صحيح ان بطولة كاس السودان ليست بالاهمية التي يحظى بها الدوري الممتاز ، ولكن في ذات الوقت هي البطولة الثانية من حيث الاهمية بالنسبة لاتحاد كرة القدم السوداني ، فهل يستطيع الاتحاد باجراء بعض التعديلات التي تجعل من منافسة كاس السودان بطولة لها روح وتشويق واثارة ؟ فنظرت الاتحاد لهذه البطولة بشي من اللامبلاة افقد هذه البطولة هيبتها لتكون بطولة صورية لاطعم ولا لون ولا رائحة لها . فعلى الاتحاد ان يجعل هنالك مناصفة بين البطولتين في عملية التمثيل الافريقي للاندية السودانية بان يجعل بطل كاس السودان يشارك في بطولة الاندية الافريقية ما دام ان السودان اصبح يشارك بفريقين في البطولة ، وان يجعل ثاني كاس السودان يشارك في الكونفدرالية ما دام اصبحنا نشارك في الكونفدرالية بفريقين ،وهنالك ايضا بطولة سيكافا التي اصبحت تقام بصفة مستمرة ، اضف الى ذلك البطولةالعربية للاندية والتي سوف تعود للانطلاق هذا العام ،فهذا يمنح البطولة شي من القيمة التنافسية ويجعل للفرق حافز للاهتمام بها .اضافة الى تنوع الفرق المشاركة في البطولات يساعد بصورة واخرى الى اظهار المواهب من كافة بقاع السودان وهذا بدورة يكون رافد قوي لدعم المنتخب الوطني بزيادة فرص الاختيار واكساب اللاعبين ثقافة المباريات الدولية . هذا ما يخص القيمة الفنية لبطولة كاس السودان ، ام حيث الاثارة والتشويق فان ارى النظام الانجليزي هو مثال جيد يتلائم معنا ، فهذا النظام يمنح البطولة كل الاثارة والتشويق ، وهو تلعب مباراة كاس السودان في معلب الفريق الاقل تصنيفا لدى الاتحاد العام فان انتهت المباراة بانتصار احد الفريقين يصعد الفريق الفائز ، وفي حالة التعادل تلعب مباراة ثانية في ملعب الفريق الاعلى تصنيفاً وفي حالة التعادل ايضاً ينظر الى الاهداف من حيث التسجيل في ارض الخصم كما هو معمول به في نظام البطولة الافريقية وفي حالة التعادل يفصل بينهم بالركلات الترجيحية . فهذا النظام يجعل البطولة ذاخره بالمفاجات في النتائج ، ويمنح البطولة زخم جماهيري حيث ان فرق الممتاز تلعب بعض مبارياتها في مدن ليس لديها فرق في الممتاز مما يجعل جماهير تلك المدن تتدافع لتشجيع فرقها وهي تلاعب اندية الممتاز . كما ان هذا النظام يساعد على انتماء الجماهير لمدنها ومناطقها بدل انقسام كل السودان حول هلال مريخ . كما ان هذا الامر يساعد على تجهيز البنيات التحتية من استادات وملاعب لاندية تشارك في كاس السودان ولا تشارك في الدوري الممتاز . هذا النظام يساعد الاندية والاتحادات دون اندية الممتاز في ايجاد مداخيل لخزائنها بزيارة اندية الممتاز لمدنها ، مع الاعتبار ان يكون للفريق الزائر نصيب من الدخل ليس كالنسبة التي يعمل بها الاتحاد في بطولة الممتاز . ان يستمر الاتحاد في ذات النهج الذي انتهجه في اقامة النهائي سنويا في مدينة يتم اختيارها منذ بداية المنافسة . ام الجانب الاخير لتطوير تلك المنافسة هو جانب التسويق من حيث رعاية البطولة والتلفزة . فان ايجاد راعي للبطولة يلعب دور كبير في رفع اهميتها التنافسية ويدر دخلا على الاتحاد ، ويمكن للاتحاد العام ان يكون له نصيب اكبر من جانب الرعاية باعتبار ان بطولة كاس السودان ليس لها كتلة ككتلة الممتاز يكون لها اندية ضغط على الاتحاد كما يحدث في الدوري الممتاز . وان تتاح للقنوات التلفزيونية نقل البطولة ليس بصورة حصرية كما يحدث للدوري الممتاز فهذا يمنح البطولة بعد اعلامي وتسويقي كما انه يحفز الاندية لظهور بشكل رائع من خلال تسويق بعض اللاعبين لانفسهم للاجهزة الاعلامية . وهذا الامر يساعد ايضا القنوات المهتمة بالشان الرياضي في انعاش خزائنها من خلال الاعلان وفرصة جيدة لظهور بعض المحللين والمعلقيين الرياضيين الذين لا يجدون حظهم في نقل وتحليل المباريات لاحتكار قناة واحدة لبطولة الدوري الممتاز . [email protected]