية تتبع اسلوب المراحل والخطوة خطوة، كما تم الاعتماد على الخبرات الاردنية والسودانية وتدريب الجيولوجيين الشباب لاستيعاب الاساليب الاستكشافية الحديثة.. وقد حقق هذا الامر تخريج وتدريب فريق عمل استكشافي مميز من الجيولوجيين الاردنيين وبخبرات غير مسبوقة. منتصف عام 2005 تمكن الفريق بادارة المهندس سماوي من اكتشاف الذهب في اكثر من خمسة عشر موقعا إضافة للفضة والنحاس والمعادن الاخرى.. حيث حفر الفريق ثمانين بئرا استكشافية اوصلتهم الى اكتشاف اكثر من سبعة ونصف طن من الذهب في موقع واحد وفي مرحلتها الاولى فقط اضافة لكميات كبيرة من المعادن النفيسة الاخرى مثل الفضة والنحاس والخارصين. فكأن ذهب السودان ومعادنه النفيسة متروكة للغيرليستمتع بها فكما حدث في الماضي فمن السودان الرجال للحفر والنزال ولهم البترول والمعادن والذهب والسياحة والترحال. وإلا فأين ذهب الذهب فلا أثر له على البلد ولاعلى نساءهذا البلد والإنقاذ حل بهذا البلد، فواسف على هذا البلد وأسف على مواطن البلد والجبهجية مسيطرين على مقدرات البلد والذهب : فوا أسف عليهن فقد ذهب ، فويل للذهب وويل للمواطن وللبلد.