تدمير دبابة "ميركافا" الإسرائيلية بتدريب لجيش مصر.. رسالة أم تهديد؟    بالفيزياء والرياضيات والقياسات العقلية، الجيش السوداني أسطورة عسكرية    دبابيس ودالشريف    أسامة عبد الماجد: مُفضِّل في روسيا.. (10) ملاحظات    مناوي ل "المحقق": الفاشر ستكون مقبرة للدعم السريع وشرعنا في الجهود العسكرية لإزالة الحصار عنها    حسين خوجلي يكتب: البرهان والعودة إلى الخرطوم    بمشاركة طبنحة و التوزة...المريخ يستأنف تحضيراته    مجلس الأمن يعبر عن قلقله إزاء هجوم وشيك في شمال دارفور    أهلي القرون مالوش حل    السودان..البرهان يصدر قراراً    محمد صلاح تشاجر مع كلوب .. ليفربول يتعادل مع وست هام    السودان يطلب عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي لمناقشة العدوان الإماراتي    أزمة لبنان.. و«فائض» ميزان المدفوعات    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا "أدروب" يوجه رسالة للسودانيين "الجنقو" الذين دخلوا مصر عن طريق التهريب (يا جماعة ما تعملوا العمائل البطالة دي وان شاء الله ترجعوا السودان)    شاهد بالفيديو.. قائد الدعم السريع بولاية الجزيرة أبو عاقلة كيكل يكشف تفاصيل مقتل شقيقه على يد صديقه المقرب ويؤكد: (نعلن عفونا عن القاتل لوجه الله تعالى)    محمد الطيب كبور يكتب: السيد المريخ سلام !!    استهداف مطار مروي والفرقة19 توضح    لماذا لم تعلق بكين على حظر تيك توك؟    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    ب 4 نقاط.. ريال مدريد يلامس اللقب 36    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أحمد السقا ينفي انفصاله عن زوجته مها الصغير: حياتنا مستقرة ولا يمكن ننفصل    بايدن يؤكد استعداده لمناظرة ترامب    الأهلي يعود من الموت ليسحق مازيمبي ويصعد لنهائي الأبطال    سوق العبيد الرقمية!    أمس حبيت راسك!    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    "منطقة حرة ورخصة ذهبية" في رأس الحكمة.. في صالح الإمارات أم مصر؟    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مذكرات سيد الحاج-- بارا تزيح ستار النسيان عن صحائفها البيضاء
نشر في الراكوبة يوم 20 - 08 - 2015


بسم الله الرحمن الرحيم
مذكرات سيد الحاج (تابع)
بارا تزيح ستار النسيان عن صحائفها البيضاء (2)
القسم الثاني
ظللنا منذ استقلال السودان كبشاً لفداء الوطن نتنازل عن أولوياتنا لتهدأضلوع وتجف دموع ويبقي الوطن ومجدنا لا يزال جياش الغضب علي نسيانه ولكنا نقول كما قال الشاعر :
لا هطلت علي ولا بأرضي سحائب ليست تنتظم البلاد
وظل المواطن البسيط يسمع الكلمات (يدشن .. يفتتح .. يصدق ..يشيد مشاريع .. معاهد) ولا يفهم منها شئ فهل يحق الحق بأنصاف هذه المدينة الصابرة حتى يتذوق مواطنوها طعم المساواة ام هو مكتوب لنا في الجنة لننتظره !
صبرنا وصرناكلما لفحنا الهجير وتجهمت في وجوهنا الحياة نجتر الذكريات لنرطب بها بقية حياتنا .
ونختزن لماضي بارا ذكريات عذبة كالطفولة ... كالأحلام .. كاللحن ...كالصباح الجديد) .
