كان ذلك عنواناً رئيسياً لمينشيت "التغيير" قبل عدة أيام (زلزال في الاتحادي الأصل)، كان عنواناً موفقاً لأن الخبر الذي نُشر على خلفية العنوان؛ أحدث - بالفعل - زلزالاً قوياً لازال مستمراً حتى اليوم. انفردنا في "التغيير" بتصريح حول قرار من الميرغني الأب يؤكد إرجاع الدواعش؛ الذين فصلهم نجله الحسن دون الرجوع اليه باعتباره رئيس الحزب، ثم أعقبناه في اليوم التالي بنشر خبر حول تجميد عدد من القيادات لعضويتها في الحزب. من وقتها والصحف ونحن منها، تنشر الأخبار عن عودة الدواعش ثم نفيها من الموالين للحسن الميرغني.. أول تصريح حول إعادة مفصولي الحزب جاء على لسان السنجك وهو قيادي معروف وله وزن وكنا أول من نشره لنُفاجأ بسيل من الهجوم من قيادات أخرى تقلل من وزن السنجك وتحاول التأكيد على أنه غير قيادي ولا علاقة له بقرارات الحزب حتى يطلق التصريحات، ثم أعقبه بيان رسمي من إبراهيم الميرغني بصفته الناطق الرسمي باسم الحزب؛ يؤكد تصريحات السنجك تماماً، وأنها صادرة من مولانا الأب شخصياً.. ثم في نفس اليوم ينفي نائب رئيس الحزب؛ الحسن الميرغني، بيان إبراهيم الميرغني والذي يبدو أنه اطَّلع عليه فور صدوره قبل وصوله الى الصحف لينشر البيان ونفيه في نفس اليوم، وهو ما جعلنا في "التغيير" نسحب بيان إبراهيم الميرغني ونلغي النشر للخبر ونفيه. أخبار الحزب الاتحادي الأصل؛ أصبحت بلا مصداقية، بل إنها يمكن أن تدخل الصحف نفسها في اختبار المصداقية، فليس هناك قيادي اتحادي واحد يمكن أن يكون مرجعية.. الخبر من الاتحادي الأصل - بالضرورة - ينتظر القارئ نفيه غداً، وعليه أقترح على رؤساء التحرير إعلان حملة مقاطعة الى أن يعترف رئيس الحزب بهذا الخطأ وهذه الفوضى، ويحظر القيادات من الإدلاء بتصريحات إلا من الناطق الرسمي أو من مولانا الميرغني الأب شخصياً برغم أن أخبار الناطق الرسمي ذات نفسه؛ أصبحت قابلة للنفي كما حدث أمس من قبل الحسن الذي نفى كلامه، بل قال إنه سيعرضه الى المحاسبة التنظيمية. كل هذه الفوضى وعدم الاتِّزان والالتزام الحزبي؛ تنم عن عدم وجود ضوابط ولوائح تنظيمية، وتحدث في ظل صمت رهيب من رئيس الحزب؛ محمد عثمان الميرغني، الذي اختار منفاه في لندن، وأكيد أنه يسمع ويقرأ عن الأمراض التي تنخر عظم حزب كان له هو بشكل شخصي الدور الأساسي في تماسكه وقوة تأثيره في الساحة السياسية وفي المعارضة التي كان الحزب الحاكم يعمل لها ألف حساب في ظل وجود الاتحادي جناح الميرغني في صفوفها. في السابق كان الاتحديون يشتكون من حزب المؤتمر الوطني ويعتبرونه الشيطان الذي يخترق الحزب ويفتته الى أحزاب صغيرة، الآن يشتكي الحزب من شيطان نفسه الذي أشعل النيران في دار أبي جلابية، فهل يتدخل أبو جلابية بنفسه لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. التغيير