لا ادرى إن كان الإعلامى الاسلاموى المعروف حسين خوجلى قد جلس يوما جلسة تفاكرية تخطيطية، يتكتك او يساعد حكومات المؤتمر الوطنى المتعاقبة فى وضع البرامج والسياسات الاعلامية الموجهة ام لا!! وصراحة لا يهمنى هذا الامر كثيرا، إذ ان حسين هذا معروف انه من كهنتهم وحملة اقلامهم وقراطيسهم واحلامهم كلها منذ ان كان يافعا يتدافع بين ابواب الماضى القريب، حاملا بين كتفيه رأسا وعمامة اقل حجما. تعلم من الناشر والصحفي وليم راندولف هيرست فنون إصدار وإدارة الصحافة الصفراء، ومن بول جوزيف غوبلز وزير الدعاية السياسية في عهد أدولف هتلر فى ألمانيا النازية، فنون الحرب النفسية، فكانت الوان تؤسس لاول صحيفة فضائحية غير مهنية كان جل هدفها إثارة الرأي العام فى عهد الديمقراطية الثالثة. انتهج في تحريرها نهجا منتظما، فأظهر العورات و الفضائح والجرائم وسمى الناس فسوقا بما يكرهون، فاربك الحس السليم و شوه الذوق العام واباح الفجور فى الخصومة، فزهد الاسوياء فى مقارعة السياسة، ففسدت التجربة وهئ البسطاء ليوم جمعة امتطى فيه عسكر الاسلامويون ظهور دوابهم الحديدية باسم الخلاص من وضع صنعه حسين فى تكامل ادوار ساق الشيخ نفسه الى كوبر و جلس فيه العسكر على طاولة مجلس الوزراء وحيث ان كثير من فئات الشعب قد قاومت سيطرة الاسلامويون فى تلك الفترة على مقاليد الحياة، فلقد استبيحت على اقل تقدير اعراضهم بإسم المجاهدة ، واصبحت خدع الحروب ديدن حسين واعوانه، وكبر بوقه حتى فاق عمامته، وهو يعد ويطلق حروبا نفسية قاسية، استهدفت قيم وسلوك ومشاعر وعواطف وافكار المجتمع حتى تقوده للهزيمة والإستسلام بعد ان تقضى على روح المواجهة لديه، من خلال تكامل الادوار مع الحروب الاخرى الإقتصادية والسياسية والعسكرية بغرض الوصول إلى الفئات المستهدفة لكي ما يتم تنقيحها والتأثير على الآراء والمواقف ووجهات النظر والسلوكيات من اجل القبول بمعتقدات وأفكار جماعته واصحاب المصالح الاخرى من اسلامويين وعسكر و تكنوقراط فاسدين ومفسدين. وفى بدايات الإنقاذ الاولى، وحين انتظمت المدافعة ضد السيطرة والامر الذى وقع، تطور حسين وتطورت ادواته وزاع صيته وكبر ماعونه وكبرت عمامته وكبر رأسه وتوسعت حروبه فأصبحت شاملة هدفت إلى تحطيم الروح المعنوية وزعزعة الإيمان بمسلمات الوطن وزرع اليأس وروح الاستسلام في النفوس حتى استقر له ولعصابته الوضع ممزقا، مختلا، مفرقا، ضعيفا ، مدمرا، و مجردا من ارثه وذخيرته وتاريخه ومثله ومبادئه التى قام عليها وورثها جيلا بعد جيل. فاحتار الحليم والمثقف والمفكر والفنان والمسافر ، وسأل "من اين اتى هؤلاء؟" وهؤلاء هم حسين و مجموعة دائرته الشيطانية، تحمل فى حقائبها ادوات غسيل الادمغة والدعاية والإشاعة، فتمزق الإنسان وفى محاوات حسين وزمرته ونظامه لإعادة صياغة وتشكيل الفرد للزعن والقبول بالواقع الإجتماعى والإقتصادى والسياسى والفكرى....كان القتل والتعذيب والتجويع والحرمان من الحقوق و من ابسط مقومات الحياة الاساسية من ماء وكهرباء ووظيفة والقضاء على القواسم المجتمعية المشتركة والعزف على أوتار الطائفية والجهوية، والنتيجة، إنسان فى الداخل مشوه الإنتماء، دون بوصلة، تحول كل مافى جرابه الى اسئلة ولا اجابات، فدان الامر لقلة يتحدث بإسمهم حسين، يشبههم ويشبهونه، يحبهم ويحبونه، يحدثهم ويحدثونه،، يبيعهم ويبيعونه، بنوا امجادهم على اشلاء وطن مثقل بالمحن والجوع والهموم والحروب والفتن. إنسان لا يقدر على شئ لانه يفقد كل شىء، وغير متأكد من اى شئ، الا المسافر.......! الذى نجا بجلده من العيش تحت سقف يملك فضائه حسين، مستقل بذاته وبماله وبأدبه، يستطيع ان يرى بوضوح تاريخه، مربوط بسلسلة اسلافه، وتاريخ اجداده، متعب نعم، لكنه يملك الوقت ليرتاح ويفكر ويكتب وينصح ويساعد و يعين ويعول، ويقاوم، نعم اسفيريا يقاوم.....لا يشوه شئيا يا بلال بل يصلح ما افسده حسين. [email protected]