وبارا مدينة رشيقة يستطيع المرء من غير تكلف أن يقدمها للقراء في أبهى مفاتنها .فهي كالطاؤوس في وفرة ألوانها ونصاعة أصباغها وتعدد صورها .واعتذر إنأخفقت في إيفائها حقها ولكم العتبىإن سقطت عن الذاكرة بعض الأسماءوالأحداث الهامة .
فقد اضطررت للكتابة عنها علي عجل تام واختصار مخلخوفاً من أن أي تأخير قد يعرض الذاكرة للاهتزاز أو الخروج عن الشبكة وان تكتب قليلاً خيراً من أن لا تكتب .
حياك الله يا بارا . فإن لك في كل قلب آية مسطورة ، وفي كل تاريخ صفحة منشورة – انظر أخي الكريم إلي هذا المزيج المدهش الفريد من الحضارات التي قويت روابطها وتوثقت علاقاتها وتعانقت حضاراتها وتلاقحت فأنجبت النجلاء والنجباء في هذه المدينة جميلة البسمات عليلة النسمات ،أنيسة الوحشة مرهوبة الجلال يزينها الورد والعطر والجمال
This marvelous mixture of culture is absolutely unique
ويسجل التاريخ أن مدينة بارا كانت إحدى ولايات مملكة علوه النوبية منذ العام 1285 م (Itrepresentscenturies of titanic duration )كانت منذ عهود مضت مدينة فيحاء جاذبة حباها الله سبحانه وتعالي ميزات نوردها في هذه العجالة :
أولاً : لموقعها الجغرافي لكونها في وسط السودان تماماً
ثانياً : لهذا الموقع ميزة تجارية جعلتها همزة وصل بين أواسط السودان ودارفور من جهة الغرب ودنقلا ومصر من الشمال .
ثالثاً: لمائها العذب الوفير وطقسها الجميل
رابعاً : فهي منطقة إنتاج زراعي وثروة حيوانية غنية
خامساً : لأسباب ربانية لا نعلمها جعلت أفئدة من العلماء وقادة الطرق الصوفية تهوي إليها في مقدمتهم أحفاد رسول الله صلي الله عليه وسلم وصحابته الميامين
سادساً : فهي مهد الطريقة الختمية في السودان ومسقط رأس زعيمهم السيد الحسن الميرغني نسل الزهراء .
سابعاً : وفيها رئاسة السجادة التجانية في البلاد – في خرسي – وفيها بيان ود الطريفي العركي والنور أبوعلي ومشايخ ونوبات الإسماعيلية وفيها مسجد الفكي موسي ابوجنازير العتيق الذي صلي فيه الإمام المهدي طيب الله ثراه وفيه تم عقد قران المهدي للسيدة النخيل بت يوسف نسل الفكي عربي مكاوي .
ويسعدنا ويشرفنا أن الرسول صلي الله عليه وسلم قد حث صحابته بالهجرة إلي السودان قائلاً اتخذوا السودان ملاذاً فأن ثلاثة منهم من سادات الجنة : لقمان الحكيم والنجاشي وبلال (علماً بأن السودان كانت تعني المنطقة الواقعة بين الحبشة شرقا والسنغال غرباً) ومنذ ذلك الحين اخذ هذا الحلم يؤرق صحابة رسول الله يتوقون لليوم الذي يرحلون فيهلأرضأخيهم بلال بن رباح ذاك المجاهد المخلص الوديع المتفاني وكان لنا في بارا نصيب الأسد في ذلك الزحف المقدس لهجرة أصحاب رسول الله من حجازيين سوريين وعراقيين تسربوا داخل السودان عبر البحر الأحمر وآخرون دخلوا بعد فتح مصر في العام 638معبر نهر النيل مع جيوش عقبة ابن نافع وعبد الله ابن أبي السرح عندما اكتظت القاهرة بالكثافة السكانية والضغوط الاقتصادية عندئذ تفرعت قبائل جهينة الرعوية في الجزء الشمالي الغربي من القارة الإفريقية وامتزجوا مع القبائل الرعوية المسكونة بسعاية الماشية وعشق الإبل بالمصاهرة محدثين تحولات عرقية تجد ملامحها بارزة في قبائل شمال كردفان الرعوية التي تحيط بمدينة بارا من جوامعه وجلابة هوارة ودار حامد والكبابيش والكواهلة والمجانين والهواوير وغيرهم من النوبيين الذين صاروا فيما بعد يتوافدون علي مدينة بارا كلما عصف بهم الجفاف (المحل) بحثاً عن الماء والكلأ .
