تلقيت دعوه نادره من مدير ادارة النشاط الطلابي بمدرسة اللحيدان للاساس(فاطمة الحظيف) الاستاذ عمر مصطفى يس بالمايقوما شرق التابعه لادارية الحاج يوسف بمحلية شرق النيل التي يدرس بها ابني محمد بالصف الرابع لتكريمه كطالب مثالي من قبل ادارة المدرسه بقيادة مديرها مربي الاجيال الاستاذ سيف الدين احمد عبدالحمن فالدعوه كانت مثيره للدهشه والفرح في أن واحد بالنسبه لي فدهشة الدعوه تمثلت في ان المدارس في الغالب تستدعي اولياء الامور لسداد الرسوم او لتكرار طرد التلاميذ لاسباب تتعلق بسلوك التلاميذ الشخصي ولكن ان تجتهد مدرسه حكوميه في ظل الظروف الحاليه القاهره وتهتم بالنشاط التربوى وتختار تلميذ نموزجي وتقوم بتكريمه كان ذلك مثار دهشه كبيره بالنسبه لي اما موضوع الفرح فتمثل في ان التعليم الحكومي ما زال بخير ويعيش في الزمن الجميل الذي تسير فيه التربيه مع التعليم جنبا الى جنب لاهتمامي البالغ بالموضوع استيقظت مبكرا وتوجهت الى المدرسه لان التكريم سيتم اثناء الطابور الصباحي للمدرسه فعندما وصلت الي ساحة المدرسه وجدت الاستاذ سيف الدين مدير المدرسه وكل معلمي المدرسه يعدون لانطلاق الطابور الصباحي الذي يمثل اعداد برنامج لاذاعه داخليه متكامله تقدم فيها كل انواع النشاط الاكاديمي والثقافي والرياضي والفني على خشبة مسرح المدرسه المتواضع على مدى نصف ساعه من الزمن بغرض اكتشاف مواهب التلاميذ وتنميتها من خلال خارطة برامج متكامله يشرف عليها الاستاذ عمر مصطفى مدير النشاط التربوي ولذلك البرامج التي تقدمها مدرسة اللحيدان الاساسيه ميزتها على كثير من مدارس ولايه الخرطوم في زمن انتفي فيه الجانب التربوي في كثير من المدارس الحكوميه حيث تحول التعليم الى سلعه تجاريه قابله للمضاربات بعد ان سمحت الحكومه لاصحاب الاموال بالاستثمار في التعليم الطبقي الذي يعتمد على خدمات الترحيل وتكييف المباني وسندوتشات الهامبريقرالتي يدفع مقابلها الاغنياء ملايين الجنهات حتى يتميز ابناءهم عن ابناء الفقراء الذين يصلون الى المدارس الحكوميه البأسه في الغالب سيرا على الاقدام وبدون وجبة افطار ومع ذلك تتفوق المدارس الحكوميه في كل مستويات امتحانات شهادات المراحل الدراسيه على المدارس الخاصه لان ابناء الفقراء الكادحين يجدون امثال الاستاذ سيف الدين مدير مدرسه اللحيدان الاساسيه ومدير النشاط الطلابي الاستاذ عمر مصطفى واخرون يشدون من ازرهم ويحفزونهم معنويا على التفوق وكل مره يثبتون بان العلم ليس تكييف ولا ترحيل ولا مال ولكن العلم عقل جوهره الانسان ولكن للاسف الشديد ان وزارة التربيه والتعليم ولايه الخرطوم بعيده كل البعد عن رعاية مثل هذه الاعمال والنشاطات التربويه فالمدارس تكرم تلاميذها ولكن لم نر او نسمح يوما بان الوزاره كرمت احد معلمهيا ولو معنويا ولذلك نتوجه بالدعوه لوزاره التربيه ولاية الخرطوم وكل وزارات التربيه بالولايات للعمل من اجل تكريم المعلمين بالمدارس الحكوميه الذين يتميزون في واجبهم المهني والتربوي ولو منعويا فالمعلم في الوقت الحالي يقبع في مؤخرة السلم الوظيفي ولا يحصل الا علي فتتاب المرتبات كما ان المعلم لايملك اي وسيلة اضافيه لزيادة دخله الشهري او السنوي ولذلك اصبح يواجه ضغوط الحياة المعيشيه اكثر من غيره لانه يعمل بدون مقابل اذا قارن الواجبات التى يقوم بها المعلم مع الراتب الذي يتقاضاه حيث لايتعدى في راتبه في مجمله بضع مئات من الجنيهات ولكن يبدو ان الدافع الحقيقي للعمل في مجال التعليم هو قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق ) فاذا قارن الوقائع بالاعمال نجد ان المعلمين هم الذين ظلوا يحملون الرساله النبويه بعد انتقال النبي محمد صلى الله عليه وسلم الي الرفيق الاعلى يتممون مكارم الاخلاق لانهم يعلمون النشئ الاخلاق من خلال الدراسه والنشاط المدرسي الذي اندثر في كثير من المدارس الحكوميه ولذلك مهما قدم اولياء الامور والدوله للمعلم لن يستطيعوا مكافأته على الجميل الذي صنعه ولذك اجر المعلم الحقيقي على الله رغم ان المعلم هو الذي علم سبل الحياة وادارة شئؤن الدوله لرئيس الجمهوريه والوزير ووالوالي والمعتمد المدير ولكن في نهاية الطاف لايلتفت احد الى مكافاة المعلمين الذين علموه ابجديات الحروف ومكارم الاخلاق ومع ذلك فان المعلمين الذين ينتشرون في كل مدارس احياء المدن والقرى والفرقان يسهرون من اجل بناء هذا الوطن في صمت دون ان يلتفت اليهم احد ليمدوا مؤسسات الدوله بالمهندسيين والاداريين والقضاة والاطباء والاعلاميين وقادة الاجهزه النظاميه والمفكريين والسياسيين الذين يسعون للحصول على كراسي السلطه من خلال التسلق على اكتاف المعلمين عبر توظيف مقدرات المعلمين الذاتيه في الحملات الانتخابيه ولذلك لم تستعصى مشاكل البلاد على الحلول الا بعد ان تجاهلت الدوله خبرة وحكمة المعلمين في ادارة تصريف شئؤن الحياة فالمعلم يعمل بدون امتيازات وبدون سكن وبدون ترحيل ومع ذلك لم يتقاعس يوما معلم عن اداء واجبه الرسالي في حين ان راتب وزير ومخصصاته وبدلاته السنويه تكفي لاعاشه معلمي مدرسه لاكثر من عام بينما الوزراء اغلبهم فاشلون ولذلك لماذا يمنح الوزير راتب يساوي اضاف مضافه بالنسبه لراتب المعلم الذي علم الوزير كتابه الحروف الابجديه ومكارم الاخلاق فهناك ظلم واقع على المعلمين واجب على الدوله رفعه عنهم من خلال تقييم المعلم بعطاءه لانه يؤدى رساله مقدسه فالتحيه لمعلمي بلادى في كل مكان الذين يعملون من اجل اعلاء قيم الانسانيه [email protected]