بسم الله الرحمن الرحيم لبي الإختصاصي الإستدعاء لوجود حالة جراحية مستعجلة وحضر بعربة أجرة، وقبل أن يدخل إلي غرفة العمليات وجد والد المريض هائجا يذرع الممر جيئة وذهابا فبادره وعلامات الغضب بادية علي وجهه صارخا لماذا تأخرت يا دكتور؟ وين الإنسانية؟ وين ملائكة الرحمة؟ إنتو جزارين سماسرة مافاضين من شغلكم الخاص؟ إبتسم الجراح وإعتذر بلطف إنساني عن التأخير وقال أنا أسكن في أطراف المدينة عشوائي لاماء لا كهرباء ولا أملك وسيلة مواصلات وقد لبيت النداء بعربة أجرة حالما تلقيت النداء، أتمني أن تهدأ وثق أن إبنك في أيدي أمينة ملائكة رحمة قولا وفعلا خبرة وتجربة تجردوا لخدمة الوطن وإنسانه ورد الجميل له، قال والد الطفل للجراح: أهدأ وإبني زائدته قالوا عاوزة تنفجر؟ ماذا لو كان إبنك وحياته علي المحك هل كنت ستهدأ؟ سامحك الله لو مات ولدك ماذا كنت ستفعل؟ إبتسم الطبيب الجراح وقال اقول قوله سبحانه وتعالي( والذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ) إتق الله وأذهب للمصلي وصلي ركعتين لله وأدع الله ان ينجي ولدك؟ هز الأب كتفيه وقال ساخرا : الأطباء ما أسهل موعظتكم ونصحكم عندما تمس شخصا آخرا لا يمت لكم بصلة . دخل الطبيب إلي غرفة العمليات وإستغرقت العملية وقتا ليس بالقصير وخرج الطبيب قائلا لوالد الطفل الحمد لله العملية نجحت وإبنك تمام وقد فاق من التخدير وستراه حالا، فقط أعذرني وستشرح لك الطبيبة سبب إستعجالي، خرج الطفل من غرفة العمليات ومعه الطبيبة فسألها الأب بعد أن إطمأن علي ولده مابال هذا الطبيب مستعجلا هكذا حتي لم ينتظر دقائق معدودة ليطمئن علي مريضه وأسأله عن حال ولدي ويشرح لي العملية؟ فجأة أجهشت الطبيبة بالبكاء وقالت له لقد توفي ولده يوم أمس في حادث حركة وكان يستعد لمراسم الدفن عندما إتصلنا به للحضور فورا لأنه الطبيب الجراح الوحيد كما تعلمون في هذه المستشي ويقوم مقام إختصاصي النساء والولادة وجراحة الأطفال والعظام والباطنية، ترك حزنه وألمه ومأساته وجاء مسرعا لإنقاذ ولدك والآن عاد ليواري إبنه الثري، وجم الرجل وتغير لون وجهه وصار يحدث نفسه: نعم أنتم ملائكة رحمة ورسل إنسانية تتجردون وفي اسوا بيئة ومناخ عمل عرفتها الصحة لخدمة المواطن وهو في أسوأ الظروف –المرض- و المسئول لا يعطيكم إلا الفتات ويطلب منكم المستحيل في بيئة عمل لا يوفر أساسياتها، والمواطن جاحد لجهدكم وتجردكم بين شتم وضرب حتي من من يفترض ان يكونوا حماة النظام والقانون، ومسئول آخر يقول أنتم سماسرة خلوهم يمشوا بجو غيرم والهجرة لا تقلقني ولا تزعجني بل أسوأ من ذلك يقول أن الطبيب العمومي بيعمل لي حساسية، هكذا وصل الحال بالطبيب في السودان أن يعامل بطريقة فظة لا تليق حتي بآدميته وإنسانيته وطبيعة مهنته الرسالية، نحن والدولة سبب هجرتكم وعزوفكم! هل الدولة يهمها من أمر الهجرة شيء؟ هل الدولة يهمها من أمر بيئة ومناخ عمل الطبيب شيء؟ هل صحة المواطن من إهتمامات الدولة؟ كسرة:مات إستشاري الجراحة رحمه الله أثناء المرور بين المرضي في العنبر وهو لا يملك ثمن قسطرة القلب، ومات إستشاري طب وجراحة العيون بفشل كلوي وغسيل الكلي كان يتسوله له زملائه، وإستشاري النساء والتوليد ورئيس القسم في كلية الطب تلك وهو حالة مستعجلة طالبته المستشفي الخاص بأمنية خمسة مليون بعد منتصف الليل حتي يتم إدخاله للعناية المكثفة( رحمه الله) ومآسي الأطباء كثيرة جدا جدا علي قفا من يشيل، ولكن نقولها بكل فخر وإعتزاز إنهم ملائكة رحمة ورسل إنسانية وهم إمتياز إلي أن يصلوا درجة إستشاري أو في المعاش يدركون حجم مسئوليتهم تجاه المريض ولا يتوانون في تقديم الخدمة له مهما كلفهم من جهد، أما وطنيتهم فلا يشكك فيها إلا من به مس أو صاحب غرض ، ونقول أخيرا الدولة وظلم ذوي القربي أشد مضاضة من الحسام المهند اللهم أستر فقرنا بعافيتنا هتفت جموع النقابة بحضور النائب الأول لرئيس الجمهورية ضده : إستقيل يا ثقيل، ومع ذلك عاد للإستوزار نواصل إنشاء الله