من جهة أخرى تفرعت قبائل الثعلبة والقرشيين الذين يحترفون التجارة والزراعة وطاب لهم المقام مع إخوانهم في الله من القبائل النيلية في حضن أشجار النخيل وتمازجوا معهم بالمصاهرة ايضاً (تجدون فى كتاب مولانا الاستاذ جابر الانصارى معروف سرداً طيباً توخى فيه المؤلف الدقة فى والاعتماد على مصادر هامة لتدفق القبائل العربية لمصر والسودان وهجرة ابناء الشمال لكردفان) و هو المصدر الذي استغيت منه المعلومات التاريخية الهامة. وفي العام 1505م كانت هجرة الجوابرة والركابية ، والبديرية الدهمسية والدناقلة ، والشوايقة ، والجعليين الي بارا بسواقيهم وشواديفهم ووجدوا في مدينة بارا وخيرانها خير امتداد لطيب هوائها ووفرة مياهها وخصوبة أراضيهاوأريحيةأهلها وكان ذاك التمازج المدهش الفريد وشهد العام 1821م سقوط كردفان في أيدي التركية السابقة ووجد الأتراك خير موطن لهم في بارا علي وجه الخصوص فاستوطنتها عشرة قبائل تركية ذات جذور وأصول وطاب لهم المقام في المدينة ذات الحدائق الغناء بنسيمها العليل وسكونها الملهم نذكر منهم آل عبد العزيز آل يعقوب – آل أيوب – آل الروبي – آل رستم آل الكاشف- آل زكريا -وآل المستريح .وتم التمازج وأثمر الهجين .
الرعيل الأولمن تجار مدينة بارا :
في هذا المقام يطيب لي أن اذكر في احترام وإجلال ذكرى الرواد الأوائل (pioneers) من تجار مدينة بارا الذين أدركوا بثاقب فكرهم خطورة زحف الاستعمار الاقتصادي نحو كبرى مدن السودان . لقد أولت دولة السودان الحديثة جل اهتمامها للانعتاق من رق الاستعمار السياسي الذي يهين الحق ويؤذي الكرامة . ولكنها لم تعر الاستعمار الاقتصادي التفاته فاغتنم الاستعمار الاقتصادي هذه الغفلة وجاء بالشركات البريطانية الكبرى والتجار الأجانب يزرعهم في كبرى المدن بعد أنأكلالأرض وشرب النيل واحتكر مشروع الجزيرة (the biggestonefarm in the world ) بمساحاته الشاسعة وأراضيه عالية الخصوبة لمصانع لانكشير ومانشتر في بريطانيا فانداح التجار الأجانب يتنافسون في اختيار المواقع التي تسحر الطرف وتملك اللب .
وفي أعقاب الخريف وطلائع الشتاء جاء لمدينة بارا بالخواجة استاورو ، وملتاديس ، ولويس.
كان الخواجة استاورو حامل اكبر أسهم في شركة المباني في مدينة الأبيض وكان متجره بمدينة الأبيضأشبه بمحلات مرهج وفانيان اكبر سوير ماركتز بالخرطوم العاصمة ولكن هل يقطن الخواجه استاورو مدينة الابيض مركز تجارته واستثماراته مضحياً بمعبد السحر الذي يشع في عينيه ؟ رغم ذلك اتخذ الخواجة مسكنه في بارا وكتب علي لافتة متجره الفخيم بالأبيض (مخازن الثلاثة نجوم بارا والأبيض) مقدما اسم بارا علي الأبيض وجلب إليهامخبزا لصناعة الرغيف ومصنع ليمونادة وآخر للداندرمة – الايسكريم كان ذلك كله قبل أربعينيات القرن الماضي وكان متجره ببار الكائن في الشارع الرئيسي جوار منزل المفتش البريطاني لا يقل عن سوبر ماركت الأبيض وزوده بكل ما يلزم .
