بعد ان سقطت حبة الفول من مغرفة البرقاوي تدحرجت حتي اتت الركن الشمالي الشرقي للدكان ملتصقة بحبة سقطت من غرباله عصر اليوم السابق ..تنهدت وحمدت الله كثيرا وأثنت عليه لان رفيقاتها الآن تئن تحت زجاجة ببسي يحركها صبي صغير يمينا وشمالا حتي اندثرت وغابت كل معالمها وصارت كل رفيقاتها جثثا، عجينة واحدة فاقم آلامها ملح وبهار حراق مضاف..حكت للناجية غير المطبوخة الدوار الذي اصابها منذ خروجها من الجوال في الغربال الذي تشبه حركته هدهدة الطفل وغمرها في ماء بارد لساعات طوال حتي تورمت ومن ثم سقوطها من عل داخل القدرة المظلمة وبدء وتيرة الحرارة في التسارع في الإرتفاع طوال الليل حتي فاقت درجة الغليان والفوران الذي يشبه السيول في منطقة محصورة يقذفها من بيدٍ لاهبة لحديدٍ محمي بكور حداد حتي تشرق الشمس ويبرد الهولكوست ويأتي الفرج من رب العالمين..كانت دموع الحبة غير المطبوخة تسح حتي بللت ما تحتها ولم تكن تعلم ان تجربة مريرة صرفها الله عنها وتذكرت احلامها وهي في شجرتها ان يختارها سيدها بذرة تخلف كثيرا وقت الحصاد ذرية بها جينات اصلها الايطالي الذي يعطيها اللمعة ويبذر فيها مسرة الناظرين في وعاء عرض الحبوب المجدول من سعف النخيل ومن اصلها استمدت قوامها الطويل وخصرها النحيل وخصوبتها الفائقة و سرعة نضجها ومنظرها الجميل في الطبق مكللة بالشمار المسحوق ويلمع فوق رأسها المتوج ملكا علي كل البقول زيت السمسم الصافي .. ومن خلّف عاشت سلسلته ابد الآبدين خيارا ثابتا كبذرة ولكن الأحلام تبخرت ونجت باعجوبة بعد ان دعت بما جعل النار بردا وسلاما علي سيدنا ابراهيم وان يصرف عنها عذابها ان عذابها كان غراما.. لاحظت حبة الفول وهي تحكي بحماس ان أختها الناضجة لا تستجيب ولا ترد ولا تنفعل مع مأساتها وحين إلتفتت وجدتها إسودت وبدأت تجف وتخف حتي أن النسيم يحركها وهي لا تقاوم ..لم تر الموت زائرا أبدا في حياتها ولكنها حين دققت التي تعذبت كثيرا.. وهي في اضطرابها ،فإذا ريح تجر صديقتها من أمامها وتقذف بها تحت نعل رجل سحقها دون رحمة وهو يقهقه مع طرف آخر في الجوال.. ما مصيري ..رياح تسوقني لمزرعة خصبة أنمو و أصير فرعا للقبيل الإيطالي في تلك الناحية؟ ام سأشرب من نفس الكأس التي شربت منها رفيقتي الراحلة؟ ام اغيب في بطن طائر درجة حرارة معدته تفوق قدرة البرقاوي؟ وهي في حيرتها اذا بها مبلولة في وعاء الطعمية بعد ضبطها في مخبئها، محمرة الجفون من حزن علي الفقيدة وينتظرها هرس المفرمة وخلط بالملح والبهار وطهو علي زيت يغلي لا يرحم شيئا قط ،سقط داخله..... **البرقاوي دكان داخل الحي وليس قبيلة** [email protected]