لا ينقص الكلب حبة خردل منابذتك إياه بكلب و لا يزيد الشيطان سوءا على سوءه و شتمك إياه بالشيطان فأنت لم تزد غير أن سميته باسمه لا غير أما نرمي بالدفوعات و نشحذ سنان الأقلام و نعكف على الكيبورد صباح مساء سعيا منا لإثبات سوء البشير في إدارته للبلاد فتلك هي المضيعة الحقة للجهد و الزمن و لا هو يبالي قال الناس عنه أو سكتوا إلا إذا كان ميت القلب يحس أو عصي الدمع يرق. هو البشير كما هو .. طفولة كلها شقاء .. شباب كله رعونة و كهولة جلها سفاهة و لا يزال. أسوأ السوء ذاك الذي يتعدّى ضرره إلى الغير فيصيبهم و إن أراد الصلاح لهم كأحمق في يده نار ... يحرق بها من حيث يريد للناس الاستدفاء و كذلك رئيسنا الهمام .. دانت له المقاليد و صار الآمر الناهي في أمرنا و لكن به من الطيش و اللا حكمة إن وُزِّعتْ على زعماء العالم لاختلت تلك الدول شأن ما يحدث في السودان و لا أدلّ على ذلك من زيارته الأخيرة لجنوب افريقيا و ما سببه لرئيسها من حرج و لدولتها و شعبها و برلمانها من من بلبلة لا تزال أصداءها تطوّف الآفاق. البشير لم يكن صالحا ثم فسد حتى ننشد رجوعه للصلاح أو نزيح وقر أذنيه بالمناصحة فهو رجل نزوي قح لا يرى إلا ما تريه نفسه و ما مشتشاروه و نصحاؤه و أهل بلاطه إلا صورة مسخاء تعطيه - من حيث يظن - شرعية و مؤسسية لكنهم لا يملكون من أمرهم غير الإيماء بأن نعم إن أرادهم على ذلك أو لا إن هو وقّفهم عنه و نهاهم. يبقى كل العيب في أولئك الذين يستجيبون لنداء حواره معهم .. يبقى كل اللوم مع إولئك الذين يستزورهم و يوليهم بعد أن يؤدوا قسما غليظة على الكتاب و ما قسمهم إلا كقسم كبيرهم في كل مرة يغتصب فيها الحكم متوشحا برداء الانتخابات الخرق المرقع بكل وصمات الغش و الخداع و التزوير. يبقى اللوم فينا إذ نخادع أنفسنا و نمنيها خيرا كلما سمعناه ينعق بوعد إصلاحي جديد. كم حكومة شكلها البشير ثم فشلت .. كم معاهدة وقعها البشير ثم نُقضت .. كم وعدا وعده البشير ثم نكث عنه .. كم كذبة كذبها البشير ثم أردفها بسيل من كذب صريح دلائلها شاهدة تقف عليها بكبس زر .. و مع ذلك ترانا نمضغ في بلاهة حجر الصبر بغية أن يلين بينما ننتظر خيرا من بشير أينما توجهه لا يأتي بخير. إن قوة البشير المزعومة و عرشه قد تدكه أحفاد فئران مأرب و أرضة الأرض من حيث لا فئران نحن و لا أرضة و لكنها الإرادة الغارقة في سُبات الغفلة و الفُرقة و اللدغ من ذات الجحر بعدد سنين حكم الكيزان. [email protected]