ومن جهة أخرى انضم اليهم إخوة كرام من مصر ونذكر منهم ميخائيل حداد واحمد أفندي وكانت لهم صلات أسرية طيبة مع الأهالي .
أما ميخائيل حداد الذي صار فيما بعد صاحب شركة (Agri Product ) في لندن فان حفيده ايلي حداد ما زال يباشر نشاطه في تجارة المحاصيل بالسودان وله أفرع في كل من الخرطوم والقضارف والأبيض وحلفا الجديدة تحت اسم شركة ايلي حداد .
واحمد أفندي الذي خصص مزرعته بكاملها لإنتاج الليمون وكان إنتاجاً فريد من نوعه ذاعت شهرته في البلاد ،تجاورها ساقية عمكم أمين معروف الحافلة بغرائب النباتات والأزهار بجداولها المتعددة تنساب منها المياه الصافية الرقراقة في مختلف الاتجاهات .
تجار مدينة بارا :
نعود والعود احمد الي دور أعمامكمالأوائل من تجار مدينة بارا الذين استفزتهمالأريحية التي خص بها المستعمر التجار الأجانب من الطابور الخامس الذين جلبهم لمنافسة الوطنيين الذي يزاولون تجارتهم بصدق وصبر وليس في نصابهم قرش زائف .
فطن هؤلاء الشرفاء للخطة الماكرة التي ينطوي في باطنها الوبال الوخيم فرسموا خطتهم بالانسحاب التكتيكي لتأسيسأفرع لهم في كبرى القرى التي تحيط بالمدينة كي يستقطعوا نصيبهم من الكيكة قبل وصولها للدخيل . فمال الي كجمر كل من الشريف مالك وخليل محمد فرح . وللقاعات شرشار ودميرة وأم صفاري كل من رجل البر والإحسان فضل الله الخليفة ومحمد قيلي والتوم محمد عبد الله ،حسن سيد احمد قريش وإخوانه يوسف وبابكر ومكي سيد احمد عبد الله واحمدون و حاج مكي كنني واخوانه الشيخ والفارس محمد خير و الاخيدر والتجاني فضل ويوسف حماد ويوسف الدسوقي واحمد الحسن وحاج محمود .
وفي امسعدون عبد الرحمن عبد الله والي ام بادر مكاوي احمد حامد واولاد حاج السيد عبد الباقي واحمد وخليل منصور ، بشير ابو جيب ،عوض عمر ، مالك محمد مالك وآل الركابي .و توجه الي كادقلي في جبال النوبة محمد عبد الرحمن ابتر ، خليل يعقوب ، بكري محمد مدني ، محمد احمد حسين ، عبد الحفيظ بابكر ، مكي ابو كشرة ، ابن عوف ، الفاتح عبد القادر وقد تغنت بشهامتهم الشاعرة رابحة بنت عبد الحفيظ , واسس كبار تجار بارا استثمارات ضخمة في الأبيض امثال الحاج مكي عبد النعيم والسيد عبد الباقي مؤسس مسجد التجانية بالأبيضوالخليفة محمد عثمان ياسين صاحب محلات ابونجمة و ياسين عبد الله ياسين والخليفة ياسين عشرةوإبراهيم احمد ياسين وجعفر