في قانون الغابة الحيوانات المفترسة لا تصطاد لتحصل على طعامها لا بقدر مايشبعها وقد تشاهد أسدل يرقد بجانب غزالة او ترى نمرا يرد ماءا مع جاموس خلوي ولكن لاتندهش فهي شبعانة ولا تفكر في افتراسها. وهذه الحقيقة استفاد منها مدربوا الأسود والنمور في السيرك ليعلموها الحركات البهلوانية لإمتاع الناس ولاتفترسهم واذا سمعت ان اسدا او نمرا هاجم مدربه فاعلم انه جائع. تذكرت هذه الحقيقة وأنا أطالع صحف الخرطوم وأقرأ هذه الخبر( الخرطوم 4 سبتمبر 2015 علمت "سودان تربيون" أن اللجنة التي شكلتها آلية "7+7" الخاصة بالحوار الوطني في السودان لدراسة قرار مجلس السلم والأمن الأفريقي الأخير بشأن الحوار، أوصت برفض القرار واعتباره غير موفق ومعيقا للعملية برمتها.*) المؤتمر الوطني يدير مبادرة الحوار بمنطق الأسد ولكن العجب من المؤتمر الشعبي الذي قبل أن يسترضي النظام بمنطق الثعلب فقد قبل منه النظام رئاسة البشير لآلية الحوار واستضافة الحكومة لجلسات المؤتمر ودفاعه عن حوار الداخل . فالمؤتمر الشعبي يفقد كل يوم موقعه الوسط بين الحكومة والمعارضة لصالح النظام وآلية الحوار تقول (أن المعارضة لا ترفض الحوار ولكنها تشترط ) والمؤتمر الشعبي يعلم أن الأزمة برمتها أزمة ثقة وأن المعارضة والحركات جربت التوقيع مع النظام ولكنها خرجت بالحسرة والشعبي هو أكثر المكتوين بنقض النظام للعهود والمواثيق .وكان منطقه في البداية انه يتمسك بالحوار وبدون شروط ويصبر حتى توقيع وثيقة بين الأطراف يختبر بها جدية الحكومة ولكن هذا المنطق تراجع أمام عدم الالتزام بخارطة الطريق المجازة من الجمعية العمومية مقروءة مع وثيقة أديس ابابا بين آلية الحوار7+7والمعارضة وكان تمسك المؤتمر الشعبي مريبا. ولكن الأغرب في هذا الخبر انه ليس من الحكومة ولكن من آلية الحوار والشعبي يمثل فيها رأس المعارضة المحاورة وبذات منطق الشعبي وموقفه السابق من الجنائية الدوليه وقبله من القوات الأممية حين قال:( أن السودان عضو في المجتمع الدولي وموقع على ميثاق الاممالمتحدة ولذلك اذا نقص الغذاء او داهمتنا الكوارث احتجنا الاغاثة العالمية وإذا انتقصت العدالة الوطنية تدخلت الجنائية الدولية وإذا عجزت القوات المسلحة عن حماية المدنيين وجب استدعاء القوات الدولية ) وبذات المنطق اذا فقدت الثقة بين الأطراف الداخلية لابد من وسيط خارجي وفي هذه الحالة ليس من الحكمة رفض وساطة الاتحاد الإفريقي المسنود أمنيا واستبعاد مقترحه بحوار تحضيري في الخارج. وليس من الحكمة ان يفرض المؤتمر الشعبي قناعاته على الآخرين فإن كان يعتقد تعهد البشير وحده يكفي لنجاح الحوار عليه استثمار علاقاته مع المعارضة لموقف مشترك وليس نظرية قفل الباب من خلفك وهذا يلزمه بمسارين أما قبول الجلسة التحضيرية وإقناع النظام بها( وهذا لم يحدث) او المضئ في الحوار بمن حضر مع الاتفاق مع المعارضين الإنتظار حتى يوقع وثيقة توافق مع النظام تستجيب لكل مطالب الأحزاب والحركات المسلحة تنظم واقع الحياة السياسية وتعطي تطمينات للمسلحين وتقدم معالجات مستعجلة للقضايا الملحة من وقف إطلاق النار وفتح مسارات الإغاثة وإتاحة الحريات ثم تقدم آلية الحوار 7+7كتابها للمعارضة والمجتمع الدولي وتدخل في عملية إصلاح مستمر باستعادة المسار الديموقراطي. أما منطق عض الاصابع بين المعارضة الرافضة للحوار المتمثلة في حزب المؤتمر السوداني وحركة الاصلاح الآن والنظام حتما ستفرغ الحوار وتكرس لعدم الثقة مما يؤدي للكارثة التدخلات الخشنة من المجتمع الإقليمي والدولي في الشأن السوداني الداخلي. م. إسماعيل فرج الله 5سبتمبر2015م [email protected]