ظلت منطقة النيل الازرق طوال سنوات الحكم الوطني تعاني من وطئة التهميش في كافة المستويات مما اجبر بعض ابناء تلك المناطق لحمل السلاح مناداة بحقوقهم فانضم عددا منهم للحركة الشعبية بعد قيامها في بداية الثمانيينات وانضم اخرون للتحالف الوطني السوداني (قوات التحالف السودانية ) والتي نشطت في تلك المناطق نهاية التسعينات خصوصا في منطقة مينزا . واذا نظرنا لهذا الاقليم نجد انه يضم عددا من الاثنيات التي تتحدث عددا من اللغات ولا شي يربطهم بالدولة المركزية الا الاسم فقط ومن ذلك يحكى ان الرئيس الاسبق نميري قد زار منطقة شالا منتصف السبعينات فهتف السكان بحياة عبود الذي كان قد اطيح به من الحكم قبل عشرة سنوات من ذلك التاريخ وجات حكومة الديمقراطية الثانية وهم لم يكونوا على دراية بكل هذا ولتعلم عزيزي القارئ ان في تلك البقاع اشخاص لم يصلهم التعليم ولم يسمعوا به اصلا ومازالوا يعيشون حياة الانسان الاول وظلت الحكومات المتعاقبة تعمل على تكربس الجهل مع ان تلك المناطق من اغنى مناطق السودان اقتصاديا ولكنها خارج الذاكرة السودانية فمن من يعرف شيئا عن البرتا والقمز والانقسنا وهل سمع احدكم بالبرون والمابان ولتعلم عزيزي القارئ ان خزان الرصيرص والذي تأسس في الخمسينات ليس له اى فائدة تذكر الهم الا كهرباء مدينتي الدمازين والرصيرص الجزئية حيث تعاني اقرب المناطق للخزان من الاظلام التام وهي منطقة قنيص اما مايسمى بتعلية السد فهي الطامة الكبرى فقد غمرت المياه عددا من المساحات الزراعية والسكنية فنقل المواطنين الى ماعرف بقرى المتأثرين والتى تفتقر لابسط المقومات والادهى والامر هو ظهور امراض خطيرة وسط المهجرين بسبب المواد التي صنعت منها المنازل في ابادة صامتة لشعب النيل الازرق . اما اخطر الاشكالات هي طمس حضارة شعب النيل الازرق حيث غمرت مياه التعلية منطقة (ابزغولي) والمعروفة في التاريخ السوداني ب (فازغلي) وهي منطقة تحتوى على اثار مملكة الفونج الاولى والتي اختفت او اخفيت من التأريخ لشي في نفس يعقوب حيث يتحدثون عن حلف عمارة دنقس وعبدالله جماع ولا يزكرون من اين اتى عمارة دنقس . كل هذا جانب وما يتعرض له السكان منذ اربعة سنوات هو جانب اخر فبعد اندلاع الصراع الاخير واخراج الوالي المنتخب ملك عقار من الدمازين تعرض ساكني جبال الانقسنا وعدد من القرى من المواطنين العزل تعرضوا لهجوم شرس من قبل الملشيات الحكومية والمروحيات في عملية ابادة جماعية واضحة فنزح من نزح وبقي البعض تحت رحمة القصف الهجمات في كارثة انسانية مكتملة المعالم ولكن الاخطر هو تجيش بعض القبائل ضد اخرى كما يحدث الان في محلية التضامن ومحلية باو حيث سلحت الحكومة قبائل بعينها واعطتهم مطلق الحرية في عمل اي شيئ في اعادة للتجربة الدارفورية وحكاية الجنجويد سيئة الزكر التي اوصلت النظام الى نظام معزول يطارد رئيسه في الدول والمطارات ودونكم (زنقة جوهانسبيرغ ) ان هذا النظام غير حريص بالمرة على الوطن ولا يهمه الا ان يبقى في سدة الحكم حتى ان حكموا توتي كما قالوا ما يحدث في النيل الازرق يحتاج لوقفة من شرفاء الشعب السوداني وقواه الحية وعلى الاحزاب الخرطومية ان ترى ماذا يحدث هناك لان الوطن ليس الخرطوم فقط. [email protected]