وحسن حاج محمود وأولاد العوني وفيلق آخر من شباب الركابية أنكروا الوظيفة وصارت في نظرهم مطلب قصارى الامال لمن لا يجد في شعوره القدرة وفي بيته رأس المال وأقدموا علي التجارة بطموح لا يحصره يأس وكان التوفيق حليفهم امثال السيد علي هاشم قرة عين والده ، مثال البر ورمز الطاعة ومحجوب عبد الله ياسين رئيس مجلس بلدية الابيض من الذين فرضت عليهم أكاديمياتهم الانخراط في الوظيفة أمثال قنديل إبراهيم وزير التعاون و رئيس مجلس إدارة شركة الحبوب الزيتية والشريف الركابي الأستاذ القدوة فقد أنكروا الوظيفة فيما بعد غير نادمين عليها وفي سماء العاصمة الخرطوم سطع نجم الشاذلي شيخ الريح وجعفر قريش ومحمد الحسن عبد الله ياسين عضو مجلس السيادة في مقدمة صفوة الرأسمالية الوطنية الذين ساهموا في تأسيس الحزب الوطني الاتحادي وكانوا السند والعضض للزعيم الأزهريهذا باستثناء حكما البلد الذين تربطهم بالمدينة التجارة والزراعة معاً ويحملون اسم العائلة امثال سيد احمد قريش ، و عبد الله يسين ، ومكى ، واحمد ، وعبد الله معروف، ومحمد عثمان ، وعمر احمد يسين ، والكرداوي ، والطاهر عبد الرحمن ، و يس عشرة ، والزراعيون امثال امين معروف، عبد الله عبد الرحمن ، و آل بركية . و هنا تجدر الإشارة الي الأمل الطموح الذي كان ينظر بذكائه و حكمته الي غاية الحياة و هو في بدايتها الطيب محمد عثمان ياسين.
بنات بارا :
الحبوبة و الأم الرؤوم :
هي مضرب المثل في الحلم وسعة الصدر وآية في طيبة القلب والحنان ، هي الزوجة والام الرؤوم تروض الرجل وتدمث خلقه وترقق طبعه ، علمتها الحياة الاعتماد علي النفس تسعد وتنتعش لمعونة المحتاج ومواساة المريض ذات خلق رضي وسلوك طيب ماهرة في فض الخلافات بين افراد العائلة .لا تتكشف حتي داخل منزلها ، تعرف كيف تفرض سيطرتها وهيبتها علي بناتها وحفيداتها وبنات الحي تأمر البنت – أي بنت في المدينة ان تحتشم كلماتها وتتزن حركاتها وتعتدل في جلستها وتخفض صوتها والحرص كل الحرص ان لا يسقط ثوبها من رأسها من تصادفها من الفتيات تقف جانباً وتخلي لها الطريق ،رغم خشونة سلوكها هذا فهي خيرة كريمة عادلة منصفة . أنيقة لكنها تحب البساطة والنظام وبساطة ذوقها في رخص ثيابها تقول انا بنت ابي سواء لبست الحرير او القطن حسنة التقدير وصواب التدبير ، تؤدي صلواتها بانتظام وتحرص علي صوم الستوت من شهر شوال .
