بسم الله الرحمن الرحيم صديقي (هشام الكندي ) يقيم هذه الأيام في مصر، أرسل لي يخبرني عن موقف غريب حدث له مع سائق تاكسي مصري حيث طلب هشام من السائق رقم هاتفه لحفظه فأجابه السائق: (هات الجوال أسجللك الرقم). فأجابه هشام ( بكتب براااي.... ) فقال المصري: (هو إنت بتعرف تكتب؟) فرد هشام: هووووي... ست الشاي عندنا بتعرف تقرأ وتكتب وفيهم خريجات جامعيات كمان. فبهت المصري !! إن موقف هذا المصري ليس غريبا ولا مفاجئا، وهو لا يدل على عدم تسويقنا لأنفسنا بصورة جيدة في الإعلام الخارجي ؛ ولكنه يدل على ضحالة ثقافة البعض من المصريين، وهو أمر ليس بغريب على من لا يفرق بين حرب أكتوبر وثورة 25 يناير. وإني أرى أنه ليس من المهم أن تتغير نظرة الشعب المصري لنا بقدر ما يجب أن تتغير نظرتنا نحن لأنفسنا، فمن لا يستطيع تقييم نفسه ووضعها في المكان اللائق بها ينبغي أن لا يلوم الآخرين. فمثلا قضية المساجين السودانيين في السجون المصرية تحتاج إلى وقفة أكبر من جانب رئاسة الجمهورية ، ووزارة الخارجية ، وسفارتنا في القاهرة، ويجب أن نقارن بين الاهتمام المصري بمواطني مصر في السودان وبين اهتمامنا نحن بقرابة (مليونَيْ) سوداني في مصر وفي مقولة أخرى (أربعة ملايين). وخلال الأيام الفائتة صرح المستشار العمالي في السفارة المصرية، (شريف الحلواني) ، بأن مكتب التمثيل العمالي بمقر السفارة في الخرطوم، على استعداد لتلقي أية استفسارات من جانب أبناء الجالية المصرية على مدار الساعة. كما نوه إلى أهمية إبرام عقود عمل تحافظ على حقوق العمال والتزاماتهم، وضرورة اعتماد عقود العمل تلك لدى مكتب التمثيل العمالي (مجاناً)، مع إحضار مستندات تمكنهم من متابعة أحوالهم بالسودان من خلال زيارات ميدانية لأماكن وجودهم، ومتابعة حقوقهم في حالات عدم تمكنهم من المطالبة بحقوقهم. هكذا تدير مصر شؤونها وتحافظ على حقوق مواطنيها خارج مصر أكثر من داخلها. وإني أكاد أجزم بأن ما تطالب به من حقوق لمواطنيها بالخارج لا يجدون ربعه داخل مصر لكنها سياسة (الحصول على الاحترام والحقوق في الخارج عند فقدانها في الداخل). خارج السور: بس..... لو بطلنا الشفقة والكبكبة والاستعجال في التعامل مع مصر لكانت الأمور مختلفة كلياً.. وإن كان لا بد من الكبكبة فعلى الأقل كبكبة لي كبكبة اتكبكبوا في بلد من وراها فايدة. *نقلا عن السوداني