عمنا حشاش بي دقنو . جلس في مقدمة أرض واسعة إستحوذ عليها .. ولكن كيف فالكل يعلم الحقيقة ! وهي منبسطة أمامه وتدعوه لملامسة خصوبتها لتعطيه من خيرات باطنها .. ولكنه لا يحرك ساكناً بالجدية اللازمة لإستصلاحها ولا يدع بالمقابل الأخرين يجرون فيها محراثاً! جاءه أحد دائنيه مطالباً بحقوق له ظلت في رقبة حشاش بي دقنو ردحاً من الزمان..! فقال له الشيخ المسترخي طويلاً ..! غداً اقوم بحرث الأرض و بذر التيراب في جوفها ثم اسقيها و أنظفها من الحشائش .. ثم يستوي الذرة على سوق القصب و يغدو قناديلا .. أقطعها و اضعها هناك في التقاة .. ثم اعبئهاحبوباً في الجوالات هنا مشيراً بذقنه .. و أبيع الحصاد ومن ثم أعطيك مستحقاتك على دائر المليم ! فضحك صاحب الدين من فجاجة النكتة .. إذ كيف سينتظر كل تلك الأحلام الزلوطية التي ينثرها أمامه ذلك الشيخ المستفز ..! فما كان من حشاش بي دقنو أن قال له .. من حقك أن تضحك لآنك .. ضمنت إسترداد حقك كاملا ! وهكذا هو حال اسلوب التسويف لدحرجة عجلة الزمن لصالحه الذي ينتهجه المؤتمر الوطني المتربع على مساحة أرض الثروة والسلطة في تعاطيه مع أولئك الحالمين بإمكانية ان ينجح الحوار المستحيل التي تتضارب مسوغات وإحتماليات إنعقاده من أصلها و تتضاءل فرص نجاح ألياته وتتناقض فيه مقترحات الزمان والمكان ..! أحد اللاعبين في تشتيت كرة الحوار هو مجلس احزاب الفكة وهي سبعة وستون حزباً بقلة التمام وعدم الكمال والذي يعمل رئيسه السيد عبود جابر موظفاً بالمؤتمر الوطنى ولا مصلحة له في حل وطني لآزمة البلاد السياسية لان مكانه في إعراب مرحلة ذلك الحل سيكون خارج الملعب .. لذا فمن مصلحته إتباع أسلوب المراوغة لكسب المزيد من الإحتفاظ بجمال عمامته ونقشها الحريري وبقائهاعلى راسه و عدم زوال بياض جلبابه الأنيق ! بينما الميرغني الإبن قد حمد الله و باس يده ظهراً وباطناً بعد ان وجد وظيفة جنبته الجلوس عاطلاً في منزله وثير الفراش ! أما الإمام المهادن تارة والمهاجر الان فهو يغرد خارج السرب حينما يكون في الداخل .. بينما يتحول الى مصلح عربي إسلامي أممى عندما يحلق خارج سماء الوطن كفاقد الشيء..! و لعل اليسار الحالم بإثارة غبار الشارع الساكن تحت وحل الإحباط لا يعول على الحوار و ليس قادراً على إزاحة الكوز من على غطاء الزير في ذات الوقت .. ولعله لن يخسر كثيراً في المزيد من الإنتظار ! و الإسلاميون يتقاربون إضطراراً باللحي المتوجسة وأنفاس الخوف من عاقبة زوال شمس ايامهم تتعالى حارة .. ويسعون لشغل نوم أعدائهم بحلم الحوار الذي يشابه إستعادة الدين من حشاش بي دقنو .. فهوحصاد يمنيهم به المدين ويريدهم أن يتوهموا رؤيته ماثلا في تقاة خيالهم حتى قبل حراثة أرضه التي ملت الإنتظار .. ! والخاسر الأكبر هو شعبنا الذي بات لا يرى من صورة المشهد المهشمة الزجاج و الإطار إلا ما يليه من هموم حياته الطاحنة ..! ولا عزاء للوطن .. ذلك الجريح بسكين الحكم حادة الطرف مؤذية الذبح وطرف المعارضة الثلم والصديء .. عافاه الله . [email protected]