2/الفتاة
لم تحتل الفتاة مركزها هذا لجمالها الفتان وحسنها الأثر فحسب بل لخلقها الرفيع وأدبها الجم وذكائها الوقاد وضميرها اليقظ . فتحت عينيها علي القدوة الحسنة وأذانها لصوت العقل . تجدها إلي جانب كثير من الوسامة والملاحة واعتدال الغد وحسن التكوين إلي جانب ذلك فان جمالها فيه إباء لكنه رقيق فيه مزيحا من الوداعة والعزة ، وخلطا من الضعف والدلال ، وطباقاً من الهيبة والنبل . تحمل الهوى المكتوم الذي تفضحه البسمة الحنون إلي جانب ذلك كله فهي حصيفة الرأي ذات ذوق مرهف . يزيد جمالها ظهوراً وحسناً ذوقها في اختيار ملابسها وقدرتها علي تنسيق الألوانحتىلتكسف وهي في ابسط الثياب وأرخصهاالأخريات الرافلات باغلي الحلي والحلل . لم تطمس بالبدرة والاحمر ماء الحسن والشباب الصافي في بشرتها متحفظة خجولة . ربة منزل ماهرة شاعت شهرتها علي إنهاأستاذة في فنون الطهي ذواقة عظيمة في اختيار انواع الطعام وأوصافه . تؤدي صلواتها في مواعيدها وتتسابق مع الأخريات للحاق لصلاة التراويح في شهر رمضان المعظم ، ونافست الحمائم النسور رغم جناحها الهش وريشها الناعم نبوغاً واحتلت اعلي المناصب في الدولة

فنون الطهي :
*لعهود مضت كانت الوجبة الرئيسة للمواطن السوداني هي القراصة ، العصيدة ، الكسرة بملاح الويكة او حتي التقلية والنعيمية .
*وكانت عند المصريين الكشري والفسيخ والفول .
*وبمرور الزمن اقتبس المصريون فنون الطبخ الحديث من الأتراك وانتقلت من المصريين لكبري مدن السودان .
*اما نساء بارا فقد انتقل إليهن فن الطبخ الحديث من العشرة عوائل التركية التي استقرت في المدينة وانصهرت في بوتقة واحدة وصاروا ابناء عمومه وخوولة حتي قبل اخواننا المصريين ومع حسن التقدير وصواب التدبير صارت ذواقة عظيمة في اختيار الطعام .
من غير عنوان :
يحكي أن مفتش مركز مدينة كادوقلي قد فرض رسوم جديد علي تعرفة العبور في المنطقة مما جعل أصحاب الشاحنات يتجمهرون أمام مكتب المفتش ويصرون علي مقابلته قال لهم المفتش : انا ما ممكن اسمع كلام مية زول في وقت واحد فاختاروا منكم ثلاثة للحديث معي فصعد لمكتبه من تم اختيارهم . وجه المفتش سؤاله لأحدهم ، أنت اسمك منو ؟ يرد خليل يعقوب ، المفتش أنت من وين ؟ يرد من بارا . المفتش يتوقف متأملا في وجه خليل يعقوب ثم يكتب من بارا ويلتفت للأخر ويسأله انت اسمك منو ؟ يرد محمد احمد حسين ، المفتش من وين ؟ الإجابة من بارا . المفتش يهز رأسهوأنت كمان من بارا ؟!الإجابة نعم المفتش يلتفت للثالث ويسأل وأنت اسمك منو ؟ الإجابة الطريفي خليل ، المفتش يكتب بمذكرته الطريفي خليل ويقول : اها أنت من وين يا الطريفي خليل ؟!الإجابة من بارا .. المفتش لا اله إلا الله انتو الثلاثة من بارا؟ !الإجابة نعم المفتش والله دي مصيبة الثلاثة في وقت واحد قلت شنو ! المفتش لا أنا قلت والله صدق إبليس ! الثلاثة في وقت واحد لعنة الله علي إبليس . المفتش امشوا قولوا للناس البره ديل خلاص المفتش شطب الزيادة وخلوهم ينفضوا وتعالوا لي انتو ناس بارا ديل أنا دايركم وكان ان صفق الجميع مهللين وانفضوا وعاد الفرسان الثلاثة لمقابلة المفتش الذي أجلسهم هذه المرة وقال لهم : قالوا ان إبليس جمع عياله كلهم وقال ليهم انأ ماشي اضلل ناس الدنيا دي كلها ودايركم انتو بس تضللوا لي ناس بارا . ولما عاد إبليسمن مهمته وجد إن ناس بارا ضللوا عياله عشان كدا ان استجبت لطلبكم لكن دايركم تغادروا هذه المدينة اليوم لأنو لو أصبحتم هنا لي باكر والله إبليسزاتو يروح معاكم في داهية .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.